وصف الخيال

الخيال وما ادراك ما الخيال

أن الإدراك الحسي هو أساس العمليات العقلية .وأنه يعني الفهم أو التعقل بواسطة

الحواس كذالك عن طريق الإدراك الحسي ينشأ التصور وهو استحضار صور المدركات

الحسية عند غيبتها عن الحواس من غير تصرف فيها بزيادة ..أو نقصان أو تغيير أو..

تبديل . وعن التصور ينشأ التخيل أو الخيال ... والخيال كالماء والهواء ضروري للإنسان

ولا غنى له عنه ما دامت الحياة حياة . والإنسان إنسانا . وإنما كان الأمر كذلك لأن

الخيال نشأ في النفس الإنسانية .. بحكم هذا العالم الذي عاش ويعيش فيه االإنسان

وبدافع الطبع وغريزة الإنسانية الكامنة وراء الميول والرغبات وما كان منشؤه

الغريزة ومصدره الطبع فهو حي خالد... والإنسان الأول حينما بدأ يستعمل الخيال في

كلامه لم يكن يفهم منه هذه المعاني الزائدة عن الحقيقة التي نفهمها







ونسميها ... المزاج... ولكنه كان يستعمل الخيال وهو واثق من أنه قد قال

كلاما حقيقيا .. فهو حينما كان يقول.. مثلا.. ماتت أو ذهبت الرياح.. و..

أقبل الليل .. و تنفس الصبح .. لم يكن يعني منه معنى مجزيا .. وإنما كان..

يعني أن الريح قد ماتت حقا ..وأن الليل قد أقبل حقا.. وأن الصبح قد تنفس حقا

..هكذا كان الإنسان الأول ينفخ من روح الحياة فيما حوله من مظاهر

الطبيعة على نحو يوافق مشاربه وطبيعة تلك المظاهر حتى إذا ما استفادت

أنس الحياة وآصبحت تشاركه في بأسائه ونعمائه على ما خيل له أخذ

يؤلهها وإذا نظرنا إلى الدور الذي يؤديه الخيال وجدنا أن الإنسان يلجأ ..

إليه إما للاستعانه به على فهم مظاهر الكون وتعابير الحياة وإما لإظهار ما

في نفسه من معنى لا يفصح عنه الكلام المألوف وأول الأمر هذين

الأمرين هو أقدمهما نشو ء ا في النفس الإنسانيه لأن الإنسان أخذ يعترف ما حوله

أولا حتى إذا جاشت بقلبه المعاني أخذ يعبر عنها بالألفاظ والتراكيب

وعندما مارس الإنسان كثيرا من تجارب الحياة وزادت تبعا لذلك قدرته

التعبيرية عما يريد أحس بدافع يدفعه إلى الأناقة في القول والخلابة في

الأسلوب فكان هذا النوع الجديد من الخيال هذا النوع الذي عمد إليه الإنسان

مختارا فكان منه المجاز والاستعارة والتشبيه وغيرها من فنون و الصناعة

وصياغة الكلام


تقبلو تحياتيــــ...........