#1
|
|||
|
|||
الصحابة السٌلَميون ( 2 )
الصحابة السٌلَميون ( 2 )
الصحابة رضي الله عنهم كثير عددهم فقد حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أكثر من مائه وعشرين ألفاً , وكل من كان في المدينة النبوية وفي مكة المكرمة وما بينهما وما حولهما , بل أغلب سكان الجزيرة العربية دخلهم الإسلام وأهلها مسلمون , ومع هذا فإن الذين عرفت أسماؤهم من الصحابة رضي الله عنهم ودونت بعض أخبارهم هم أقل من هذا العدد بكثير , فلم يكن هناك ديوان جامع للناس , وعندما دونت أسماء الصحابة وأخبارهم بلغ العدد عند ابن عبد البر ( ت 463 هـ ) في كتابه الذي أراد أن يستوعب فيه أسماء الصحابة فسماه : الاستيعاب في معرفة الأصحاب ) لم يبلغ العدد عنده خمسة آلاف ثم جاء بعده ابن الأثير ( ت 630 هـ ) فكتب : أسد الغابة في معرفة الصحابة وكان عدد من أحصاهم في كتابه في حدود ثمانية آلاف , وبعدهما بزمن أراد الحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ ) أن يحرر أسماء الصحابة ويجمع كل ما وقف عليه من أخبارهم فكتب موسوعته الكبيرة : الإصابة في تمييز الصحابة فبلغ العدد عنده [ 12446 ] مع أن منهم من ذكر أنه ليس من الصحابة ولم تثبت صحبته . ولهذا فإنا لن نستطيع التعرف على تراجم وأسماء كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بني سليم , ولكن سوف نقف على أخبار من ذكر منهم في المؤلفات المختصة بأسماء الصحابة رضي الله عنهم , هذا وقد أفرد الأخ الأستاذ عصام بن حامد آل عبد الحفيظ أسماء الصحابة من سليم المذكورين في كتاب الإصابة في مؤلف نشره عام 1428 هـ فجزاه الله خيرا . عمرو بن عَبَسة السلمي رضي الله عنه ( ربع الإسلام ):- هو عمرو بن عبسة بن خالد بن عامر بن خفاف بن إمرئ القيس بن بهثه كان يعيش في مرابع قومه في حاذه وصفينه , وقد نشأ على الحنيفية وأنكر أمر الجاهلية , وهو أخ من الأم لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه الذي كان متحنفاً ومنكراً لعبادة الأصنام , وديار غفار لا تبعد كثيرا عن ديار سليم. يقول عمرو بن عبسة : إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلاله , , ولا أرى الأوثان شيئاً , ثم سمعت عن رجل يخبر أخباراً بمكة ويحدث أحاديث , فركبت راحلتي حتى قدمت مكة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخف , وإذا قومه جُرَءاءُ عليه , فتلطفت حتى دخلت عليه , فقلت : ما أنت ؟ قال : أنا نبي الله . فقلت : وما نبي الله ؟ , قال: رسول الله , قال فقلت : آلله أرسلك ؟ , قال : نعم . قلت : بأي شيء أرسلك ؟ , قال : بأن يوحد الله ولا يشرك به شئ , وكسر الأوثان , وصلة الأرحام , فقلت له : من معك على هذا ؟ قال : حر وعبد , - ومعه يومئذ أبو بكر بن أبي قحافة وبلال - قلت : إني متبعك , قال : إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا . ولهذا قال عمرو بن عبسة: بأنه ربع الإسلام , أي رابع أربعة سبقوا على الإسلام . وهذا على حسب علمه واستنباطه من جواب النبي له , وكان المسلمون في العهد المكي يخفون إسلامهم . فرجع عمرو بن عبسة إلى قومه وبقي زمناً حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد جاءه الخبر بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , فقدم عليه في المدينة , ولما دخل عليه قال : يا رسول الله أتعرفني ؟ , قال : نعم . أنت الذي لقيني بمكة ؟ ثم إن عمرو بن عبسة سارع إلى سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور في الدين فقال : يا نبي الله , أخبرني عما علمك الله وأجهله . أخبرني عن الصلاة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( صل صلاة الصبح ثم اقصر عن الصلاة - أي امتنع – حتى تطلع الشمس حتى ترتفع , فإنها تطلع حين تطلع بين قرني الشيطان , وحينئذ يسجد لها الكفار . ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح , ثم اقصر عن الصلاة . فإن حينئذ تسجر جهنم . فإذا أقبل الفيء فصل . فأن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر . ثم اقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس . فإنها تغرب بين قرني الشيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ) قال فقلت : يا رسول الله فالوضوء حدثني عنه . فوصف له صلى الله عليه وسلم كيفية الوضوء وبين فضله . .......... وللحديث بقية د . محمد بن صامل العلياني السلمي 1/4/1431 هـ |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|