طفل التويتر والفيس بوك ماذا يستفيد ؟

طفل العاشرة لم يعد ذاك الطفل الخجول المتحفظ فيما يدور حوله ولو أن الخجل محارب في كثير من الأحيان ألا أن بعض ما يظهر على سطح التويتر والفيس بوك بحاجة إلى نظرة ثاقبة لتصحيح مسارات كل الأطفال ومن هم على شاكلة الأطفال من قبل المتخصصين سلوكياً ومعرفياً وثقافياً .

ثقافة طفل اليوم مفرطة تجتاح الأخضر واليابس الجيد والرديء ولقد ساعد هذه الثقافة غياب الآباء وإنشغالهم وترك في أيدي أطفالهم بعضاً من النقود بلا رقيب ولاحسيب .

طفل الأمس الذي كان يرفع رأسه عالياً ليستمع لمن هم حوله ويتعلم منهم لازال عملة نادرة ، فأطفال اليوم لم تعد تلك الصفة فيهم ، فهم على العكس تماماً - ودوماً نذكر بأن الشمولية حمقاء – رؤوسهم مطأطأة إلى الأسفل فحين تسبر تلك الأغوار المظلمة تجدها تويتر ، فيس بوك ، دردشات وحين تبحث عن فائدة منها للطفل لربما لم تجد أدنى فائدة !!

الآي باد والبلاك بيري هي اليوم من تصنع ثقافة الطفل لدينا والفيس بوك والتويتر هي الثقافات الطاغية والمتسلطة على
عقول الأطفال ، فالكبار اليوم أصبحوا في عزلة مع من هم حولهم عبر هذه الثقافات التي لاهم لها إلا النكت الساذجة والأقوال التي لاتسمن ولاتغن من جوع ، فكيف بالله لمستقبل هذه الثمرات الصغيرة ؟

إن تبقت الأمور كما هي فأخشى أن يكونوا أطفالنا في عزلة تامة مبتعدين عنا يعانون من الاضطرابات النفسية ما يعانون فالطفل في بدايات عمره تعجبه الأشياء الجديدة ولكن بالتعود عليها سيصبح أسيراً لها ، فترفيه الأبناء لابد وأن يكون مشروط ، وللأسف الكثير منا يجهل بأن الترفيه الزائد ذو عواقب وخيمة على حياة الطفل ، فأي ثقافة حقيقية يقدمها التويتر والفيس بوك لأطفالنا ؟ فماذا أنتم بقائلين لو قلت لكم لاشيء ؟


ودمتم بكل خير

أخوكم : نبض سليم