تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتديات الأدبيـــــــة > منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح
منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح ( شعر فصيح - قصة - خاطرة - شعر التفعيله - القراءات الادبية )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-27-2010, 01:27 PM
السلمي الجزائري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 527
افتراضي الضرورات الشعرية للشيخ عبد الرحمن عوف كوني

بسم الله الرحمن الرحيم

الضرورات الشعرية رقم 1



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واله .
في هذا المجلس المبارك بين يدي شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن عوف الكوني حفظه الله تعالى , وكان ذلك في مساء يوم الأربعاء الموافق 23/من شهر ذي الحجة /1430هـ
بعض التتمة أو الإضافات أو الاستشكالات حول الضرورات الشعرية مما رأيته في كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة ومن ذلك :
السؤال الأول : قول امرئ القيس :
فاليوم أشرب غير مستحقبٍ * * * إثماً من الله ولا واغلِ
قال ابن قتيبة : ولولا أن النحويين يذكرون هذا البيت ويحتجون به في تسكين المتحرك لاجتماع الحركات وأن كثيراً من الرواة يروونه هكذا لظننته :
فاليوم أسقى غير مستحقب اهـ .
قلت : ليستقيم الوزن , فالآن أنظر كلام امرئ القيس : فاليوم أشربْ غير مستحقبٍ
هل لكم من إضافة على هذا , كونه أتى بالفعل من غير أن يسبق بناصب ولا جازم وجاء به مجزوماً .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم فاليوم أشرب ، هذا السكون بالباء ظاهره سكونٌ ليس سكونَ جزم ٍ , وإن كان سكوناً مثل هذا السكون في الفعل المضارع تقول هو للجزم إلا لم يتقدم عليه جازم .
قال السائل :
ما رأيت له علاقة بالأبيات التي قبله توجب جزمه .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
لو قال : " فاليوم أشربُ " هل يستقيم الوزن ؟ فيه ثقل قليل .
ولعله لأجل هذا سكَّنه , هذا هو الظاهر , أما وجود جازم فليس هناك شيء يجزمه , لأن مثل هذا لو قلنا بأنه مجزوم فهل هو مجزوم بأداة جزم تجزم فعلين أو فعلا واحداً أو وقع جواباً للطلب مثلاً بعد حبس الفاعل من هذا الجواب كل ذلك , لا يوجد .
والتقدير : لا يوصلك إلى شيء من هذا الذي يمكن أن يكون جازماً له .
قال السائل :
كلام ابن قتيبة : ولولا أن النحويين يذكرون هذا البيت ويحتجون به في تسكين المتحرك لاجتماع الحركات .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
انظر قال : تسكين المتحرك إذاً فهو في الأصل متحرك .
قال السائل :
لاجتماع عدة حركات احتاج أن يسكِّن .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
إذاً فالتسكين لا يكون تسكين إعراب .
قال السائل :
إذا ً فهو ضرورة .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم ضرورة فليس تسكينَ إعراب.
قال السائل :
يقول لولا ذلك لقلت إن أصله : فاليوم أُسقى غير مستحقب فخرج من الإشكال .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم ،لأن أُسقى فعل مضارع معتل حركة إعرابه ضمة مقدرة على الألف ، فلم يحتج أن تظهر في أُسقى كما وجب أن تظهر في أشرب .
قال السائل : بارك الله فيكم .
السؤال الثاني :يقول الشاعر :
لها أشارير من لحم تتمِّره * * * من الثعالي ووخزٌ 1 من أرانيها
يريد من أرانبها .
وكقول الآخر :
ولضفـادي جمِّـه نقانـق . يريد : ضفادع .قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم , فحذف حرفاً .
قال السائل :ما معنى هذا الحذف ؟ .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
هذا الحذف حذف مسموع غير مقيس عليه , ومثل هذا الحذف إنما تدعو إليه الضرورة أيضاً في السماع , ولذلك ورد في الشعر ، ومثل هذا لا يكون في النثر , ولو وُجد في النثر لا يكون كوجوده في الشعر .
السؤال الثالث :
وقال امرؤ القيس أيضاً قبل موته كما في الشعر والشعراء :
ربَّ خطبةٍ مسْحنْفِرة ........ وطعنـةٍ مثْعنْجِـرة
وجعبـةٍ متحبّـرة ......... تُدفنْ غداً بأنقِـرة
وعندي سؤالان :
الأول : سكون "تدفنْ " من غير جازم .
والأمر الثاني : ضبطه لأنقرة في عدة أبيات وجدتها ليس لامرئ القيس فقط حتى لغيره بكسر القاف , والمتداول في استعمال الناس عندنا أنه بفتح القاف فلا أدري أهو هذا أم يريد به مكاناً آخر .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
أولاً يتثبت من ذلك .ولا شك أن الظاهر أنه اسم مكان لبلد أعجمي 2 , إذاً فعلى هذا إذا كان المعروف فيه أنه بكسر القاف فهذا يكون في أصل هذه اللغة الأعجمية ,والعرب إذا نطقوا بكلمة أعجمية فغالباً ما يضفون على هذه الكلمة الأعجمية رائحة العروبة , فمن هذه الإضافة لرائحة العروبة تغيير الحركات أحياناً وتغيير الحروف
أحياناً , فالظاهر أنه إذا كان المشهور في تلك اللغة أنقَرة وسُمع من العرب أنقِرة فهذا يكون من أثر التعريب , هم لا ينطقون بالكلمات الأعجمية على حالتها وسحنتها العجمية , بل يغيرون فيها الكلمات الأعجمية حتى ينساق اللفظ الأعجمي في لسانهم ويستطيعوا النطق بهذه الكلمة الأعجمية , هذا الظاهر من هذا الضبط .
قال السائل :
طيب شاهدنا في هذين البيتين : "تدفن" بالسكون كما رأيتم , لم تسبق بناصب ولا جازم وجُزم الفعل المضارع .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
لا هذا سكون غير إعرابي , لعله لتوالي الأمثال مثلاً .
كم حرفاً الآن "تدفن" حركات متوالية على كل حال , فمثل هذا السكون ليس سكون اعراب , وإنما هو سكون للتخفيف من توالي الحركات , لأنه إذا توالت الحركات ربما فيه نوع من الثقل على اللسان , لا سيما إذا كانت هذه الحركات متوالية ، لأن الحركات تختلف هناك كسرة وضمة وكذا , لكن إذا كانت مفتوحة كلها فهذا يستلزم جلب السكون في ضبط هذه الحروف.
قال السائل :
أنا أُلاحظ أنه لما قال أشرب كان بسكون ثانيه وتدفن كان بسكون ثانيه كذلك .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم كذلك يحصل مثل هذا .
قال السائل :
بارك الله فيك .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
الحقيقة أنه على هذا إذا كان الثاني ساكناً ما توالت الحركات في كلمة واحدة , لكن على كل حال فهذا السكون ليس سكون إعراب ، وما ذكرنا أنه للتخفيف لتوالي الحركات الظاهر أنه ليس بذاك أيضاً، إلا إذا اعتبرنا تتابع الكلمتين (تدفن ) و (غداً) سبباً إلى توالي الحركات التي يحصل بها الثقل فلا بأس ونظيره قوله تعالى :  إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف : 90] .
السؤال الرابع :
قال المرقِش الأصغر كما في الشعر والشعراء أيضاً :
رمتْكَ ابنةُ البكري عن فرْع ضالَةٍ * * * وهنَّ بنا خوصٌ يخلْنَ نعائما
الشاهد : وهن بنا خوص يخلن نعائما
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
يُخلْنَ نعائما , الظاهر أنه يُخلن على أن النون نون النسوة نائب فاعل أي يظنهن غيرُهن نعائما وحذف الفاعل يُخلن نعائما, أو يَخلْن أنفسَهن نعائماً , على كل حال حسب المعنى فلابد من النظر إلى السياق .
قال السائل : الشاهد من البيت : عن فرع ضالةٍ , في الوزن ما يأتي عن فرع ضالَّةٍ , فهل تخفيف التشديد في لام ضالة من باب الضرورة ؟.
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم , يأتي مثل هذا لإقامة الوزن لأن اللام مشددة وتشديد اللام يحصل به نوع من الزحاف الثقيل , وهذا على درجات في العيب وجاء هذا الحذف للام حتى يستقيم الوزن ضرورةً .
السؤال الخامس :
قال عمرو بن كلثوم كما في الشعر والشعراء
أبني كُليب إن عمَّيَّ اللذا * * * قتلا الملوك وفكَّكا الاغلالا
السؤال هل حذف نون المثنى هنا من باب الضرورة " اللذا " ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
لا , هذه لغة في "اللذان " ,وهذا الحذف قد يأتي في غير الشعر .
قال السائل :
أريد أن أفهم أكثر , فما هي علامة رفعه ونصبه وجره ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
في هذه الحال تكون علامة الرفع الضمة المقدرة على الألف .
قال السائل :
هل هذه لغة من يلزم المثنى الألف ؟
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
لا , غير أن الإعراب واحد
قال السائل :
يعني يعرب بالحركات المقدرة .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم يعرب بالحركات المقدرة
لكن هناك لغة على حذف النون من المثنى الذي هو " اللذان " خاصة سماعياً ليس في كل مثنى .
السؤال السادس والأخير :
قال الفرزدق كما في الشعر والشعراء :
رُحْتِ وفي رجليك عقَّالة * * * وقد بدا هنْكِ من المئزرِ
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
هذا يشبه قول الأقيشر مع الفرق , ففي قول الفرزدق يوجد (عقالة) وفي قول الأقيشر لا يوجد (عقالة)
رُحتِ وفي رجليك ما فيهما * * * وقد بدا هنْكِ من المئزرِ
هذا لعبد الله الأقيشر .
قال السائل :
شاهدنا "وقد بدا هنْك من المئزر" وكان حقه أن يقول : بدا هنُك , وهذا على النقص .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم على النقص ، أي قال السائل :
هذا على حكم النقص فيكون إعرابه بالحركات الظاهرة .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم سكَّنه فقط "هنْك" والأصل "هنُكِ" .
قال السائل :
فالتسكين هذا يعتبر من باب الضرورة .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
نعم من باب الضرورة حتى يستقيم الوزن .
قال السائل :
وليست لغة .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
ليست لغة .لأنه أتت لفظة "هنُ" في غير هذا البيت بالحركات الإعرابية التي يقتضيها المقام .
وقد يشدَّد " هنَّكِ " , وهذا أيضاً ورد في الشعر كما في قول الشاعر .
ما أنا بالجَلد ولا بالحازم * * * إن لم أجأ هنَّك بالعُجارمِ
وجئاً ينسِّيك طِلابَ الخادم .
هذا من قبيل التسكين للنون في البيت الذي تقدم على أنه ضرورة حتى يستقيم النظم له .
قال السائل :
هل هذا الذي ذكرتموه أيضاً ضرورة أم لغة ؟ .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
بل هو ضرورة .
قال السائل :
بارك الله فيكم وشكر الله لكم وجزاكم الله خيراً .
قال الشيخ الكوني حفظه الله :
وإياكم .

1. لقد وقع خطأ من السائل فقال ووحز بالحاء , وصوابه : ووخز بالخاء , والله أعلم
2.قال صاحب اللسان في مادة نقر: أنقرة موضع بالشأْم أعجميٌّ واستعمله امرؤ القيس على عُجْميَّتِه: قد غُودِرَتْ بـأَنْقِرَة
وقيل : أَنْقِرَةُ موضع فيه قَلْعَةٌ للرِوم .


{{منقول}}
__________________
أتى ‏نافع بن الأزرق ‏‏وأصحابه عمران بن حصين - رضي الله عنه - فقالوا : هلكت يا ‏ ‏عمران ،‏‏ قال : ما هلكت ، قالوا : بلى ، قال : ما الذي أهلكني ، قالوا : قال الله ... وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ‏ ، قال : قد قاتلناهم حتى نفيناهم فكان الدين كله لله وانتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله عز وجل.
رواه ابن ماجة وحسنه العلامة الالباني
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون