شهامة الأمير ابن عضيب مع سليم

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل مايزيد على القرن تقريبا كانت الجزيرة العربية ومنها إقليم الحجاز ميدان للفوضى والتشتت والانقسام افتقدت الأمن وكانت كل قبيلة تشكل
كيانا مستقلاً داخل حدودها ولا يسمح لأحد بتجاوزها أو الاقتراب منها
ونتيجة لضعف الوازع الديني وتردي الأوضاع المعيشية والتي أصبحت
غاية في الصعوبة بدأت الغارات والسلب والنهب وتبع ذلك القتل لانعدام
السلطة التي تطبق الحدود الشرعية وتقتص للقتيل من قاتلة وهذه الفترة
تذكرنا بالجاهلية الأولى حيث تشابهت معها .
ولأن في وقتنا الحاضر ينبغي أن نشكر الله ونحمده على نعمة الأمن والاستقرار والخيرات التي نرفل فيها وأن ندعو بالرحمات لباني هذا الكيان
الشامخ الملك عبدالعزيز آل سعود وأن ندعو لأبنائه من بعده بالتوفيق والسداد .

وقعت معركة لسليم مع الروقة (قبل حكم آل سعود) قتل فيها سلمي ولم

يعرفوا قاتله ,وتمر السنين وينزل رجل روقي ضيفا على رجل سلمي

وتناول الغداء معهم وفي حديثهم عن تلك المعركة أخبرهم الضيف أنه

قتل فيها سلمي بخنجره الذي معه وكان في المجلس أخو القتيل وابن عمه

وفي اليوم التالي أراد ذلك الرجل الرحيل لدياره وطلب من شيخ سليم

أن يرسل معه من يوصله الى حدود دياره حتى لا يقتل فذهب معه أخو

القتيل وابن عمه وقد بيتا النية لقلتة وفي منتصف الطريق قتلاه وكان

احد الرعاة يراهم وعندما عادا أخبرا الشيخ أنهم أوصلوه لكن الشيخ

علم بالحقيقة من الراعي فغضب من ذلك لأنه يعتبر غدرا وخفرا للذمة

وكبيرا عند القبائل فقام بتكتيف القاتل وذهب به الى الروقة وعرض عليهم

إما القصاص من القاتل أو أخذ دية كبيرة من المال وبعد مشاورات بينهم
قرر أولئك أخذ الدية لشهامة ذلك الشيخ السلمي " ابن عضيب "

فقال الشيخ / حبيب الله بن عضيب المطردي السلمي يدافع عن موقف قومه
بنو سليم أمام القبائل الاخرى :

يقوله اللي بدا سام الحجا مع طلعة سهــيل
" شوان "واديه من دوني و"سايه" من ورايه

أبنشدأهل الوجيه الصبح ونشدحرب وهذيل
يا من هو اللي عطى في لزمته عشــرين مايه

عز الله إنا عطــيـــنا جامكــيه مـالها كـيــل
ياليت زيدان ولـد العازمـــي يفعـــل كمـــــايه

وابـن خلــيل يدايــر حملــته ويكيلــها كــيل
مــدري يــباها معــي ولا يــبا يــطلـــع ورايه

وقد رد عليه الشاعر وارد الهباني الحربي :

إن سلتني سالفه ومخالفه بالحـيل بالحــيل
نـكـره وفــكـره وذبـحكـم لخـاطــركـم غــوايه

إن كان مــا يذبح الذباح مامفعولكم زيـن
فيــها مســبه مـن العــربــان ومـــن الله زرايه

والخمس وأربع لزم قسمتها وأكيلها كيل
لــو لزمـــةٍ وحــده قلـنا : لــكم فيــها الكـــفايه

ماعاد يامن خوي الجنب لويبرونه اثنين
لا عيدت الطــرقه الي تاصل الكامــل وســايه

وسلامتك يا الذيابه