ففروا الى الله

أيها الأخوة: إذا علمنا أن الفرار هو الابتعاد بسرعة طلبا للنجاة مما يفزع .
فليتصور كل واحد منا كيف يكون حاله إذا ظهر له مايفزعه فزعا شديدا ، فكيف تكون ردة فعله؟ هل نفر مما يفزعنا بكل ما أوتينا من قوة ؟ أم أننا ( نطنش ) ونلتفت يمينا وشمالا ونمشي ( الهوينا ) ولا نفر ؟ ثم كيف سيكون حال من يفر هل يفر إلى مايفزعه أم يفر منه ؟
أيها الأخوة : قال الله تعالى : (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ).
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالفرار ، ولكن الفرار إلى أين وممن ؟ فنجد أن الله حدد لنا الجهة التي نفر ونلجأ إليها، نعم إنه الفرار إلى الله ، تفر إلى الله لأن خلفك عدوك إبليس يسعى جاهداً بكل ما أوتي من قوة ليجعلك من أصحاب السعير ، ولكن هناك فئة من الناس عكست الفرار باتجاه العدو ؛ وانشغلت عن الفرار بملذات الدنيا وزينتها حتى هلكت مع الهالكين .
أيها الأخوة : فلينظر كل منا إلى سلوكه وأفعاله أهو فار إلى ربه أم فار منه كما قال تعالى : (قل إن الموت الذين تفرون منه ,فانه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )
قال العلامة: عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
" لما دعا العباد للنظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه ، أمر بما هو المقصود من ذلك ، وهو الفرار إليه أي : الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا ، إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا ، فرار من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن المعصية إلى الطاعة ، و من الغفلة إلى ذكر الله ، فمن استكمل هذه الأمور فقد استكمل الدين كله ، وقد زال عنه المرهوب ، وحصل له نهاية المراد والمطلوب .
وسمى الله الرجوع إليه فرارًا : لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره ، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسعادة والفوز ، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره ، وكل من خفت منه فررت منه ، إلا الله]؛ فإنه بحسب الخوف منه ، يكون الفرار إليه ، (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) ؛ أي : منذر لكم من عذاب الله ، ومخوف بَيِّنُ النذارة " انتهى." تيسير الكريم الرحمن " (ص/811)
الأمر بالفرار:
وقال ابن القيم: وأما الفرار منه إليه ففرار أوليائه.
قال ابن عباس: فروا منه إليه واعملوا بطاعته.
قال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله.
قال آخرون: اهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان والطاعة.
وللفرار أنواع منها :
1- الفرار من الجهل إلى العلم: هو عدم العلم بالحق وعدم العمل بموجبه.
2- الفرار من المعصية إلى طاعة الله.
3- الفرار من الشرك إلى التوحيد:
4- الفرار من الكسل إلى الجد: والجد: هو صدق العمل وإخلاصه من شوائب الفتور، ووعود التسويف والتهاون.
5- الفرار من الضيق إلى السعة ثقة ورجاء:ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.
وهناك لوازم للفرار:
أ- السرعة في الفرار:
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
ب- عدم الالتفات إلا لمعرفة هل العدو قد تركه:
- الموت: قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة.
- الشيطان: ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه كان عدو مبين.
ج- الخوف من المعوقات التي تعتريه :
روى البخاري عن ابن مسعود: (خط خطاً مربعاً، وخط خطا في الوسط خارجاً منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي فيه الوسط فقال : "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به ، وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذا الخطط الصغار، الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا".

د- الصبر حتى ينجو من العدو: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى

بآرك آلله فيكـ ونفع بكـ
ولاحرمت الاجر
اسأل الله العظيم
وأن يثيبك البارئ على ما طرحت خير الثواب .
في انتظار جديدك المميز
دمت بسعآده مدى الحياة

بارك الله فيك


لاحرمك الله الاجــــر


لاعدمنا جديدك

جزآك الله ألــف خــير
وجعلهافي موآزين حسنآتك يآرب
لآعدم

جَزآكِ اللهُ خَيرَ ألجَزآءْ..
أسْع‘ـدَالله قَلِبِكِ.. وَشَرَحَ صَدِرِكِ

علينا جميعا الفرار الى الله فليس هناك من هو احن منه علينا
دمتم بخير

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

الاخ / صقر البقيلي


جزاك الله خيرا


سبحان الله كل شي اذا خفت منه تفر منه


الا الله تفر منه اليه فلله الحمد

اللهم رحمتك يارحم الراحمين