#1
|
||||
|
||||
ملامح بني سُليم
ملامح بني سُليم أغلبُ ملامح ( الأعرابي العربي ) تتمثل في أنه : رشيق القوام , قليل اللحم , ووجهه معروق قليل اللحم كسائر جسمه , وله ذقن بارز , وأنف دقيق , وعينان براقتان , وفم ظاهر . ورشاقة جسمه تجعله نشيطاً خفيف الحركة . ووجه الأعرابي في المناطق الحارة من بلاد العرب أسمر – وأكثر مناطق بلاد العرب حار . وتقع بلاد بني سُليم في المنطقة الحارة , لأنها من تهامة , وهي ذات وهاد وأنجاد , وجبال وحرار . والصفات والسمات المتقدم بيانها تنطبق – على وجه عام – على من تسنت لي رؤيتهم من بني سُليم .. في ديارهم بأعالي الحجاز , وفي غيرها من هذه البلاد . ولا يعني ما سبق لي تقديره أنه لا يوجد فيهم أفراد بيض الوجوه , أو ذوو لون قمحي يميل إلى السمرة أو إلى بياض .. ومن أمثلة أصحاب هذا اللون خاصة : ( حسين بن حيا القرشي السُلمي ) أحد كبار قرية مهايع السُلمية في ديار بني سُليم . وكذلك يوجد بين سكان الجبال الباردة الطقس بأنحاء المملكة أفراد ذوو لون قمحي وأبيض , لأسباب عامة أو خاصة ... ويوجد عكس ذلك في المناطق الحارة . وقلنا , (( إن اللون الغالب – قديماً وحديثاً – على العرب هو السمرة )) بالنظر إلى ما سبق بيانه من أغلب مناطق بلاد العرب حار , وبالنظر لما أورده الدكتور جواد علي , نقلاً عن علماء اللغة العربية , الذين بحثوا خصائص العرب , ووصفوا حيواتهم ومجتمعاتهم , من خلال بحوثهم اللغوية . يقول الدكتور جواد على : ( ويذكر علماء اللغة أن العرب تصف ألوانها بالسواد , وتصف ألوان العجم بالحمرة . ويقول مسكين الدارمي : أنا مسكين لم يعرفني *** لوني (( السمرة )) ألوان العرب قال الجاحظ : ( والعرب تفتخر بسواد اللون . وقد فخرت (( خُضر محارب )) بأنها سود . وقد ذكر حسان وغيره , الخضر من بني عكيم , حين قال : ولست من بني هاشم في بيت مكرمة *** ولابني جُمح الخضر الجلاعيد قالوا : وكان ولد عبد المطلب العشرة دُلماً ضُخماً , نظر اليهم عامر ابن الطقيل يطوفون , كأنهم جمال جُونُ فقال : بهؤلاء تمتنع السدانة ! وكان عبد الله بن عباس , أدلم ضخماً , وأل أبي طالب أشرف الخلق , وهم سود وأدلم . والدلم : الرجل الشديد السواد . ويقول المبرد : ( وقول العرب : ما يخفى ذلك على الأسود والأحمر , يريد العربي والعجمي ). وقد أشار الدكتور جواد علي في كتابه ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ) .. قال : (( وقد عُرفت بعض القبائل العربية ببياض بشرتها , واشتهرت نساؤها ببياض البشرة ... وورد في الحديث : أنه لما خرج من مكة قال له رجل : (( إن كنت تريد النساء البيض , والنوق الأدم , فعليك ببني مدلج )) . ويقال للمرأة التي يغلب لونها البياض : (( الحمراء )) . وجاء في الحديث النبوي : بُعثتُ إلى الأحمر والأسود ) أي إلى العجم والعرب , كافة . وبنو سُليم هم تهاميون كما قدمنا , وهم بين جبال وحرار في تهامة . إن ديارهم الأصلية تقع بين مجموعة متلاصقة من الجبال والحرار , وأوديتهم عميقة تعلوها الحرار والجبال , وتضايقها . وأغلب قامتهم تميل إلى الاعتدال ... لكأنّ البيئة الجبلية رفعت قاماتهم عن ضالة القصر . ولكأن البيئة التهامية جعلت أغلبهم غير فارغ الطول ... ولايمنع ذلك أن يكون فيهم القصير الدحداح , أو الطويل الفارغ الطول .. ومن أمثلة طوالهم المعاصرين : حسين بن حيا القرشي السُلمي أحد كبار قرية مهايع , وهو أبيض اللون أو أحمر اللون على حد التعبير اللغوي الفصيح الذي سبق ذكره .. وحسين بن حيا نحيل الجسم , وذو عينين نجلاوين , براقتين , كأغلب من شاهدناهم من رجال بني سُليم المعاصرين , وأغلب من رأيناه من السُلميين يميل إلى الاعتدال , وهو الذي يوصف لغوياً بأنه (( ربَعة )) و (( مربوع )) . و (( مربوع )) صيغة لا تزال سائدة في هذه المعنى لدى عامة الحجازيين ... وقد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ( ربْعة ) . المصدر
كتاب بنو سُليم بقلم عبد القدوس الأنصاري التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز الوريكاني ; 05-11-2009 الساعة 02:32 PM |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|