تسجيل دخول

منتدى الآثــار والرحـلات والصيـــد تبادل الخبرات وسائل و طرق الرحلات و الصيد.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2012, 03:13 AM
باحث غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 33
افتراضي اسماء جبال تهامة وقراها وسكانها

تأليف: عرام بن الأصبغ السلمي
عرض:أحمد محمّد محمود*



ورد في "الأعلام" للمرحوم خير الدين الزركلي عن: عرام بن الأصبغ السلمي أنه " ثقة في معرفة تهامة وقراها وسكانها وأشجارها ومياهها، كان أعرابياً من بني سليم، تنقل في جهات تهامة ووضع كتاباً سماه - كتاب جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه". ويضيف المستعرب الروسي - كراتشكوفسكي - في كتابه تاريخ الأدب الجغرافي عند العرب - "إن- عراماً - من العلماء اللغويين، شخصية طريفة، أميّ، لما أبصر إقبال الناس على معرفة الأماكن وجغرافيتها أملى في سن الشيخوخة - بعد عام 132هـ الموافق 548 م كتابه هذا، معتمداً في ذلك على معرفته الجيدة بمواضع العرب، وقد نال مصنفه انتشاراً وصيتاً واسعين، ورواه علماء مختلفون، والتحليل الذي قامت به - إلزا رايتمير- أثبت أن مصنف هذا الأعرابي كان يشمل مادة تخرج عن نطاق عنوانه، فهو لم يقتصر على ذكر الجبال بل ذكر أيضاً المياه والنباتات الموجودة بها".



مدلول تهامة؟
عبد الســلام هــــاشم هارون محقق كتاب - عرام الســلمي - يشرح مدلول تهامة ويقــــول: "يختلف مدلولها اختــــلافاً شـــديداً، فهي تمتد ما بين عدن إلى تخوم الشام مسايرة شــــاطيء البحر الأحمر وهي تنكمش أحياناً من الشــــمال أو من الجنوب ويختلف العلماء الأقـــــدمون في ذلك، ولعل أصدق دليــــل على ذلك ما ذكره (عرام) في صدر كتابه هـذا: إن أول جبال تهــــامة هـــو (رضـــوى) وهو من ينبع مسيرة يوم.


"ويبدو أن ذلك الانبساط والانكماش جاء في مختلف العصور نتيجــــة للســــلطان السياسي أو القبلي الـــذي كـــان يســــود تـــــلك المنطـــقة أو يتقلص عنها".


ويضيف محقق الكتاب "ومع أن ظاهر الكتاب أنه خـاص بجبال تهــامة وسكانها وما يتعلق بها، فالواقع أنه يتكلم عن تهامة والحجاز فيتناول الكثير من البلدان والقرى والجبال والمواقع الحجازية المجاورة للمدينة، وهي وإن كان ذكرها جاء تبعاً لذكر تهامة لملاصقتها لها، إلا أنها ظفرت بنصيب وافر من عناية (عرام) واحتلت مكاناً أصيلاً في الكتاب".


ولأهمــــية الكتــــاب فقــــد كثر منتحلوه: "فينــــسب إلى: أبــــي الأشــــعث الكنــــــدي وينســـــــب إلى:
الســـكوني أبي عــــبد الله بن بشر".


وقد اهتم بنشر الكتاب لما علم به الأفندي محمد نصيف، من سليمان الصنيع، وكلف المحققين بمصر بالمهمة، وقد نوّه المحقق بذلك " فالشكر للشيخ سليمان الصنيع على ما بذل من فضل تعريفي بالكتاب، والشكر للسيدين النبيلين - السيد محمد نصيف والسيد يوسف زينل لما أظهرا من اهتمام كريم بنشر هذا الكتاب".


اكتشاف الكتاب
ويشرح علامة الجزيرة رحمه الله الشيخ حمد الجاسر قصة اكتشاف مخطوطة هذا الكتاب النادر: "فإن الشيخ إبراهيم الخربوطلي مدير مكتبة شيخ الإسلام - عارف حكمت بالمدينة - لما زار الهند عام 1357هـ رأى العلامة المحقق الشيخ عبد العزيز الميمني يقوم بنسخ الكتاب، فنسخ هو نسخة منه وجاء بها إلى الحجاز ولما نزل بجدة في ضيافة السري المفضال محمد حسين نصيف أطلعه على النسخة فاستنسخها الشيخ نصيف وأطلع علىها كثيرًا من المعنيين بالعلم، وكان ممن نسخها الشيخ سليمان الصنيع وحاول نشرها في القاهرة، وقد نشر الميمني الكتاب في لاهور ببــاكستان، وأرسل الشيخ نصــــيف الكتاب إلى عبد السلام هارون لتحقيقه، وقد قام المحقق عبد السـلام هـــارون بالمهـــمة خير قيـــام ورجع إلى 23 مرجعاً ووضع لها الفهارس وزينها بالكثير من الحواشي المفيدة وضبط بالشــــكل أســــماء المواقع فجاء عمله مفيداً نافعاً".



ويبدأ عرام كتابه بأن رضوى أول جبال تهامة وهو من المدينة على سبع مراحل ومياسرة لطريق البَريراء - لمن كان مصعداً إلى مكة وعلى ليلتين من البحر، وبحذائها - عَزْوَرْ - وفيها يقول عمر بن أبي ربيعة:


أشارت بأن الحي قد حان منهم هبـــــوب، ولكن الموعد عزور


وبينه وبين رضوى طريق -المُعْرِقَة - وهو الطريق الذي سلكته عير قريش حين كانت وقعة بدر، وهو الطريق الذي يأخذ إلى العراق - تختصره العرب إلى الشام وإلى مكة وإلى المدينة، بين الجبلين قدر شوط فرس، وهما جبلان شاهقان منيعان لا يرومهما أحد، نباتهما الشوحط والقرظ والرنف - من شجر الجبال ينضم ورقه إلى قضبانه إذا جاء الليل وينتشر بالنهار، وهو يشبه الضهياء: التي تشبه العناب تأكله الإبل والغنم،


مراتعه رنف فملقى سياله مدافع أوشال يدب معينها


والسيال شجر له شوك أبيض وهو من العضاه، ويسكنهما نهد وجهينة في الوبر خاصة دون المدر، ولهم هناك يسار ظاهر، ويصب الجبلان في وادي غَيْقَةْ، وغيقة تصب في البحر ولها مسك - تمسك الماء.


"ومن يمين رضوى لمن كان منحدراً من المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى (ينبع) وبها منبر وهي قرية كبيرة غناء سكانها الأنصار وجهينة وليث أيضاً، وفيها عيون عذاب وغزيرة وواديها - يَلْيَلْ - يصب في غيقة، و-الصَّفراء - قرية كثيرة النخل والمزارع فوق ينبع مما يلي المدينة وماؤها يجري إلى ينبع، وحولها جبال صغار لا أسماء لها، وفي يليل عين تسمي (البُحَيْر) تخرج من جوف رمل من أعذب ما يكون من العيون.


"الجارُ على شاطيء البحر، ترفأ إلىه السفن من أرض الحبشة ومصر ومن البحرين والصين، وبها مسجد للجمعة - وهي قرية كبيرة آهلة، شرب أهلها من البحير، وبالجار قصور كثيرة، ونصف الجار في البحر الأحمر ونصفها على الساحل، وبحذاء الجار جزيرة في البحر تكون ميلاً في ميل، لا يعبر إلىها إلا في سفن، وهي مرفأ الحبشة خاصة يقال لها (قَراَف) وسكانها تجار كنحو أهل الجار، يأتون بالماء على نحو فرسخين، ووادي يليل يصب في البحر.


" ثم من عدوة غيقة اليُسرى مما يلي المدينة عن يمين المصعد إلى مكة جبلان يقال لهما ثافل الأكبر وثَافِل الأصغر وهما لضمرة خاصة - وضمرة بن بكر بن عبد مناف - وهم أصحاب حِلال (استقرار) ورعية (رعي) ويسار (غنى) وبينهما وبين رضوى وعزور ليلتان: نباتهما العرعر والقرظ والظيّان والأيدع والبشام، ومن ثافل الأكبر عدة آبار في بطن واد يقال له - يَرْثَدْ - ويقال للآبار: الدباب وهو ماء عذب كثير، وفي ثافل الأصغر ماء في دوار يقال له (القاحة) وهما بئران عذبتان غزيرتان، وبينها وبين رضوى سبع مراحل.



جبل ورقان
ولمن صدر من المدينة مصعداً - أول جبل يلقاه عن يساره ( وَرْقَان) وينسب إلى جميل:


يا خليلي إن "بثنة" بانت يوم ورقان بالفؤاد سليبا


وهو جبل أسود عظيم كأعظم ما تكون الجبال ينقاد من سيالة إلى - المتَعشَّي - وفيه من أنواع الشجر : القرظ والسماق - شجر يقارب الرمان له ثمر حامض، وأهل نجد يسمونه - العرتن - ومن الشجر : الخزم وورقه يشبه البردي، وله ساق كساق النخلة وفيه أوشال وعيون قلات وسكانه أوس من مزينة وهم قوم صدق، وبسفحه من عن يمين (سَيَالة) ومسجدها أحد ثلاثة مساجد بنيت على عهد رسول الله صلي الله علىه وسلم، بعد مسجدي الحرة والشجرة، ثم الرَّوحاء وفيها يقول عروة بن حزام :


ألا فاحملاني بارك الله فيكما إلى حاضر الروحاء ثم دعاني


ثم الرُّوَيثة ثم الجِيّ، ويعلو بينه وبين ثنية القدس الأبيض عقبة يقال لها: رَكُوبة وُقدْس ونباتها العرعر والقرظ والشوحط والشقب وهي لمزينة وأموالهم ماشية من الشاة والبعير وفيها أوشال كثيرة،


" ويقابلها من غير الطريق المصعد جبلان يقال لهما - نَهبان - الأسفل والأعلى وهما لمزينة، وهما مرتفعان شاهقان كبيران، ويفرق بينهما وبين قدس وورقان الطريق، وفيه (العَرْج) ووادي العَرْج يقال له (مَسيحة) نباته المرخ والأراك والثمام، ومن عن يسار الطريق مقابل قدس جبل من أشمخ ما يكون يقال له - آرَه- تخر من جوانبه عيون وعلى كل عين قرية، ومنها - الفُرع - وهي لقريش والأنصار ومزينة ومنها (أمّ العيال) قرية صدقة فاطمة بنت رسول الله صلى الله علىه وسلم، وعلىها قرية يقال لها المضيق ومنها قرية يقال لها (المحضة) ومنها قرية يقال لها (الفَغْوة) وفي كل هذه القرى نخل وزروع وواديها يصب في الأبواء ثم في (ودّان) وهي قرية من أمهات القرى لضمرة وكنانة وغفار وفهر وقريش، ثم في الطَّريفة وهي قرية على البحر ليست بكبيرة واسم وادي (آره) حقْل. وقرية يقال لها (وبعان) و(خلص آره) واد به قرى ونخل ثم يتصل بها ذَرَةُ وهي جبال كثيرة متصلة في ذراها المزارع والقرى وهي لبني الحارث وزروعها - أعذاء - ويســـمون الأعذاء (العثري) وهو الذي لا يســــقى، ولهم عيون ماء لا يمكن أن يجــــــروها لأنها في صخور ولهم من الشجر العفار والقــرظ والطـــلح والسدر والنشــــم والتــألب والإترار وله ورق يشــبه الصعتر وشــوك نحـــو شـــــوك الرمان.




ويطيف ببذرة - قرية يقال لها (جَبَلَة) و(السِّتارة) قرية تتصل بجبلة وواديها واحد يقال له (لَحْفُ) وبه عيون ويزعمون أن جبلة أول قرية اتخذت في تهامة، وبها حصون منكرة لا يرومها أحد مبنية بالصخر، وشرقي ذرة قرية يقال لها(القَعْر) وأخرى يقال لها (الشَّرْع) وهما على وادي رَخِم وبأسفله قرية يقال لها (ضَرْعَاء) بها قصور ومسجد جمعة وحصون، ثم يتصل بها (شَمَنْصير) وهو جبل مستدير مجموع بعضه على بعض لم يعله أحد قط، بأعلاه القرود ويطيف بالجبل قرية (رُهَاط) وهي بواد يسمي (غُرَان) وأنشد:


فإن غراناً بطن واد أحبه لساكنه عهد علىّ وثيق


وبغربيه قرية يقال لها (الحُديبية) وبحذائها جبيل يقال له (ضعاضع) وعنده حبس كبير يجتمع فيه الماء، قال الشاعر:


وإن التفاتي نحو حبس ضعاضع وإقبال عيني في الظبا لطويل


فهؤلاء القريات لسعد ومسروح، وهم الذين نشأ رسول الله صلى الله علىه وسلم فيـــهم، ومن الحــــديبية إلى المدينـــة ســــبع مراحـــل وإلى مكة مرحــلة وميل أو ميلان،


ومن عن يمين آره ويمين الطريق المصعد (الحَشَا) وهو جبل الأبواء وهو بواد يقال له (البُعْق) والأبواء منه على نصف ميل، ثم (هَرْشَى) وهي أرض مستوية أسفل منها (ودّان) على ميلين مما يلي مغيب الشمس، يقطعها المصعدون من حجاج المدينة وينصبّون منها منصرفين إلى مكة، ويتصل بها مما يلي مغيب الشمس خبت وفي وسط الخبت جبيل أسود يقال له (طَفِيل) ثم تنقطع عنك الجبال يمنة ويسرة. وعلى الطريق من ثنية هرشى بينها وبين الجحفة ثلاثة أودية مسميات : منها (غزال) يأتيك من ناحية شمنصير وذرة و(دَوْران) ويأتيك من شمنصير وذرة، والثــــالث (كليَّــة) وهو يأتيك من شمنصير وذرة.


وكــل هذه الأودية تنبت الأراك والمرخ والدوم - وهو المقل - والنخل وليس هناك جبال، وبأعلى (كلية) أجبال صغار منفردات يقال لها (شَنَائِك) وهي لخزاعة، "ودون الجحفة على ميل غدير خُمَّ وفيه يقول عبد شمس الذي يقال إنه احتفره:


حفرت خماً وحفرت زما حتي ترى المجد لنا قد تما


وواديه يصب في البحر، لا ينبت غير المرخ والثمام والعشر، وهذا الغدير لا يفارقه أبدًا ماء المطر، وبه أناس من خزاعة وكنانة غير كثير.


جبل الشراة

ثم - الشَّراة - وهو جبل مرتفع شامخ في السماء تأوي إليه القرود، وينبت النبع والشوحط والقرظ، وهو من دون عسفان من عن يسارها، ثم يطلع من الشراة على - سَايَةَ - وهو واد بين حجارة عظيمة وبه قري كثيرة مسماة: فأعلاها يقال لها (الفارع) بها نخل كثير ومياهها عيون تجري تحت الأرض، ثم أسفل منها (مَهَايع) وهي قرية كبيرة غناء وأصلها لولد على بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم خيف يقال له (خيف سلاَّم) سميت على رجل من أغنياء الأنصار، وأسفل من ذلك (خيف ذي القبر) وبه نخل كثير ورمان وسمي الخيف باسم على بن موسي بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب وكنيته (الرضا)، وأسفل منه (خيف النَّعَم) ومياهه عيون خرارة كثيرة، ثم عسفان.


ثم إذا فصلت من عسفان لقيت البحر، وتذهب عنــك الجبال والقـــــرى إلا أودية مسماة بينك وبين مر الظهران، يقال لواد منها مَسيحة ولآخر مُدركة ومنها ماء يقال له الحُديبية بأسفله يصبان من رؤوس الحرة مستطيلين إلى البحر، ثم مر الظهران و(مـر) هي القرية و(الظهران) هو الوادي، وفيه عيون كثيرة ونخل وجميز.


وبعد أن يتحدث عرام عن الطريق إلى مـــكة وحدّها مع نجد ويتحدث عن الــســــراة والطــــائف وجـــبال مكة، يعود للحــــديث عن حد الحجاز الذي يبــــدأ من معـــدن النَّقْرة إلى المدينــة ومن القرى الحجازية - بطن نخل وبحـذائه جبل الأســـود نصفه حجازي ونصفه نجــدي، ثم (الطَّرَف) لمن أمَّ (المدينــة) يكنــــفه ثــلاثــــة جبال أحـــدها (ظَلِـــم) و (حـــزم بن عوال) وفي عــــوال آبار: (إلىـــة) و(هَرْمة) و(عُمَيْر) والسّـــــدرة وليـــس بهؤلاء ماء ينتــــفع به، والســــد: ماء ســماء أمر صـــلى اللــــه علىه وســــلم سده، ومنـــها القـــرقــــرة، ومــن (الــــسد) قـــــناة إلى (قباء).


ويحـيط بالمدينة من الجبال (عَيْر): جبلان أحمران من يمينك وأنت تريد مكة ومن عن يسارك - شوران - وهو جبل يطل على السد، وللشاعر:


يالىتني كنت فيهم يوم صبحهم من نقب شوران ذو قرطين مزموم


وفي قبليّ المدينة جنوبًا (جبل الصَّارِي) وفي شوران ماء كثير يقال له (البَجَرَات) - وكرم وعين وأمعاء- وهو ماء يكوم من السنين- وفي كلها سمك أسود مقدار ذراع وما دون ذلك : أطيب ما يكون السمك، وبحذاء شوران (جبل مِيطان) به ماء بئر يقال لها (ضَفَّة) وفيه يقول معن بن أوس المزني :


كأن لم يكن ياأم حقة قبل ذا بميطان مصطاف لنا ومرابع


وبحذائه جبل يقال له (سِنَّ) وجبال شواهق كبار يقال لها (الحَلاَء) لا تنبت شيئاً ولا ينتفع بها إلا ما يقطع للأرحاء والبناء ينقل إلى المدينة وما حولها،ثم إلى (الرَّحْضية) قرية للأنصار وبني سليم من نجد وبها آبار علىها زروع كثيرة ونخيل، وحذاءها جبيل ليس بالشامخ يقال له (قُنَّة الحِجْر) يقع في أرض (الحجر) يقول الشاعر:


ألا ليت شعري هل تغير بعدنا أروم فــــــــآرام فشـابة فالحضر
وهل تركت إبلي سواد جبالها وهل زال بعدي من قنينته الحجر


وهناك واد يقال له (ذو رَوْلان) لبني سليم، به قري كثيرة تنبت النخيل منها (قَلَهي) و(تَقْتُدْ) وبينهمـا جبــل يقــال له أُديمة وبأعلى الوادي رياض تسمى الفِلاَج جامعة للناس أيام الربيع وفيها مياه كثيرة يكتفون بها صيفهم وربيعهم إذا أمطروا، ومنه غدير (الـمُخْتبي) (وقلت) (ذات القرنين) و(غــديـــر السدرة) من أنقــاهــا مــاء.




وادي عـــريفطـــــان
ثم تمضي مصعداً نحو مكة فتميل إلى واد يقال له (عُريفطَان معن) ليس به ماء ولا رعي وحذاءه جبال يقال لها (إبلي) وحذاءه (قنة) يقال لها (السودة) وماؤهم (الصَّـــعْبّية) وهو مـــــاء عذب وكانت بها عين يقال لها (النَّازيَّة) بــــين بني خفــاف والأنصـــــار فتضاربوا فســـدّوها، وقد قتل أناس كثيرون بســـــبب ذلك، وطلبها ســـــلطان البــــلد مرارًا بالثمن الكثير فأبوا ذلك. وفيها مياه: منها بئر (معونـة) و(ذو ساعدة) و(جماجم) و(الوسباء).


وحذاء (إبلي) جبل (ذو الموقعة) من شرقيها وهو جبل معدن بني سليم، وفي أسفل من شرقيه بئر يقال لها (الشّقِيقة) وفيه يقول ابن مقبل :


فحياض ذي بقر فحزم شقيقة قفر وقد يغنين غير قفار


وحــذاءه من عن يمينه جبل يقال له برُثُم وجبل يقال له تمار وهما عالىان لا ينبتان وبهما (النمران) كثيرة (جمع نمر) وفي أصل (برثم) ماء (ذَنَبَان العيـــص) والخَرِب جبل بينه وبين القـــــبلة لا ينبت شيئًا ثابتًا.


ويجاوز (عين النازية) فيرد مياها يقال لها (الهَدِبيَّة) ثم ينتهي إلى (السُّوارقيّة) على ثلاثة أميال منها وهي قرية غناء كثيرة الأهل، فيها منبر ومسجد جماعة وسوق كبيرة تأتيها التجار من الأقطار لبني سليم خاصة، ولهم مزارع ونخيل كثيرة وفواكه من موز وتين ورمان وعنب وسفرجل وخوخ ولهم خيل وإبل وشاء كثيرة، ويميرون طريق الحجاز ونجد في طريق الحاج، والحد (ضَرِيَّة) وإلىها ينتهي حدهم على سبع مراحل ولهم قرى من حوالىهم منها: القِيَّا، ماؤها مالح نحو ماء السوارقية وبها سكان كثير ونخيل ومزارع وشجر، قال الشاعر:


ما أطيب المذق بماء القيا وقد أكلت بعده برنيا


والبرني: ضرب من التمر، ومن قراهم المَلَحاء ببطن وادي قَوْران - يصب من الحرة - حرة بني سليم - فيه مياه وآبار كثيرة عذبة طيبة ونخل وشجر وحوالىها هضاب (ذي مَجَرْ) وهو غدير كبير في بطن الوادي وبأعلاه مياه: لَقْف (شس) ذي الغار وفيها يقول الشاعر:


لقد رعتموني يوم ذي الغار روعة بأخبار سوء دونهن مشيبي
نعيتم فتى قيس بن عــيلان غدوة وفـــــارسها تنعونــه لحبيب


وحذاءها جبل يقال له (أقراح) شامخ مرتفع أجرد لا ينبت شيئًا، كثير النمور والأراوي.
ثم تمضي من الملحاء فتنتهي إلى جبل يقال له - مُغَار -في جوفه آبار: (الهدَّار) الرفدة وواديها يسمي عُرَيفِطان وعلىها نخيلات وآجام يستظل فيهن المار، وهي لبني سليم وهي على طريق (زبيدة) يسمونه: منفا زبيدة وحذاءها جبل يقال له (شُواحِطْ) كثير النمور، كثير الأراوي، وبحذائه وادي (بِرْك) كثير النبات من السلم والعرفط وأصناف الشجر وبه ماء يقال له (البُوَيرة) وهناك (برْثُم) وهــو جبل شامخ كثير النمور والأراوي قليل النبــــات، وحـــذاءه واد يقال له (بَيْضَان) به مياه آبار كثيرة وأشجار كثيرة يزرع علىها الحنطة والشعير والبرسيم (القت) وحذاءه وادي (الصَّحْن) قال فيه الشاعر:


جلبنا من جنوب الصحن جردا عتاقا شزبا نسل لنسل
فــــــــوافينا بها يومي حنين نبي الله جدا غير هزل


وبهذا الوادي ماء يقال له (الهباَءَة) عذبة طيبة، وبئر أخري (الرِّساس) كثير المــــياه لا يزرع علىها لضيق موضعها، وأســـفل بيضان - العيص - به ماء يقال له (ذَنَباَن العيص) والعيص: ما كثرت أشــــجاره من السَّلم والضَّال، يقال له عيص وخيس - والخيس : الشجر الكثيف الملتف.


وحذاءه جبل (الحَرَّاس) وفي أصله (غدير الحُوَاق) تمسك الماء من السماء كثيرًا وكله لبني سليم، وحذاءه قرية صُفَينَة بها مزارع ونخل كثير ولها جبل السِّتار، وهي على طريق زبيدة يعدل إلىها الحجاج إذا عطشوا، وحذاءها مياه يقال لها : النُّجَيْر، والنِّجارة، وأسفل منها صحراء مستوية بها هضبتان عإلىتان لا يرقاهما أحد إلا أن يكون طائرًا، يقال لهما (عمود البان)، وعمود السفح وهو من عن يمين الطريق المصعد إلى الكوفة، على ميل من أُفُيِعَية وأُفَاعَية: هضبة كبيرة شامخة وإنما اســــم القــــرية ذوالنخل - وللشاعر جميل:


وقد حال أشباه المقطم دونها وذو النخل من وادي قطاة وتعنق


وعن يسارها بئر (الصُّبيحَّة) وليس علىها مزارع وحذاءها هضبة كبيرة يقال لها خطمة ولابة وهي حرة مَنِيحة وقرية مَرّان وهي غناء كبيرة كثيرة العيون والآبار والنخيل والمزارع وبها ناس كثير، ويقول عنها الشاعر:


أبعد الطوال الشم من آل ماعز يرجي بمران القرى ابن سبيل
مررنا على مران ليلاً فلم نعج عـــــلى أهــــــل آجام به ونخيل


ومن خلفه قرية قُباء غير قباء المدينة - وبحذائها جيل (هَكْران) وجبل (عُنّ) قليل النبات في أصله ماء - الصِّنْو - وحذاءه جبل (القفا) وجبل (بُسِّ) وفي أصله ماء (بقعاء) وجبل (الخُدود)، وعكاظ منها على دعوة. وعكاظ: صحراء مستوية ليس لها جبل ولا علم وحذاءها عين (خَلَيْص) وهو رجل ببلاد تسمي (رُكبْة) ونقل عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: أن أخطيء سبعين خطيئة بركبة أحب إليّ من أن أخطيء خطيئة واحدة بمكة، وروى مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب قال: لبيت بركبة أحب إليَّ من عشرة أبيات بالشام، قال مالك : يريد لطول الأعمار والبقاء ولشدة الوباء بالشام ."


لقد آثرنا النقل الحرفي من الكتاب نظراً لكثرة المواقع التي مر علىها صاحب الكتاب



وترابطها من حيث قربها بعضاً من بعض، ولأهمية المواقع والمسميات وكثير منها قائم إلى الىوم





* كاتب سعودي



المرجع : نوادر المخطوطات - الجزء الثاني - تحقيق : عبد السلام هارون، الناشر مكتبة الخانجي بمصر - ط أولي - عام 1373هـ - 1954م


الكتاب المخطوط














التعديل الأخير تم بواسطة باحث ; 09-03-2012 الساعة 03:20 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-13-2012, 01:11 AM
سعود عبدالكريم العلوي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الكامل
المشاركات: 319
افتراضي رد: اسماء جبال تهامة وقراها وسكانها

بارك الله فيك أخي باحث
وفعلا قبيله سليم تزخر بالعلماء و القراء و الرحالة
ومجهود تشكر عليه
__________________
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-17-2012, 10:56 AM
باحث غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 33
افتراضي رد: اسماء جبال تهامة وقراها وسكانها

اهلا وســـــهلا اخي عبدالكريم العلوي

شرفني مرورك

عرام ابن الاصبغ السلمي رغم انه امي فبالاضافة الى كونه عالم جغرافيفهو ايضا عالم في اللغة العربية وقد اخذ عنه اكثر من مائة مادة في اللغة العربية دونت في قاموس اللغة باسمه
وقد استقدمه والي خرسان ضمن من استقدم من الاعراب من الجزيرة العربية لتاديب
ابناء قواد الجيوش وقد امضى بقية حياته يؤدب ويمليء على كتابه العلم والمعرفة
تحياتي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-03-2012, 03:20 PM
الصورة الرمزية عوض البقيلي
عوض البقيلي غير متواجد حالياً
نائب المدير العام للمنتديات
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: جـــدهـ _ الرياض
المشاركات: 8,104
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى عوض البقيلي
افتراضي رد: اسماء جبال تهامة وقراها وسكانها

بارك الله فيك وسلمت يدك اخينا الباحث ..

تحيتيـ ..
__________________
...............
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-18-2012, 02:51 AM
باحث غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 33
افتراضي رد: اسماء جبال تهامة وقراها وسكانها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض البقيلي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك وسلمت يدك اخينا الباحث ..

تحيتيـ ..




تسلم اخوي عوض البقيلي

شكرا لمرورك

دمت بخير
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون