حروب قيس وتغلب ومعارك الإستيطان بالعراق

( حروب قيس وتغلب ومعارك الإستيطان بالعراق )
سليم × تغلب

عندما تولى الخلافة عبد الملك بن مروان كثرت الفتن في عهده وتباينت مواقف القبائل بينه وبين زعيم آخر هو عبد الله بن الزبير الذي حاول الاستقلال بالحجاز والعراق غير ان مواقف قبائل ربيعة كانت تميل لصالح بني امية وخاصة بني تغلب ، في حين مالت قبائل قيس عيلان لصالح ابن الزبير وكانت قيس في تلك الحقبة تتمتع بقائد مشهور اسمه زفر بن الحارث الكلابي وهو من ابرز فرسان العرب تلك الحقبة وكان ميالا بقبائله لجانب ابن الزبير ، لذلك يمكن ان نعتبر هذه الحروب جزء من تاريخ الدولة الاموية وصراعاتها مع الزبيريين.

:: اما سبب اندلاع الحرب بين تغلب وقيس فهي كما ورد في سجلات التاريخ الاسلامي كانت بسبب سخرية القيسيين بتغلب وتعييرهم بالنصرانية ومخالطتهم للروم ، واستهانة القيسيين كذلك بنساء تغلب على اعتبارهن جواري !! وزاد الامر تعقيدا اقدام نفر من قيس على امراة من تغلب وسلب مالها واستباحته ،،،، فقام بعض تغلب بغارة على قيس عيلان واستباحوا نسائهم وقال الاخطل وهو شاعر تغلب في تلك الحروب :
فإن تسألون بالحريش فإننا ** منينا بنوكٍ منهم وفجـور

والحريش هي بلدة بالجزيرة وقعت بها تلك الغارة ، والاخطل التغلبي عرف بالفحش والنقد اللاذع في الهجاء. لقد كانت كل من قبائل ربيعة وقيس عيلان هم اهم قبائل العرب على الاطلاق ومواقفهم تغير المسار التاريخي لصالح او ضد القوى السياسية المتمثلة في قبيلة قريش بيت النبوة والخلافة

( يوم ماكسين )
واستحكم الشر بين قيس وتغلب، وعلى قيس عُمير بن الحباب السلمي وعلى تغلب شُعيث بن مليل التغلبي، فغزا عُمير بن حباب السلمي بني تغلب وجماعتهم بماكسين وهي قرية من قرى الخابور بالعراق، بينها وبين رأس العين يوم أو يومان، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وهي أول وقعة لهم تزاحفوا فيها فقتلت قيس من بني تغلب خمسمائة فارس، وقُتل شعيث بن مليل رئيس تغلب وهزمت تغلب هزيمة قاسية وكانت الوقعة عند القنطرة بالخابور فقال نفيع بن صفار المحاربي من شعراء قيس :
وأيّام القناطر قد تركتم
.......... رئيسكم لنا غلقاً رهينا
تركنا الباكيات على شعيثٍ
........... سواجم عبرةً ما ينقضينا
بقرنا منكم ألفي بقير
.......... فلم نترك لحاملةٍ جنينا

يقصد بمقتل شعيث وقد تعدوا في قتل الرجال وقتلوا ألفي إمرأة من بني تغلب وهن حوامل !
وقال عمير بن الحباب السلمي :
ما همّنا يوم شُعيثٍ بالغزل
.......... يوم انتضيناهنّ أمثال الشعل
وهنّ يردين كعقبان الخيل
.......... من بين دهماء وطرفٍ ذي خصل

وزعموا أن رجل شعيث التغلبي قطعت يومئذ، فجعل يقاتل حتى قتل وهو يقول:
قد علمت قيسٌ ونحن نعلم
.......... أنّ الفتى يقتل وهو أجذم

وقال زفر بن الحارث الكلابي يعاتب عميراً السلمي بما كان منه في الخابور:
ألا من مبلغ عني عميراً
.......... رسالة عاتبٍ وعليك زاري
أتترك حي ذي كلع وكلب
.......... وتجعل حد نابك في نزارِ (1)
كمعتمدٍ على إحدى يديه
.......... فخانته بوهيٍ وانكسارِ

1 - ذي كلع قبيلة من حمير من قحطان وكلب قبيلة من قضاعة من قحطان

( يوم الثرثار الاول )
والثرثار نهر ينزع من هرماس نصيبين ويفرغ في دجلة بين الكحيل ورأس الإيل. قالوا: استمدت تغلب بعد يوم ماكسين وحشدت واجتمعت إليها قبيلة النمر بن قاسط من ربيعة وأتاها المجشر بن الحارث من ولد أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بجمع من قبيلة بني شيبان وكان من سادات بني شيبان بالجزيرة وأتاها أيضاً زمام بن مالك الشيباني في جمع بني شيبان وأتت جماعة من بني تغلب إلى مالك بن مسمع سيد بكر بن وائل بالبصره وذلك قبل يوم الجفرة وقبل مصيره إلى ناحية اليمامة والبحرين فشكوا إليه قيساً وما كان منهم يوم ماكسين وقبله فقال: ما أحسبكم إلا من نبيط تكريت !!! ولو كنتم من بني تغلب لدافعتم عن أنفسكم وحرمكم فقالوا: إنا حي فينا ما قد علمت من النصرانية، ومضر مضر وأي السلطانين غلب فهو مع قيس فقال مالك: اذهبوا فإن أمدهم السلطان بفارس فلكم علي فارسان، وإن أمدهم برجل فلكم رجلان إن السلطان اليوم لفي شغل عنكم وعنهم، فانطلقوا وقد غضبوا وجعلوا عليهم بعد شعيث بن مليل زياد بن هوبر ويقال يزيد بن هوبر التغلبي، وقال ابن الكلبي: هو حنظلة بن قيس بن هوبر أحد بني كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب وكان على قيس عمير بن الحباب السلمي، فلما رأى من مع بني تغلب من قبائل ربيعة وكثرتهم استنجد عمير بن الحباب السلمي تميماً وبني أسد فلم يأته منهم أحد فقال عمير بن الحباب السلمي :
أيا أخوينا من تميمٍ هديتـمـا
.......... ومن أسدٍ هل تسمعان المناديا
ألم تعلما إذ جاء بكر بن وائلٍ
.......... وتغلب ألفافاً تهزّ العـوالـيا
إلى قومكم قد تعلمون مكانهم
.......... وكانوا جميعاً حاضرين وباديا


وزعموا أن عبيد الله بن زياد بن ظبيان البكري ممن أنجد تغلب من ربيعة فلذلك حقد عليهم المصعب بن الزبير حتى قتل أخاه النابىء ولم يقتل صاحبه، وكانت القيسية زبيرية وأنجد بني تغلب أيضاً ركضة بن النعمان الشيباني في جمع من بني شيبان .

قالوا: ثم إن الربعيين والقيسيين ألتقوا على الثرثار فاقتتلوا قتالاً شديداً وجعل بنو تغلب يقولون:
ننعى بأطراف القنا المجاشعا .... فإنّه كان كريماً فـاجـعـا
وابن مليلٍ شيخنا المدافعـا

مجاشع من سادات تغلب قتلته قيس مع شعيث بن مليل التغلبي
ثم إن قيساً انهزمت وقتلت بنو تغلب وألفافهم منهم مقتلةً عظيمة وبقروا بطون ثلاثين امرأة من بني سليم. فقتل زمام بن مالك الشيباني قتلته قيس في هذه الوقعه.
وقالت ليلى بنت الحمارس التغلبية، ويقال قالها الأخطل:
لما رأونا والصليب طالعـا
.................. ومار سرجيس وسمّاً ناقعا
والخيل لا تحمل إلاّ دارعا
................. والبيض في أيماننا قواطعا
خلّوا لنا الثرثار والمزارعا
.................. وحنطةً طيساً وكرماً يانعا
كأنّما كانوا غراباً واقعـا

وقال الأخطل :
عتبتم علينا آل عيلان كلّكـم
..................... وأيّ عدوٍ لم نبته على عتب

في قصيدة له.
فأجابه جرير بن عطية في قصيدة له :
ستعلم ما يغني الصليب إذا غـدت
........................... كتائب قيسٍ كالمهنّأة الـجـرب
لعلّك يا خنزير تغـلـب فـاخـرٌ
............................ إذا مضرٌ يوماً تسامت بها الحرب

وقال الأخطل في شعر طويل :
لعمري لقد لاقت سليمٌ وعامـرٌ
...................... بجانب الثرثار مثل راغية البكر

وذكر ان الثرثار بلد بالجزيرة ، وفي هذا اليوم قررت قبائل ربيعة الاخرى من بكر الدخول الى جانب بني عمومتهم في الحرب ضد قيس عيلان ، فدخلت بكر وبطونها اللهازم ومنها عنزة وتيم وبني ذهل وشيبان وعلى راسهم امير اللهازم مالك بن مسمع ، في الوقت الذي تخاذلت فيه بطون قيس عن زعيمهم عمير بن الحباب من بني سليم فقال عمير السلمي متأسفاً :
أناديهم وقد خذلت كـلاب ** وحولي من ربيعة كالجبال
أقاتلهم بحي بنـي سليـمٍ ** ويعصر كالمصاعيب النهال
وكلاب بطن من بطون قيس عيلان تخاذلو عن نصرة عمير السلمي فانهزمت قيس بهذا اليوم الذي هو اعنف الايام بين ربيعة وقيس اذ بقرت فيه بطون النساء .

( يوم الثرثار الثاني )
قرر بنو كلاب مساندة بني سليم ، وزعيم بني كلاب هو زفر بن الحارث الكلابي وكان في قرقيسيا التي تقع في الجزء السوري من الجزيرة الفراتية وفق خارطة اليوم .وانضم زفر ببني كلاب الى عمير بن حباب ومن معه من بني سليم ، واصبحو يدا واحدة ضد ربيعة التي كان زعيمها يدعى هوبر ، وزاد الامر تعقيدا ان مصعب بن الزبير – وهو يميل لقيس – قام بغزو قبائل اللهازم واجبرهم على مغادرة العراق الى البحرين حيث يوجد هناك نجدة بن عامر الحنفي ومن معه من خوارج بكر بن وائل وكانو يحكمون البحرين ، فافتقد بن تغلب والنمر اثر ذلك مساندة ابناء عمهم من بكر ، ومع ذلك تمت المواجهة بين تغلب والنمر من جهة وقبائل قيس من جهة اخرى وفر بنو عامرالا ان بني سليم وكلاب صبروا حتى انهزمت تغلب فقال عمير بن حباب رئيس سليم:
فدىً لفوارس الثرثار نفسي ** وما جمّعت من أهلٍ ومال
وولّت عامرٌ عنّا فأجلـت ** وحولي من ربيعة كالجبال
أكاوحهم بدهمٍ من سليـمٍ ** وأعصر كالمصاعيب النهال

( يوم الفدين )
الفدين قرية في الجزيرة على فرع من الفرات اسمه ( الخابور ) ، اغار عليها عمير بن الحباب السلمي زعيم قيس ، في حين انشغل زعيم قيس الثاني – زفر بن الحارث – بقتال عبد الملك بن مروان في قرقيسيا ، وقد لاحظنا ان مصعب بن الزبير غزا اللهازم وطردهم من العراق ، وهنا نلاحظ ان عبد الملك يغزو قرقيسيا حيث يوجد زفر ومن معه من قيس ، وبالتالي فان عميرفي غارته على تغلب في الفدين لم يحصل على نتائج حاسمة سوى قتل عدد من فرسان ربيعة من تغلب ، وقال عمير بن الحباب يشمت بتغلب:
لو تسأل الأرض الفضاء بأمركم ** شهد الفدين بهلككـم والصـوّر
كذبتك شيبان الأخـوّة وانّفـت ** أسيافكم بكم سـدوس ويشكـر

( يوم السكير )
السكير ايضا على الخابور ، وراينا كيف انشغلت بكر بقتال مصعب بن الزبير ، وانشغال بني كلاب بقتال عبد الملك ، فيغير عمير بن الحباب على تغلب والنمر في السكير ويهزمهم وكان فارس تغلب اسمه عمير بن جندل قد هرب فقال عمير بن الحباب السلمي شامتا فيه :
وأفلتنا يوم السكير ابن جندلٍ ** على سابحٍ غوج اللبان مثابر
ونحن كررنا الخيل قبّاً شوازبا ** دقاق الهوادي داميات الدوائر

( يوم المعارك )
حول الموصل ، حيث اقتتلت قيس وتغلب وانهزمت تغلب ايضا .ونلاحظ تتابع الهزائم على تغلب منذ هزيمة بكر على يد مصعب بن الزبير ، وتبع ذلك عدةة مناوشات بين الطرفين في انحاء متفرقة من الجزيرة الفراتية.

( يوم الشرعبية )
على نفس المنوال ولم يشارك زفر بن الحارث في هذا اليوم لانشغاله في الحرب ضد عبد المك بن مروان ، لكن تغلب والنمر انتصروا في هذا اليوم ومما قال الاخطل التغلبي :
ولقد بكى الجحّاف لمّا أوقعت ** بالشرعبيّة إذ رأى الأهـوالا

والشرعبية من بلاد ربيعة في الجزيرة .

( يوم البليخ )
من اعنف ايام قيس يوم البليخ واجتمعت تغلب وسارت إلى البليخ وهناك عمير في قيس والبليخ نهر بين حران والرقة فالتقوا وانهزمت تغلب وكثر القتل فيها وبقرت بطون النساء كما فعلوا يوم الثرثار فقال ابن صفار‏:‏
زرق الرماح ووقع كل مهندٍ زلزلن قلبك بالبليخ فزالا

قال ابن الاثير ، وكانت هزيمة قاسية لبني تغلب والنمر .

( يوم الحشاك ومقتل زعيم قيس )
قرر بنو تغلب ومن معهم من ربيعه الانتقام وجمعو حاضرتهم وباديتهم بشكل عنيف وتجمهروا في الشرعبية لقتال قيس ، وانضم لقيس زفر بن الحارث ومن معه من بني كلاب فتناوخ الطرفان بشدة ولثلاثة ايام متتابعة ، وكثر القتل مع اصرار تغلب على الانتصار ، وكان زفر على مايبدوا قلقا على بلده قرقيسيا ومن مطامع عبد الملك فيها ، فقرر الانسحاب لما راى اصرار تغلب على القتال ، وكانت النتيجة اندحار قيس ومقتل زعيمهم عمير بن الحباب السلمي وكانت تلك مصيبة لكافة قبائل قيس . وكان مما قاله الاخطل يهجو ويشمت بزفر بن الحارث :
لعمر أبيك يا زفر ابن ليلى ** لقد أنجاك جدّ بني معـاز
وركضك غير منقلبٍ إلينا ** كأنّك ممسكٌ بجناح بازي

وكان عمير بن الحباب قبل مقتله يذكر قبائل ربيعة وصبرهم :
وإنّا لقينا مـن ربيعـة معشـراً ** يقـودون خيـلاً للمنيّـة ضمّـرا
سقيناهم كأسـاً سقونـا بمثلهـا ** على أنّهم كانوا على الموت أصبرا

ويعد مقتل عمير هذا غنيمة لبني امية ، ولذلك قام التغلبيون بارسال راسه الى عبد الملك بن مروان فامر لهم وقربهم منه وخاصة ان قيس حتى ذلك اليوم لاتزال تميل الى عبد الله بن الزبير ضد بني امية فلما قتل عمير بن الحباب وقف رجل على أسماء بن خارجة الفزاري بالكوفة فقال‏:‏ قتلت بنو تغلب عمير بن الحباب‏ ‏فقال‏ :‏ لا بأس إنما قتل الرجل في ديار القوم مقبلاً غير مدبر ثم قال ‏:
يدي رهن على سليمٍ بغارةٍ
..................... تشيب لها أصداغ بكر بن وائل
وتترك أولاد الفدوكس عالةً
........................ يتامى أيامى نزهة للقبائل

( يوم الكحيل )
وهو من أرض الموصل في جانب دجلة الغربي‏.‏
وسببه أنه لما قتل عمير بن الحباب السلمي أتى تميم بن الحباب أخو عمير إلى زفر بن الحارث فسأله أن يطلب له بثأره فامتنع فقال الهذيل بن زفر لأبيه‏:‏ والله لئن ظفرت بهم تغلب إن ذلك لعار عليك ولئن ظفروا بتغلب وقد خذلتهم إن ذلك لأشد‏.
‏فاستخلف زفر على قرقيسيا أخاه أوس ين الحارث وعزم على أن يغير على بني تغلب وغزوهم فوجه خيلاً إلى بني فدوكس بطن من تغلب فقتل رجالهم واستبيحت أموالهم ونساؤهم حتى لم يبق غير إمرأة واحدة استجارت فأجارها يزيد من حمران‏.‏
ووجه زفر بن الحارث ابنه الهذيل في جيش إلى بني كعب بن زهير فقتل فيهم قتلًا ذريعًا وبعث زفر أيضًا مسلم بن ربيعة العقيلي إلى قوم من تغلب مجتمعين فأكثر فيهم القتل‏.‏
ثم قصد زفر لبني تغلب وقد اجتمعوا بالعقيق من أرض الموصل فلما أحست به ارتحلت تريد عبور دجلة فلما صارت بالكحيل لحقهم زفر في القيسية فاقتتلوا قتالًا شديدًا وترجل أصحاب زفر أجمعون وزفر على بغل له فقتلوهم ليلتهم وبقروا بطون نساء منهم وغرق في دجلة أكثر ممن قتل بالسيف
فأتى فلهم لبى فوجه زفر ابنه الهذيل فأوقع بهم إلا من عبر فنجا وأسر زفر منهم مائتين فقتلهم صبرًا فقال زفر‏ :
ألا ياعين بكي بانكساب
............... وبكي عاصمًا وابن الحباب
فإن تك تغلب قتلت عميرًا
........... ورهطًا من غني في الحراب
فقد أفنى بني جشم بن بكر
............. ونمرهم فوارس من كلاب
قتلنا منهم مائتين صبرًا
................... وما عدلوا عمير بن الحباب

وتغيرت الامور بعد هذا اليوم ، اذ تصالح عبد الملك مع زفر بن الحارث واعطت قيس عيلان ولائها للدولة الاموية واشترط زفر انه لن يبايع شخصيا الا اذا توفي ابن الزبير ، فلما قتل ابن الزبير في مكة بايع زفر للامويين وكفت الحرب واستقرت الدولة وخضع العراق والحجاز لعبد الملك ، ويبدو ان تحسن العلاقات الاموية القيسية لم بعجب الاخطل شاعر تغلب في تلك الفترة فقال :
بنـي أميّـة قـد ناضلـت دونكـم ** أبناء قومٍ هم آووا وهـم نصـروا
وقيس عيلان حتّى أقبلـوا رقصـاً ** فبايعوا لك قسراً بعـد مـا قهـروا
ضجّوا من الحرب إذ عضّت غواربهم ** وقيس عيلان من أخلاقها الضجـر

( يوم البشر )
بشر اسم لجبل من ديار ربيعة في الجزيرة ، نسبة لرجل من تغلب او النمر كان يخفر الطريق حول هذا الجبل ، ولايزال اسم بشر متوارثاً لدى قبائل عنزة الوائلية الحالية والتي تمثل تجمعا ربعيا وائليا ، وقد اطلق اسم بشر ايضا على قرية قرب خيبر وذلك بعد انتقال بني وائل من العراق الى الحجاز سنة 500هـ تقريبا .
وقد شهد البشر وقعة لربيعة مع قبائل قيس بعد السلام الذي حل بين القبيلتين عندما دخلت قيس في طاعة بني امية ، وسبب الوقعة هي ان احد وجهاء قيس – واسمه الجحاف بن حكيم السلمي- تواجه مع الاخطل الشاعر في مجلس عبد الملك بن مروان وقال الاخطل :
ألا سائل الجحّاف هل هو ثائر ** بقتلى أصيبت من سليم وعامر

فاعتبر الجحاف ان هذا استفزاز من الاخطل وبحضرة السلطان ، فقام الجحاف واتفق مع احد موظفي عبد الملك على تزوير امر يقضي بتعيين الجحاف اميرا على صدقات بكر وتغلب بالجزيرة الفراتية ، وذلك لكي يسهل عليه غزوهم في ديارهم ، وبالفعل كان ان غزاهم مركزا نظره على رهط الاخطل حتى ان قومه اسروا الاخطل نفسه ولكنه استطاع الافلات منهم بحيلة بعد ان اقنعهم انه عبد من عبيد تغلب !! واكتشف عبد الملك مافعله الجحاف من تزوير وغزوه ربيعة ففر الجحاف الى بلاد الروم بعد ان قال موجها شعره للاخطل:
أبا مالكٍ هل لمتني إذ حضضتني ** على القتل أم هل لامني لك لائـم
ألم أفنكم قتـلاً وأجـدع أنوفكـم ** بفتيان قيسٍ والسيوف الصـوارم
بكلّ فتىً ينعـى عميـراً بسيفـه ** إذا اعتصمت أيمانهـم بالقوائـم
فإن يطرودني يطردوني وقد جرى ** بي الورد يوماً في دماء الأراقـم
نكحت بسيفي من زهير ومالـكٍ ** نكاح اغتصاب لا نكاح الدراهـم

بن عضيب

مشكور على الموضوع الجميل والمفيد

يعطيك العافيه لك تحياتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الحليلي

بن عضيب

مشكور على الموضوع الجميل والمفيد

يعطيك العافيه لك تحياتي

أهلاً وسهلاً

بأخي الكريم عبد الرحمن الحليلي

تشرفت بمرورك يا الذيب

شكرا لك

عبد العزيز موضوعك جميل وشيق وممتع وبكل شفافية

تقبل مروري الكريم

ماجد المطردي السلمي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد المطردي

عبد العزيز موضوعك جميل وشيق وممتع وبكل شفافية


تقبل مروري الكريم


ماجد المطردي السلمي

أهلاً وسهلاً
بأخي العزيز ماجد المطردي نورة
الموضوع يا الغالي

وشاكر لك مرورك العطر
تحيتي

هذا الموضوع موضوعي وقد كتبت فيه كل جوانب هذه المعارك


http://209.85.135.132/search?q=cache...&ct=clnk&gl=sa