السعوديون يحتفلون بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين

يحتفل السعوديون اليوم بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، في ظل حراك اجتماعي واقتصادي وسياسي غير مسبوق، إضافة إلى استقرار أمني على رغم التقلبات التي تعصف بالمنطقة العربية وبعض دول المنطقة منذ أكثر من عامين.
وعلى الصعيد الاجتماعي والفكري يواصل السعوديون حوارهم الوطني بخطى واثقة، وأهداف واضحة، يأتي في مقدمها الوحدة الوطنية، والحفاظ على لحمة الشعب السعودي في وجه مروّجي الفتن. وفي مقابل ذلك، يواصل الاقتصاد السعودي السير نحو الأفضل، والعمل على تعدد وتنوع موارد الدخل الوطني، وعدم الاكتفاء بالاعتماد على النفط ومشتقاته.
سياسياً أحدث خادم الحرمين الشريفين نقلة نوعية في العمل السياسي داخلياً وخارجياً لجهة الانفتاح على الآخر والعمل على ترسيخ مبدأ المصلحة الوطنية. كما أحدث خادم الحرمين نقلة نوعية في العمل الإعلامي، برفع سقف الحريات. ليس هذا فحسب، بل أكد أكثر من مرة أن الإعلام بمثابة عين الدولة، وأن على العاملين في الإعلام أن يشيروا إلى مكامن الخلل في العمل العام، لما فيه مصلحة للوطن والمواطن.
ولعل أبرز ملامح العام الماضي إشراك المرأة في العمل السياسي، من خلال تعيين 30 سيدة في مجلس الشورى بعضوية كاملة، وما جعل الشارع السعودي يستقبل هذا التعيين بتقدير كبير أن جميع العضوات المعيّنات هنّ من الكفاءات السعودية المشهود لهن بالتميّز والنجاح، كل في مجال اختصاصها. كما مدّد خادم الحرمين برنامج الابتعاث الخارجي لأربعة أعوام مقبلة. وتجاوز عدد المبتعثين السعوديين في العالم 147 ألف مبتعث. كما أضيفت بعض الدول المشهود لجامعاتها بالتميز إلى خريطة الدول التي يبتعث إليها الطلاب السعوديون.
وإضافة إلى تركيزه على قطاع التعليم العام والعالي، ركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز على القطاعات الخدمية التي تقع على نقاط تماس يومي مع المواطن، مثل القطاع الصحي الذي ركز عليه بشكل لافت، خدمة للمواطنين، إذ افتتح عدداً من المستشفيات الحديثة، وزاد الإعانة لمن أراد من السعوديين أن ينشئ مستشفى، إذ ارتفعت الإعانة من 50 مليوناً إلى 200 مليون ريال، مع التشديد للمسؤولين في الصحة على التركيز على الجودة.
من أبرز المشاريع التي ظهرت في عهد خادم الحرمين مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء، إذ فعّل خادم الحرمين الشريفين عدداً من القرارات بهدف تسهيل التقاضي، وسرعة إنجاز معاملات المواطنين التي كانت في السابق تقبع لأشهر من دون صدور حكم فيها. وفي هذا الشأن تحدّث الملك عبدالله في أكثر من مناسبة عن ضرورة سرعة إنجاز المعاملات بشفافية عالية، مع الحض على أهمية الصلح بين الخصوم إن أمكن ذلك.
ولم يتوقف خادم الحرمين الشريفين عن الحض على الصلح بين الخصوم، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ شوهد مرات عدة يستقبل الخصوم في قصره أو مزرعته، ويصلح بينهم في إطار منهجه العام الداعي إلى أن الصلح سيد الأحكام، وأن الحوار هو اللغة المثلى لبني الإنسان.

نضع ايدينا بيدك ونقول
دمت عزاً وفخراً لنــا يامليكنــا المفدى
الله يحفظك ويعطيك طولـــة العمـر
اللهم آمين ......