عمرو بن الشريد السلمي( من فصحاء العرب )

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمرو بن رياح - الشريد السلمي
( من فصحاء العرب )

من سادة سليم بن منصور . وهو والد الخنساء , وصخر , ومعاويه , ومالك , اعترف له العرب بشرف المكانة .
ووالده : رياح بن عمرو ... وقد غلب عليه لقب ( الشريد )
لقوله :

تولى اخوتي وبقيت فردا = وحيدا في ديارهم وشريدا

وقد أورد المؤرخون قصة النعمان بن المنذر مع كسرى ملك الفرس . وكان كسرى في شأن العرب ورد عليه النعمان في ذالك , في بيان عربي فصيح مؤدب , مما استوجب اعجاب كسرى ببيانه وكسوته .
ولكن النعمان شعر من فحوى كلام كسرى في توهين أمر العرب والحط من كرامتهم , أن وراء الأكمة ماوراءها..
فلما غادر الى الحيرة رآى أن يبعث الى نفر من سادة العرب يدعوهم للحضور اليه . وكان من بينهم عمرو بن الشريد السلمي , وقد حدثهم النعمان بما كان من أمر كسرى ومقاله , وقال لهم : ( قد سمعت من كسرى مقالات تخوفت أن يكون لها غور , ويكون انما أظهرها لأمر أراد أن يتخذ به العرب خولا -- عبيدا كبعض طماطمته -- أي قومه الذين في لسانهم عجمة ولايفصحون -- في تأديتهم الخراج اليه ) .. وقد اسحسن الحاضرون من رؤساء العرب كلام النعمان ورأيه أن ( يسيروا بجماعاتهم الى كسرى , وأن يتكلم كل منهم بما حضره من الكلام المرتجل , لكي يعلم كسرى أن العرب على غير مايظن , أو تحدثه نفسه به , على أن لاينطق أحد منهم بما يغضبه , ولاينخزلوا -- ينخذلوا - انخزال -- انخذال -- الخاضع الذليل . وكتب معهم كتابا الى كسرى يخبره فيه بأنه أوفد اليه رهطا من العرب , لهم فظل في أحسابهم وأنسابهم , وعقولهم وآدابهم , ليسمع منهم , و يكرمه باكرامهم , وتعجيل سراحهم , وقال له : انه قد نسبهم في أسفل كتابه الى عشائرهم . فخرج القوم بعد أن كساهم النعمان بمافي خزانته من طرائف حلل الملوك . كسا كل رجل منهم حلة , وعممه عمامه , وختمه بياقوته , وأمرلكل واحد منهم بنجيبة .

ودخلوا على كسرى , وأذن لهم بالكلام , فتتابعوا , في خطبهم المرتجلة : أكثم بن صيفي , فحاجب بن زرارة التميمي , فعمرو بن الشريد السلمي . وقال له عمرو :
( أيها الملك نعم بالك ودام في السرور حالك إن عاقبة الكلام متدبرة وأشكال الأمور معتبرة وفي كثير ثقلة وفي قليل بلغة وفي الملوك سورة العز وهذا منطق له ما بعده شرف فيه من شرف وخمل فيه من خمل لم نأت لضيمك ولم نفد لسخطك ولم نتعرض لرفدك إن في أموالنا منتقدا وعلى عزنا معتمدا إن أورينا نارا أثقبنا وإن أود دهر بنا اعتدلنا إلا إن مع هذا لجوارك حافظون ولمن رامك كافحون حتى يحمد الصدر ويستطاب الخبر )) .
قال كسري : ما يقوم قصد منطقك بإفراطك ولا مدحك بذمك قال عمرو : كفى بقليل قصدي هاديا وبأيسر إفراطي مخبرا ولم يلم من غربت نفسه عما يعلم ورضي من القصد بما بلغ . قال كسري : ما كل ما يعرف المرء ينطق به . اجلس .


المصدر كتاب ( بنو سليم ) لعبد القدوس الأنصاري



بن جايل الصادري

مبدع دايم ومميز
تسلم اخي

تسلم يالغالي
على مرورك الكريم


تحياتي لك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مشكور موضوع مميز

ابن العم ابن جايل الصادري

كلمة شكر قليلة جداً في حقك

والله يجزاك الف خير