تسجيل دخول

منتدى نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم وأهله يختص بالمواضيع التي تتحدث عن نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم وأهله بيته

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2014, 11:56 AM
الصورة الرمزية علاء
علاء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 294
افتراضي احاديث عن التوبه


بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث الأول


عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَوِّيةٍ مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال‏:‏ أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته، عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحــاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته‏"‏‏. البخاري كتاب الدعوات باب التوبة. ومسلم كتاب التوبة .باب في الحض على التوبة والفرح بها.




شرح الحديث :

هذا الحديث يوضح لنا فرح الله سبحانه وتعالى بتوبة عبده العاصي من خلال مثَل من أمثلة النبوة يحكي قصة رجلٍ نزل منزلاً موحشاً، وليس معه من وسائل الحياة إلا دابته عليها طعامه وشرابه، فهي كل ما يربطه بالحياة ويعطيه الأمل في قطع هذا المكان الموحش، ثم نزل الرجل يقيل لحظاتٍ بعد أن رحلة شاقة، وعناءُ سفر، فنام نومة ثم استيقظ على الفزع الذي هزه وأخافه، لقد فقد راحلته، فانطلق المسكين مروَّعًا يعدو في كل اتجاه على غير هدى، بحثاً عن راحلته الضائعة، حتى كلّت قدماه، وأنهكه التعب، وبلغ به الحر والعطش مبلغاً، فجرجر أقدامه إلى المكان الذي كان ينام فيه، فنام نومة مكسورة الوجدان محترقة الأنفاس وهو في انتظار الموت، ثم تقلب ورفع رأسه فإذا راحلتُه عنده .. فكيف سيكون فرح ذلك الرجل براحلته .. يُبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أشد فرحاً بتوبة العبد من ذلك الرجل براحلته الذي أخطأ من شدة فرحه فقال (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) ..

والحقيقة أن هذا الحديث العظيم يعتبر دعوة إلى رحاب الله الكريم، دعوة تفيض بالحب والحنان لكل مذنب خطّاء يعلم أن له رباً يغفر الذنوب ولا يبالى، وأن باب توبته مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، قال تعالى : "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" سورة الزمر آية 53.

ويسوق ابن القيم رحمه الله في هذا السياق وهو يشرح هذا الحديث في مدارج السالكين حيث قال : " وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه، ولا من يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينا، فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام، وخرجت أمه، فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه، والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي، أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلتُ عليه من الرحمة بك والشفقة عليك. وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت.


الحديث الثاني




عن الأغرِّ المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرَّة‏"‏‏.‏ أخرجه البخاري في صحيحه.



شرح الحديث :

يحث النبي صلى الله عليه وسلم الناس على التوبة إلى ربهم سبحانه وتعالى ، ويقول فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة وفي رواية سبعين مرة ، فإذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستغفر الله عز وجل في اليوم هذا العدد كله ، بل ورده عنه أيضا أنه قال في المجلس الواحد سبعين مرة ، فكيف هو حال من هو دون منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كيف هو حال المقصرين المذنبين من أمثالنا ، فحق لنا أن نكثر من التوبة إلى الله عز وجل في جميع أحوالنا إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

قال ابن حجر في فتح الباري وهو يشرح هذا الحديث:

أخرج النسائي أيضا من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة بلفظ ‏"‏ إني لاستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة ‏"‏ واخرج النسائي أيضا من طريق عطاء عن أبي هريرة ‏"‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس فقال‏:‏ يا أيها الناس توبوا إلى الله، فاني أتوب إليه في اليوم مائة مرة ‏"‏ وله في حديث الأغر المزني رفعه مثله، وهو عنده وعند مسلم بلفظ ‏"‏ إنه ليغان على قلبي واني لاستغفر الله كل يوم مائة مرة ‏"‏ قال عياض‏:‏ المراد بالغين فترات عن الذكر الذي شانه أن يداوم عليه، فإذا فتر عنه لأمر ما عد ذلك ذنبا فاستغفر عنه‏.‏

وقيل هو شيء يعتري القلب مما يقع من حديث النفس، وقيل هو السكينة التي تغشى قلبه والاستغفار لإظهار العبودية لله والشكر لما أولاه، وقيل هي حالة خشية وإعظام والاستغفار شكرها، ومن ثم قال المحاسبي‏:‏ خوف المتقربين خوف إجلال وإعظام‏.‏

وقال الشيخ شهاب الدين السهروردي‏:‏ لا يعتقد أن الغين في حالة نقص، بل هو كمال أو تتمة كمال‏.‏

ثم مثل ذلك بجفن العين حين يسبل ليدفع القذى عن العين مثلا فانه يمنع العين من الرؤية، فهو من هذه الحيثية نقص، وفي الحقيقة هو كمال‏.‏

هذا محصل كلامه بعبارة طويلة، قال‏:‏ فهكذا بصيرة النبي صلى الله عليه وسلم متعرضة للاغيرة الثائرة من أنفاس الأغيار فدعت الحاجة إلى الستر على حدقة بصيرته صيانة لها ووقاية عن ذلك انتهى‏.‏

وقد استشكل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم، والاستغفار يستدعي وقوع معصية‏.‏

ومحصل جوابه أن الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى، ويحتمل أن يكون لاشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أو جماع أو نوم أو راحة، أو لمخاطبة الناس والنظر في مصالحهم، ومحاربة عدوهم تارة ومداراته أخرى، وتأليف المؤلفة وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكر الله والتضرع إليه ومشاهدته ومراقبته، فيرى ذلك ذنبا بالنسبة إلى المقام العلى وهو الحضور في حظيرة القدس‏.‏

ومنها أن استغفاره تشريع لامته، أو من ذنوب الأمة فهو كالشفاعة لهم‏.‏

وقال الغزالي في ‏"‏ الإحياء ‏"‏ كان صلى الله عليه وسلم دائم الترقي، فإذا ارتقى إلى حال رأى ما قبلها دونها فاستغفر من الحالة السابقة، وهذا مفرع على أن العدد المذكور في استغفاره كان مفرقا بحسب تعدد الأحوال، وظاهر ألفاظ الحديث يخالف ذلك‏.‏

وقال الشيخ السهروردي‏:‏ لما كان روح النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل في الترقي إلى مقامات القرب يستتبع القلب، والقلب يستتبع النفس، ولا ريب أن حركة الروح والقلب أسرع من نهضة النفس فكانت خطا النفس تقصر عن مداهما في العروج، فاقتضت الحكمة إبطاء حركة القلب لئلا تنقطع علاقة النفس عنه فيبقى العباد محرومين، فكان صلى الله عليه وسلم يفزع إلى الاستغفار لقصور النفس عن شاو ترقي القلب، والله اعلم‏.‏ فتح الباري شرح صحيح البخاري.


الحديث الثالث



قال صلى الله عليه وآله وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر‏"‏ رواه أحمد (2/153) والترمذي (3537) ، وابن ماجة (4253).




شرح الحديث :

يقول السندي رحمه الله :


‏قوله (توبة) : ‏

‏معناه أنه معظمها ومستلزم لبقية أجزائها عادة فإن النادم ينقلع من الذنب في الحال عادة ويعزم على عدم العود إليه في الاستقبال وبهذا القدر تتم التوبة إلا في الفرائض التي يجب قضاؤها فتحتاج التوبة فيها إلى القضاء وإلا في حقوق العباد فتحتاج فيها إلى الاستحلال أي الرد والندم يعني على كل ذلك كما لا يخفى وفي الزوائد قلت وقع عند ابن ماجه عبد الله بن عمر بن الخطاب قاله المنذري وقال بعد ذلك أي كما رواه الترمذي وابن ماجه في صحيحه والحاكم في المستدرك ‏

‏قوله (ما لم يغرغر) ‏:

‏أي ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة القيء يتغرغر به المريض والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويرد إلى أصل الحلق فلا يبلغ كذا في النهاية والمقصود ما لم يعاين أحوال الآخرة ومن شواهد هذا الحديث قوله تعالى {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن }


الحديث الرابع



قول صلى الله عليه وآله وسلم ‏: ‏‏"‏ إن الله يحب المؤمن المُفتّن التواب‏"‏ .رواه أحد في مسنده.



شرح الحديث :


لشرح هذا الحديث لابد أن نعرض طبقات الناس بالنسبة للتوبة كما بين ذلك وشرحه ابن قدامة المقدسي في مختصر منهاج القاصدين ‏:‏



الطبقة الأولى ‏:‏

تائب يستقيم على التوبة إلى آخر عمره، ويتدارك ما فرّط من أمره، ولا يحدِّث نفسه بالعودة إلى ذنوبه، إلا الزلات التي لا ينفك عنها البشر في العادات، فهذه هي الاستقامة في التوبة، وصاحبها هو السابق بالخيرات‏.‏وتسمى هذه التوبة‏:‏ النصوح، وتسمى هذه النفس‏:‏ المطمئنة، وهؤلاء يختلفون منهم من سكنت شهوته تحت قهر المعرفة ففتر نزاعها، ومنهم من تنازعه نفسه وهو ملئ بمجاهدتها‏.‏



الطبقة الثانية ‏:‏

تائب قد سلك طريق الاستقامة في أمهات الطاعات وكبائر الفواحش، إلا أنه لا ينفك عن ذنوب تعتريه، لا عن عمد، ولكنه يبتلى بها في مجارى أحواله من غير أن يقدم عزماً على الإقدام عليها، وكلما أتى شيئاً منها لام نفسه، وندم وعزم على الاحتراز من أسبابها، فهذه هي النفس اللوامة لأنها تلوم صاحبها على ما يستهدف له من الأحوال الذميمة، فهذه رتبة عالية أيضاً، وإن كانت نازلة عن الطبقة الأولى، وهى أغلب أحوال التائبين، لأن الشر معجون بطينة الآدمي، فقلما ينفك عنه، وإنما غاية سعيه أن يغلب خيره شره، حتى يثقل ميزانه، فترجح حسناته، فأما إن تخلو كفة السيئات، فبعيد‏.‏وهؤلاء لهم حسن الوعد من الله سبحانه وتعالى، إذ قال ‏:‏‏{‏الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة‏}‏‏ ‏(النجم‏:‏ 32‏).

والى هذه الرتبة الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ‏:‏‏"‏ إن الله يحب المؤمن المُفتّن التواب‏"‏ ‏



الطبقة الثالثة ‏:‏

أن يتوب ويستمر على الاستقامة مدة، ثم تغلبه شهوته في بعض الذنوب، فيقدم عليها لعجزه عن قهر الشهوة، إلا أنه مع ذلك مواظب على الطاعات، وترك جملة من الذنوب مع القدرة عليها والشهوة لها، وإنما قهرته شهوة واحدة أو شهوتان، وهو يود لو أقدره الله على قمعها، وكفاه شرها، فإذا انتهت ندم، لكنه يعد نفسه بالتوبة عن ذلك الذنب، فهذه هي النفس المسؤولة، وصاحبها من الذين قال الله تعالى فيهم ‏:‏‏{‏وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً‏}‏ فأمر هذا من حيث مواظبته على الطاعات وكراهيته لما يتعاطاه مرجو لقوله تعالى ‏:‏‏{‏عسى الله أن يتوب عليهم‏}‏ (‏التوبة‏:‏ 103‏).

وعاقبته خطرة من حيث تأخيره وتسويفه، فربما يختطف قبل التوبة، فإن الأعمال بالخواتيم، فعلى هذا يكون الخوف من الخاتمة، وكل نفس يمكن أن يتصل به الموت، فتكون الخاتمة، فليراقب الأنفاس، وليحذر وقوع المحذور‏.‏



الطبقة الرابعة ‏:‏

أن يتوب ويجرى مدة على الاستقامة، ثم يعود إلى الذنوب منهمكاً من غير أن يحدث نفسه بالتوبة، ومن غير أن يتأسف على فعله، فهذا من المصرين، وهذه النفس هي الأمارة بالسوء، ويخاف على هذا سوء الخاتمة‏.‏فإن مات هذا على التوحيد، فإنه يرجى له الخلاص من النار، ولو بعد حين، ولا يستحيل أن يشمله عموم العفو بسبب خفي لا يطلع عليه، إلا أن التعويل على هذا لا يصلح، فإن من قال‏:‏ إن الله تعالى كريم، وخزائنه واسعة، ومعصيتي لا تضره، ثم تراه يركب البحار في طلب الدينار، فلو قيل له‏:‏ فإذا كان الحق كريماً فاجلس في بيتك لعله يرزقك، استجهل قائل هذا وقال‏:‏ إنما الأرزاق بالكسب فيقال له‏:‏ هكذا النجاة بالتقوى‏.‏

إذن معنى الحديث الذي أسلفت عرضه هو حال ذلك التائب الذي سلك طريق الاستقامة، إلا أنه لا ينفك عن ذنوب تعتريه، لا عن عمد، ولكنه يبتلى بها بعض أحواله من غير أن يقدم عزماً على الإقدام عليها، وكلما أتى شيئاً منها لام نفسه، وندم وعزم على الاحتراز من أسبابها، فهذه هي النفس اللوامة لأنها تلوم صاحبها على ما يستهدف له من الأحوال الذميمة، وهذه في الحقيقة رتبة عالية أيضاً، وهى أغلب أحوال التائبين، لأن الشر معجون بطينة الآدمي، فقلما ينفك عنه، وإنما غاية سعيه أن يغلب خيره شره، حتى يثقل ميزانه، فترجح حسناته. مختصر منهاج القاصدين لابن قدامى المقدسي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-23-2014, 02:32 PM
السلطان الحائر غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: قلب العالم
المشاركات: 45
افتراضي رد: احاديث عن التوبه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-09-2014, 08:51 PM
الصورة الرمزية علاء
علاء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 294
افتراضي رد: احاديث عن التوبه

جزاكم الله الجنة للمرور الطيب
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون