تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتدى الــعـــام > منتدى قبيلة سليم الإسلامي > منتدى الشـريعة والحيــاة > منتدى ( القُــــــراء وطلبة العلم )
منتدى ( القُــــــراء وطلبة العلم ) يهتم بقُــــــــراء القُران الكريم وطلبة العلم وخطب الجمعة والفتاوي العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2011, 05:51 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

[table1="width:100%;background-image:url('http://www.solaim.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/40.gif');border:1px solid deeppink;"][cell="filter:;"]






الترغيب والحث على الرحمة من القرآن الكريم:
ذكر الله هذه الصفة العظيمة في غير آية من كتابه الكريم, إما في معرض تسميه واتصافه بها, أو في معرض الامتنان على العباد بما يسبغه عليهم من آثارها, أو تذكيرهم بسعتها, أو من باب المدح والثناء للمتصفين بها المتحلين بمعانيها, أو غير ذلك من السياقات.
وسنذكر بعض هذه السياقات القرآنية والتي يتضح من خلالها مقدار هذا الخلق العظيم الذي أثنى الله على أصحابه, وحث على التخلق به واكتسابه.
تسميه جل وعلا باسم الرحمن والرحيم واتصافه بصفة الرحمة:
وهذا كثير جداً في القرآن نذكر منه على سبيل المثال لا الحصر:
- قال الله تبارك وتعالى: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) [الفاتحة: 2 - 3] فقد سمى الله نفسه بهذين الاسمين المشتملين على صفة الرحمة, قال ابن عباس: (هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، أي أكثر رحمة) . ((تفسير البغوي)) (1/51).

- ومن ذلك بيان أن من كمال رحمته قبول توبة التائبين, والتجاوز عن المسيئين, قال تعالى: ((فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) [البقرة: 37]. وقوله تعالى ((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [التوبة: 102].
- ومن ذلك أيضاً بيان أن من رحمته عدم مؤاخذة الناس بذنوبهم, أو عقابهم بأخطائهم ومعاصيهم, وأنه لو فعل لعاجلهم بالعذاب, قال تعالى: ((وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا)) [الكهف: 58].
- ومن ذلك امتنانه على الخلق بأن رحمته وسعت كل شيء, وأنها رغم سعتها لا يستحقها إلا الذين اتقوه واستجابوا لأمره, قال تعالى: ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)) [الأعراف: 156].
- ومن ذلك امتنانه على خلقه بما شرع لهم من أحكام وأن ذلك من كمال رحمته ورأفته بهم. قال تعالى: ((وكذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [البقرة: 143].
- ومن ذلك أن الله جعل هذه الصفة خلق لصفوة خلقه وخيرة عباده وهم الأنبياء والمرسلين, ومن سار على نهجهم من المصلحين, فقد قال الله تعالى ممتناً على رسوله صلى الله عليه وسلم على ما ألقاه في قلبه من فيوض الرحمة جعلته يلين للمؤمنين ويرحمهم ويعفو عنهم, ويتجاوز عن أخطائهم: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ)) [آل عمران: 159].
أي فبسبب رحمة من الله أودعها الله في قلبك يا محمد، كنت هينا لين الجانب مع أصحابك، مع أنهم خالفوا أمرك وعصوك . ((صفوة التفاسير)) للصابونى (1 / 154).

- ومن ذلك ثناء الله على المتصفين بالرحمة والمتخلقين بها, فقد قال تعالى واصفاً رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )) [الفتح: 29] فهم أشداء على الكفار رحماء بينهم, بحسب ما يقتضيه منهم إيمانهم, فالإيمان بالله واليوم الآخر متى تغلغل في القلب حقاً غرس فيه الرحمة بمقدار قوته وتغلغله ولكن جعل لها طريقاً لا تتعداه . ((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) (2 / 17).

وقال تعالى: ((فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ)) [البلد: 11 – 18].
قال محمد الطاهر عاشور: خَصَّ بِالذِّكْرِ مِنْ أَوْصَافِ الْمُؤْمِنِينَ تَوَاصِيَهِمْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصِيَهِمْ بِالْمَرْحَمَةِ لِأَنَّ ذَلِكَ أَشْرَفُ صِفَاتِهِمْ بَعْدَ الْإِيمَانِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مِلَاكُ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ كُلِّهَا لِأَنَّهَا لَا تَخْلُو مِنْ كَبْحِ الشَّهْوَةِ النَّفْسَانِيَّةِ وَذَلِكَ مِنَ الصَّبْرِ. وَالْمَرْحَمَةُ مِلَاكُ صَلَاحِ الْجَماعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ قَالَ تَعَالَى: ((رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ))[الْفَتْح: 29] .وَالتَّوَاصِي بِالرَّحْمَةِ فَضِيلَةٌ عَظِيمَةٌ، وَهُوَ أَيْضًا كِنَايَةٌ عَنِ اتِّصَافِهِمْ بِالْمَرْحَمَةِ لِأَنَّ مَنْ يُوصِي بِالْمَرْحَمَةِ هُوَ الَّذِي عَرَفَ قَدْرَهَا وَفَضْلَهَا، فَهُوَ يَفْعَلُهَا قَبْلَ أَنْ يُوصِيَ بِهَا. ((التحرير والتنوير)) (30 / 361).

الترغيب والحث على الرحمة من السنة النبوية:
أما السنة فقد استفاضت نصوصها الداعية إلى الرحمة, الحاثة عليها, المرغبة فيها إما نصاً أو مفهوماً, كيف لا.. وصاحبها صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة كما وصف نفسه فقال: ((أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة)) رواه مسلم (2355) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه, وهو الرحمة المهداة إلى جميع العالمين حيث قال: ((إنما أنا رحمة مهداة)) . رواه الحاكم (1/91) (100)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3/223) (2981)، والبزار (16/122) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال البزار: هذا الحديث لا نعلم أحدا وصله عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه إلا مالك بن سعير وغيره يرسله فلا يقول: عن أبي هريرة رضي الله عنه, إنما يقول عن أبي صالح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/300): رجال البزار رجال الصحيح. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (2583).

- فعن النّعمان بن بشير- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسّهر والحمّى)) . رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586).
يقول الإمام النووي – رحمه الله - معلقاً على هذا الحديث: (هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه) .((شرح النووي على مسلم)) (16 / 139).

وقال بن أبي جمرة: (الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضاً بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضاً كما يعطف الثوب عليه ليقويه) ((فتح الباري)) لابن حجر (10/439). اهـ ملخصاً.
- وعن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: ((جاء أعرابيّ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: تقبّلون الصّبيان فما نقبّلهم، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أو أملك لك أن نزع اللّه من قلبك الرّحمة)) . رواه البخاري (5998).
قال ابن بطال: (رحمة الولد الصغير ومعانقته وتقبيله والرفق به من الأعمال التي يرضاها الله ويجازي عليها، ألا ترى قوله عليه السلام للأقرع بن حابس حين ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم أن له عشرة من الولد ماقبل منهم أحدًا: (( من لا يرحم لا يرحم )) . رواه البخاري (5997)، ومسلم (2318) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
- وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((الرّاحمون يرحمهم الرّحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السّماء)) . رواه أبو داود (4941)، والترمذي (1924)، وأحمد (2/160) (6494). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3522).
قال شمس الدين السفيري: (فندب - صلى الله عليه وسلم - إلى الرحمة والعطف على جميع الخلق من جميع الحيوانات، على اختلاف أنواعها في غير حديث، وأشرفها الآدمي، وإذا كان كافر فكن رحيماً لنفسك ولغيرك، ولا تستبد بخيرك، فارحم الجاهل بعلمك، والذليل بجاهك، والفقير بمالك، والكبير والصغير بشفقتك ورأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم بعطفك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه، فمن كثرت منه الشفقة على خلقه والرحمة على عباده رحمه الله برحمته، وأدخله دار كرامته، ووقاه عذاب قبره، وهول موقفه، وأظله بظله إذ كل ذلك من رحمته) . ((شرح صحيح البخاري)) لشمس الدين السفيري (2/50-51).
- وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: سمعت أبا القاسم صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((لا تنزع الرّحمة إلّا من شقيّ )) . رواه أبو داود (4942)، والترمذي (1923)، وأحمد (2/301) (7988). وحسنه الترمذي، والسيوطي في ((الجامع الصغير)) (9870)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7467).
قال ابن العربي: (حقيقة الرحمة إرادة المنفعة وإذا ذهبت إرادتها من قلب شقي بإرادة المكروه لغيره ذهب عنه الإيمان والإسلام). ((فيض القدير شرح الجامع الصغير)) (6 / 547).
ويقول المناوي: (لأن الرحمة في الخلق رقة القلب ورقته علامة الإيمان ومن لا رأفة له لا إيمان له ومن لا إيمان له شقي فمن لا رحمة عنده شقي) . ((التيسير بشرح الجامع الصغير)) للمناوي (2 / 962).
- وعن جرير بن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لا يرحم اللّه من لا يرحم النّاس)) . رواه البخاري (7376).
يقول العلامة السعدي رحمه الله: (رحمة العبد للخلق من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله، التي من آثارها خيرات الدنيا، وخيرات الآخرة، وفقدها من أكبر القواطع والموانع لرحمة الله، والعبد في غاية الضرورة والافتقار إلى رحمة الله، لا يستغني عنها طرفة عين، وكل ما هو فيه من النعم واندفاع النقم، من رحمة الله.
فمتى أراد أن يستبقيها ويستزيد منها، فليعمل جميع الأسباب التي تنال بها رحمته، وتجتمع كلها في قوله تعالى: ((إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )) [الأعراف: 56] وهم المحسنون في عبادة الله، المحسنون إلى عباد الله. والإحسان إلى الخلق أثر من آثار رحمة العبد بهم
) . ((بهجة قلوب الأبرار)) لعبدالرحمن السعدي (ص 269).
أما من كان بعيداً عن الإحسان بالخلق ظلوماً غشوماً, شقياً, فهذا لا ينبغي له أن يطمع في رحمة الله وهو متلبس بظلم عباده.
- وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: ((قبّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الحسن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التّميميّ جالسا، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ قال: من لا يرحم لا يرحم)) . رواه البخاري (5997) ومسلم (2318).
قال ابن بطال بعد أن ذكر عدداً من الأحاديث وذكر هذا الحديث من جملتها: (في هذه الأحاديث الحض على استعمال الرحمة للخلق كلهم كافرهم ومؤمنهم ولجميع البهائم والرفق بها. وأن ذلك مما يغفر الله به الذنوب ويكفر به الخطايا، فينبغي لكل مؤمن عاقل أن يرغب في الأخذ بحظه من الرحمة، ويستعملها في أبناء جنسه وفى كل حيوان) . ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9 / 219).
وقد دل الواقع والمشاهدة أن من لا يرحم الناس ولا يعطف عليهم إذا صادف موقفاً يحتاج فيه إلى رحمتهم فإنهم لا يرحمونه ولا يعطفون عليه, وقد ذكر صاحب الأغاني أن محمد بن عبد الملك كان يقول: الرحمة خور في الطبيعة وضعف في المنة, ما رحمت شيئاً قط. فكانوا يطعنون عليه في دينه بهذا القول, فلما وضع في الثقل والحديد قال: ارحموني فقالوا له: وهل رحمت شيئاً قط فترحم. هذه شهادتك على نفسك وحكمك عليها. ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9 / 219).
واستفاضت الأحاديث الدالة على الرحمة بمفهومها وهي لا تكاد تحصى,وذلك لأنه ما من معاملة من المعاملات أو رابطة من الروابط الاجتماعية أو الإنسانية إلا وأساسها وقوام أمرها الرحمة.
فمن علاقة الإنسان بنفسه التي بين جنبيه, وعلاقته بذويه وأهله, إلى علاقته بمجتمعه المحيط به, إلى معاملته لجميع خلق الله من إنسان أو حيوان كل ذلك مبني على هذا الخلق الرفيع والسجية العظيمة.





موقع الدرر السنية


[/cell]
[/table1]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-08-2011, 11:45 PM
الصورة الرمزية حمد الفني
حمد الفني غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الحوار والنقاش ومنتدى الترحيب بالأعضاء الجدد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: JEDDAH
المشاركات: 955
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى حمد الفني
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة


جزاكِ الله خيرا
موضوع مهم وقيم جدا بوركتِ ونفع الله بك وبعلمك
اسمحي لي بالإضافه البسيطة لهذا الموضوع المبارك


"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله"


الإسلام.. دين الرحمة والهداية

قضت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يشرف أمتنا برسالة الإسلام،
حيث انطلق هذا الدين العظيم من جزيرة العرب نوراً وعلماً، وتسامحاً
وخيراً للناس أجمعين، والإسلام إنما جاء هدى ورحمة للعالمين من يوم نزوله إلى
أن تقوم الساعة، وهو ليس عدوا لمن استظل تحت رايته أو سالمه وسالم أهله،
بل عدوُّ الناس وعدو تقسه هو الذي يعاديه ويعادي أهله...
فقد جاء الإسلام ليهدي الضالين ليتمكنوا بحججه وبيناته من التفريق بين الحق والباطل،
كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...}.
فمن طلب الهدى في هذا الدين وجَده، ومن أبى فَقَدَه، والناس في ذلك يشبهون المرضى
الذين يصف لهم أطباؤهم أدوية أمراضهم، فمن استعمل الدواء شفي بإذن الله،
ومن أبى فقد رضي لنفسه بالبقاء في مرضه...
الترغيب في الرحمة...
وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الرحمة والشفقة على خلق الله
صغاراً كانواً أو كباراً، رجالاً كانوا أو نساء، وقد ورد في ذلك أدلة كثيرة منها:
عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله" متفق عليه.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: "لن تؤمنوا حتى تراحموا".
قالوا: يا رسول الله! كلنا رحيم. قال:" إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها
رحمة العامة" حسنه الألباني.
وهذا يدل على أن الرحمة ينبغي أن تتوسع لتشمل الناس جميعاً من
عرفت من ومن لم تعرف.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن،
ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء". رواه أبو داود والترمذي.
إن الإسلام لا يعرف الأحقاد والضغائن التي أوردت البشرية موارد الهلاك
في كثير من مراحل حياتها..
إن القلوب القاسية التي لا تعرف الرحمة ولا الشفقة ليست هي قلوب
المؤمنين الصادقين، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تنزع الرحمة
إلا من شقى". حسنه الألباني.
رحمة الأطفال..


ومن صور الرحمة في الإسلام: رحمة الأطفال الصغار وملاطفتهم والتودد
إليهم وعدم إيذائهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبَّل
النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما،
وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد،
ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:"من لا يرحم لا يُرحم". متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقال: نعم. قالوا: لكنا والله ما نقبل!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو أملك إن كان الله نزع
من قلوبكم الرحمة". متفق عليه.
فهذا هو محمد صلى الله عليه وسلم هذا هو من يفترون عليه الكذب
ويقولون إنه رجل مقاتل تواق إلى إراقة الدماء، ولا يعرف الرحمة!
خابوا وخسروا إن رموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الكذب والبهتان والافتراء.
إن على المنظمات التي أنشئت لمحاربة إيذاء الأطفال والنهي عن إيذائهم،
وعليها أن تغلق على أبوابها هذه الأحاديث النبوية الكريمة في الحث على
رحمة الأطفال والتلطف معهم والإحسان إليهم.
الرحمة بالمرأة..
أما رحمة الإسلام بالمرأة، فهو أمر يفتخر به المسلمون في
كل زمان ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم "وجد امرأة مقتولة
في بعض الغزوات، فأنكر ذلك، ونهى عن قتل النساء والصبيان". رواه مسلم.
وفي رواية أنه قال:"ما كانت هذه لتقاتل" ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لأحدهم:
"الحق بخالد بن الوليد، فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا أي أجيرا ولا امرأة" رواه أبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة"
رواه النسائي وحسنه الألباني. فوصفه للمرأة بالضعف هنا؛ يراد منه رحمتها،

الرحمة بالحيوان..
وتتعدى الرحمة في الإسلام الإنسان لتشمل الحيوان البهيم، فقد أعطاه الإسلام حظه من
الرحمة والشفقة والإحسان وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته بعض القصص
المتعلقة بالرفق والرحمة بالحيوان، حضا لهم على تطبيق ذلك السلوك السوي الذي
يحقق رحمة الله العامة بكل مخلوقاته في الدنيا.
ومن أمثلة ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "بينما رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا فشرب منها، ثم خرج فإذا
هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي،
فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقِيَ، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له.
قالوا: يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: "في كل كبد رطبة أجر" صحيح البخاري.
وصح عنه صلى الله عليه وسلم، أن الله غفر لامرأة بغي لسقيها كلبا اشتد
عطشه كما في حديث أبي هريرة: "أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف
ببئر، قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فغفر لها" صحيح مسلم.
وإذا كان الله تعالى يغفر بعض كبائر الذنوب المسلم برحمة الحيوان والرفق به،
فإنه تعالى يعذب من نُزِعت الرحمة من قلبه، فيعذب الحيوان، كما في
حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم،

قال: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها ولم تدعها تأكل
من خشاش الأرض" صحيح البخاري.



فأين جمعيات الرفق بالحيوان من هذه الآداب النبوية الرشيدة وكيف ينكرون
فضل الإسلام وقد سبقهم بأربعة عشر قرناً من الزمان! وما زالوا لا يفرقون
بين ما هو حق وما ليس بحق،
حيث إنه يعتبرون الذبح على الطريقة الإسلامية نوعاً من القسوة ولا يعرفون
الفوائد الكثيرة لطريقة الذبح الإسلامية أما هم فيصعقون ذبائحهم بالكهرباء،
أو يضربونها على رؤوسها فتموت ثم يذبحونها، ويعتبرون ذلك من الرحمة بالبهائم،
والمرء إذا لم يكن له هاد من الوحي خبط خبط عشواء وتحكمت به الأهواء، وحسب
كل بيضاء شحمة وكل سوداء تمرة، وتفاخر على غيره بما هو أصل المذمة والنقص،
ولكن عين الهوى عمياء!
وقد شملت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم حتى الجمادات
فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم على جذع من جذوع النخل،
فلما صنع له المنبر وقام عليه خطيباً، بكى الجذع وسمع له الصحابة صوتاً
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر ووضع يده على الجذع حتى
هدأ وسكن. رواه البخاري.
والله الهادي الى سواء السبيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




__________________
\7




التعديل الأخير تم بواسطة الزهراء ; 07-10-2011 الساعة 09:09 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-10-2011, 09:18 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

جزاكم الله خيرا أخي وردكم مهم جدا
إن رغبتم يمكنكم إضافته في موضوع مستقل للإستفادة منه أكثر
وزادكم الله علما نافعا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-15-2011, 04:00 AM
الصورة الرمزية الفني
الفني غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: جــــــدة
المشاركات: 898
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى الفني
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة


موضوع قيم جدا
وشكرا على الاضافه



__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-15-2011, 10:28 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

جزاكم الله خيرا أخي ورزقكم الله الفردوس الأعلى
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-15-2011, 11:49 PM
الصورة الرمزية سلطان البنوي
سلطان البنوي غير متواجد حالياً
مديرالمســابقــات والمنتديات الإسلامي ومشرف قسم الشيخ حمدان السلمي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: مكة
المشاركات: 1,899
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى سلطان البنوي
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

جزاكِ الله خير ... وبارك الله في جهودكِ
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-16-2011, 11:21 AM
الصورة الرمزية ريان الترجمي
ريان الترجمي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: السعوديه
المشاركات: 4,079
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

جزاكي الله خير وبارك الله فيكي
في ميزان حسناتك ان شاء الله0
__________________





رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-17-2011, 05:31 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

زادكم الله علما نافعا ورزقكم الله الفردوس الأعلى
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-31-2011, 11:14 PM
الصورة الرمزية الأمير الصغير
الأمير الصغير غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: مّمّلَكَتِيْ الْخَآصّةْ..
المشاركات: 136
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى الأمير الصغير
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

بارك الله فيك
__________________
\7
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07-31-2011, 11:30 PM
الصورة الرمزية مشعل مسنع الصادري السلمي
مشعل مسنع الصادري السلمي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: السعودية - جدة
المشاركات: 5,966
افتراضي رد: الترغيب والحث على الرحمة في القرآن والسنة

بارك الله فيك وكتب لك الاجر

كوني بخير
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون