تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتديات الأدبيـــــــة > منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح
منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح ( شعر فصيح - قصة - خاطرة - شعر التفعيله - القراءات الادبية )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-10-2010, 06:43 PM
الصورة الرمزية سـالـم بن جـحـزر
سـالـم بن جـحـزر غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: حيث أتنفّس
المشاركات: 549
Arrow على مائدة المتنبي }


الحمد لله وكفى

وسلام على عباده الذين اصطفى


أما بعد


فبين أيديكم أعرض إحدى قصائد المتنبي

والتي قالها في آخر مراحل حياته ..

وهي بعد فراره من مصر

ونجاته من كافور الإخشيدي

وتعد من القصائد الوجدانية العميقة

لأن المتنبي لا يمدح فيها أحداً

إلا شخصاً واحداً

هو

أبو الطيب المتنبي ..!





تفضلوا لمشاهدتها مشاهدة تليق بها

مستخلصاً من كل بيت معناه الوجداني الذي يترجمه

- هذا في نظري ولكم أن تبدو آراءكم -








= البداية =


حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِ
ومَا سُرَاهُ على خُفٍّ وَلا قَدَمِ


استطالة الرحلة ..!


وَلا يُحِسّ بأجْفانٍ يُحِسّ بهَا
فقْدَ الرّقادِ غَريبٌ باتَ لم يَنَمِ


كذلك السهر ..

تُسَوِّدُ الشّمسُ منّا بيضَ أوْجُهِنَا
ولا تُسَوِّدُ بِيضَ العُذرِ وَاللِّمَمِ


تأمّلات كونية !

وَكانَ حالهُمَا في الحُكْمِ وَاحِدَةً
لوِ احتَكَمْنَا منَ الدّنْيا إلى حكَمِ


فلسفة


وَنَترُكُ المَاءَ لا يَنْفَكّ من سَفَرٍ
ما سارَ في الغَيمِ منهُ سارَ في الأدَمِ

رحلة مستمرة !

حتى الماء في عطش !



لا أُبْغِضُ العِيسَ لكِني وَقَيْتُ بهَا
قلبي من الحزْنِ أوْ جسمي من السّقمِ


توجّع .!

طَرَدتُ من مصرَ أيديهَا بأرْجُلِهَا
حتى مَرَقْنَ بهَا من جَوْشَ وَالعَلَمِ


انفلات

تَبرِي لَهُنّ نَعَامُ الدّوّ مُسْرَجَةً
تعارِضُ الجُدُلَ المُرْخاةَ باللُّجُمِ


عجلة

في غِلْمَةٍ أخطَرُوا أرْوَاحَهُم وَرَضُوا
بمَا لَقِينَ رِضَى الأيسارِ بالزَّلَمِ


مغامرة

تَبدو لَنَا كُلّمَا ألْقَوْا عَمَائِمَهمْ
عَمَائِمٌ خُلِقَتْ سُوداً بلا لُثُمِ


فتوّة

بِيضُ العَوَارِضِ طَعّانُونَ من لحقوا
مِنَ الفَوَارِسِ شَلاّلُونَ للنَّعَمِ


شجاعة

قد بَلَغُوا بقَنَاهُمْ فَوْقَ طاقَتِهِ
وَلَيسَ يَبلُغُ ما فيهِمْ منَ الهِمَمِ

جسارة

في الجاهِلِيّةِ إلاّ أنّ أنْفُسَهُمْ
من طيبِهِنّ به في الأشْهُرِ الحُرُمِ


لا مبالاة ..!

نَاشُوا الرّماحَ وَكانتْ غيرَ ناطِقَةٍ
فَعَلّمُوها صِياحَ الطّيرِ في البُهَمِ


بطش !

تَخدي الرّكابُ بنَا بِيضاً مَشافِرُهَا
خُضراً فَرَاسِنُهَا في الرُّغلِ وَاليَنمِ


ولا تزال الرحلة ..

مَكْعُومَةً بسِياطِ القَوْمِ نَضْرِبُها
عن منبِتِ العشبِ نبغي منبتَ الكرَمِ


علوّ همّة

وَأينَ مَنْبِتُهُ مِنْ بَعدِ مَنْبِتِهِ
أبي شُجاعٍ قريعِ العُرْبِ وَالعَجَمِ


يأس!

لا فَاتِكٌ آخَرٌ في مِصرَ نَقْصِدُهُ
وَلا لَهُ خَلَفٌ في النّاسِ كُلّهِمِ


إبلاس !

مَنْ لا تُشابِهُهَ الأحيْاءُ في شِيَمٍ
أمسَى تُشابِهُهُ الأمواتُ في الرِّمَمِ


سخرية الحياة

عَدِمْتُهُ وَكَأنّي سِرْتُ أطْلُبُهُ
فَمَا تَزِيدُني الدّنيا على العَدَمِ


تحطّم !

ما زِلْتُ أُضْحِكُ إبْلي كُلّمَا نظرَتْ
إلى مَنِ اختَضَبَتْ أخفافُها بدَمِ


تهكم ..

أُسيرُهَا بَينَ أصْنامٍ أُشَاهِدُهَا
وَلا أُشَاهِدُ فيها عِفّةَ الصّنَمِ


منتهى الوضاعة

حتى رَجَعْتُ وَأقْلامي قَوَائِلُ لي
ألمَجْدُ للسّيفِ لَيسَ المَجدُ للقَلَمِ



وهذه هي الحقيقة ..!


أُكْتُبْ بِنَا أبَداً بَعدَ الكِتابِ بِهِ
فإنّمَا نحنُ للأسْيَافِ كالخَدَمِ


انقياد

أسْمَعْتِني وَدَوَائي ما أشَرْتِ بِهِ
فإنْ غَفَلْتُ فَدائي قِلّةُ الفَهَمِ

استسلام

مَنِ اقتَضَى بسِوَى الهِنديّ حاجَتَهُ
أجابَ كلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بلَمِ

قانون القوة

تَوَهّمَ القَوْمُ أنّ العَجزَ قَرّبَنَا
وَفي التّقَرّبِ ما يَدْعُو إلى التُّهَمِ


مهاجمة المهاجمين

وَلمْ تَزَلْ قِلّةُ الإنصَافِ قاطِعَةً
بَين الرّجالِ وَلَوْ كانوا ذوي رَحِمِ


حكمة ذهبية

فَلا زِيارَةَ إلاّ أنْ تَزُورَهُمُ
أيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصْقُولَةِ الخُذُمِ


انتفاضة !

من كُلّ قاضِيَةٍ بالمَوْتِ شَفْرَتُهُ
مَا بَينَ مُنْتَقَمٍ مِنْهُ وَمُنْتَقِمِ


دموية

صُنّا قَوَائِمَهَا عَنهُمْ فَما وَقَعَتْ
مَوَاقِعَ اللّؤمِ في الأيْدي وَلا الكَزَمِ


فروسية



والآن مراسيم إسدال ستار القصيدة :


هَوّنْ عَلى بَصَرٍ ما شَقّ مَنظَرُهُ
فإنّمَا يَقَظَاتُ العَينِ كالحُلُمِ


مواساة

وَلا تَشَكَّ إلى خَلْقٍ فَتُشْمِتَهُ
شكوَى الجريحِ إلى الغِرْبانِ وَالرَّخَمِ


تنبيه


وَكُنْ عَلى حَذَرٍ للنّاسِ تَسْتُرُهُ
وَلا يَغُرَّكَ مِنهُمْ ثَغْرُ مُبتَسِمِ


تحذير

غَاضَ الوَفَاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ
وَأعوَزَ الصّدْقُ في الإخْبارِ وَالقَسَمِ


موعظة !


سُبحانَ خالِقِ نَفسي كيفَ لذّتُها
فيما النّفُوسُ تَراهُ غايَةَ الألَمِ


تسبيح

ألدّهْرُ يَعْجَبُ من حَمْلي نَوَائِبَهُ
وَصَبرِ نَفْسِي على أحْداثِهِ الحُطُمِ


فخر

وَقْتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدّتَهُ
في غَيرِ أُمّتِهِ مِنْ سالِفِ الأُمَمِ


حسرة

أتَى الزّمَانَ بَنُوهُ في شَبيبَتِهِ
فَسَرّهُمْ وَأتَينَاهُ عَلى الهَرَمِ


بعد فوات الأوان ..!




= النهاية =



__________________
أحسن جوار الكرام من خصفة


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون