#1
|
||||
|
||||
سنصافح عاما وسنودع عاما
ها هو عامٌ بأكلمه قد يمضى من حياتنا ,
وها نحن اليوم وبعد أيام قليلة سنصافح بيمنانا عاماً قادماً ، وسنودع بالأخرى عاماً فائتا ً. هذه هي أعمارنا ، نودع يوماً ونستقبل آخر , ثم نودعه كما ودعنا الذي قبله ، وهكذا حتى تنفد أيامنا . ساقني إلى هذا الحديث ، أنني نظرت اليوم إلى التقويم ، وإذا به ال 29من شهر ذي الحجة لعام 1430، لقد تفاجئت كثيراً عندما رأيت التاريخ , إنه يمرّ ونحن عنه غافلون ، هو لا يأبه لنا ، ولا ينتظر منا رداً أو إذناً , ولكنه يمر على عجل . يا الله ،،، إنها تمر سراعاً , فوق ما يتصور الإنسان الغافل ، الذي يعيش يومه فقط ، دون أن ينظر إلى عاقبة غدٍ والمرء يفرح بالأيام يقطعها ............ وكل يومٍ يدنيه من الأجلِ كل واحدٍ منا يفرح لإنقضاء الأيام سراعاً , فهذا الطالب يفرح لانقضاء العام الدراسي الذي أثقل كاهله وأوهن عزيمته ، فهو فرحٌ جداً لانقضاء هذا العام الطويل ، والمدرس مثله . والموظف فرحٌ بانقضاء الشهر ، لاستلام راتبه الذي طالما انتظره بفارغ الصبر ، وفرحٌ بانتهاء العام للحصول على علاوة ، أو مكافأة تقديرية أو ترقية وظيفية . هذا هو حال الجميع منا , لا أقول لا ينتظر أحدٌ منا نهاية الشهر حتى يستلم راتبه , ولكن مع هذا لا ننسَ أيامنا التي تحصى علينا وتعدّ , فكلّ يوم نقضيه هو يومٌ ينقص من أعمارنا ، وقد قال الحسن البصري رحمه الله " يا ابن آدم ، إنما أنت أيامٌ مجموعةٌ ، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك " أي إنما عمرك كله هو الأيام والساعات والدقائق التي تمضيها , فإذا ذهب يومٌ من حياتك فقد قرُبت يوماً من أجلك ، واللائق بالمسلم أن يكون كما قال ابن عمرَ رضي الله عنهما " اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً , واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً " وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر الصحابي الجليل فقال له : " كن في الدينا كأنك غريب أو عابر سبيل " ولكن من منا يفهم هذا الكلام ويجعل الآخرة نصب عينيه ؟ لقد قضى السابقون قبلنا أيامهم ومرت عليهم كما ستمر علينا , وخرجوا من دنياهم كما سنخرج نحن منها ، هم قد فرحوا بدنياهم كما نفرح نحن بها , وعاشوا أيامهم كما عاشها من قبلهم , فهذه هي سنة الحياة . تأتي الأجيال والأجيال وتنقضي بهم الأعمار , وكل جيلٍ في خضمّ غمرته ولهوه يظن أنه هو المقصود بهذه الحياة وأنه وحده المستخلف فيها , ونسي من قبله من القرون ، ولم يتذكر محاسبة كل نفس بما عملت , وأن وراء هذه الأيام أيام لا تنتهي وحياة لا تفنى . ها هو العام الجديد يطل علينا إطلالة جديدة ، فيها من الفرح والحزن تعبيران مختلفان ، يناقض بعضها بعضاً ، فنظرة الفرح ما هي إلا تفاؤل منه بنا كي نستغل أيامه وساعاته في طاعة الله ، ويفاخر بنا نحن المسلمين أن نملأ صفحاته بما يرضي الله عز وجل ، وبما يكون شاهداً لنا يوم القيامة . دمتم في طاعة الله
__________________
أنا سعودي .. أنا سعودي ..
نعم ... وأمجادي شهودي .. وأطهر أرض في الدنيا .. تراها أرضي وحدودي |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|