#1
|
|||
|
|||
صباح بني سليم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صباح بني سليم كان رجال بني سليم قديما مشهورون بالجمال, و بحسن الوجوه . فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم : ( قدر بن عمار السلمي ) أو كما أسمته نهاية الأرب( قدد ) بقوله لبني سليم بعد موته : ( أين الرجل الحسن الوجه , الطويل اللسان , الصادق الايمان ) . ووصفت امرأة جهنية لهاشم بن حرملة ,العباس بن مرداس بقولها : ( ورأيت شابا جميلا له وفرة حسنة ) فقال لها هاشم بن حرملة : ذاك العباس بن مرداس . وأيضا صخر بن عمرو الشريد قال له يهودي اني لأحسد العرب على جمالك . ولقد أوردت بعض منهم : نصر بن الحجاج السلمي كان نصر جميلا فائق الجمال . وكان يقيم بالمدينة مع قومه بني سليم . وقد أورد لنا الرواة قصة افتتان بعض نساء العرب في المدينة بجماله الباهر . وحينما ثبت لدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه -- وهو خليفة -- تشبيب امرأة به في أبيات شعر أنشدتها ليلا( يقال انها أم الحجاج بن يوسف الثقفي ) , فسمعها أثناء عسه وتجواله في سكك المدينة , وهي : ياليت شعري عن نفسي أزاهقة =مني ولم أقض ما فيها من الحاج ؟! ألا سبيل الى خمر فأشربها ؟ =أم لاسبيل الى نصر بن الحجاج ؟! فأمر عمر , فأخرجت من منزلها , وحبسها , وحينما علمت بالسبب أنفت على نفسها أن يعاقبه أمير المؤمنين بما سمع منها , فكتبت اليه شعرا تقول فيه : قل للا مام الذي تخشى بوادره .............. مالي وللخمر ام نصر ابن حجاج لا تجعل الظن حقآ أن تبينه ................. ان السبيل سبيل الخائف الراجي ان الهوى زم بالتقوى فاحبسه ............. حتى يقر بالجام واسراج قال فبكى عمر رضي الله عنه وقال الحمد لله الذي زم الهوى بالتقوى وطال مكث نصر بن حجاج بالبصرة فخرجت امه يومآ بين الأذان والأقامه متعرضه لعمر فأذا عمر قد خرج في ازار ورداء وبيده الدره فقالت يامير المؤمنين والله لأقفن انا وانت بين يدي الله عز وجل وليحاسبنك أيبيتن عبدالله وعاصم الى جنبك وبيني وبين ابني الفيافي والأوديه فقال لها ان ابناي لم تهتف بهما الهواتف في خدورهن فأرسل عمر رضي الله عنه بريدى الى البصره وعامله فيها عتبه بن غزوان فأقام ايامآ ثم نادى عتبه من اراد ان يكتب الى امير المؤمنين فليكتب فان البريد خارج فكتب نصر بن حجاج بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اما بعد لعمري لئن سيرتني او حرمتني ... وما نلت من عرضي عليك حرام فأصبحت منفيآ على غير ريبة .... وقد كان لي بالمكتين مقام أان غنت الذلفاء يومآ بمنــــــية ..... وبعض أماني ا النساء غرام ظننت بي الظن الذي ليس بعده .... بقاء ومالي جرمــــة فألام فيمنعني مما تقول تكرمي ..=. وآبا ء صدق سابقــــون كرام ويمنعها مما تقول صلا تها ...=. وحال لها في قومها و صيام فهاتان حالانا فهل انت راجعي ...=. فقد جب مني كاهل وسنام فلما قرأ عمر الكتاب قال اما ولي سلطان فلا . فلما مات عمر ركب ناقته وتوجه نحو المدينه أبو ذئب السلمي يعتبر أبو ( أبو ذئب ) من صباح -- بكسر الصاد المهملة والباء التحتية الموحدة فألف فحاء . جمع -- صبيح بني سليم , ولذالك غربه عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقد ذكر الراوة أن عمر كان يعس بالمدينة ليلا , اذا سمع نسوة يتحدثن , فاذا هن يقلن , أي أهل المدينة أصبح ؟ فقالت امرأة منهن : ابو ذئب ! .. فلما أصبح عمر سأل عنه , فاذا هو من بني سليم , فلما نظر اليه عمر , اذا هو من أجمل الناس . فقال له عمر : ( أنت والله ذئبهن ) !!! ---( قالها مرتين أو ثلاثا ) -- والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها ) . (والشطر الأخير من هذه الكلمة التي خاطب بها عمر , أبا ذئب , هي مثل الشطر الأخير من الكلمة التي خاطب بها نصر بن حجاج ) . قال أبو ذئب : فان كنت لابد مسيري , فسيرني حيث سيرت ابن عمي -- يعني نصر بن الحجاج السلمي -- فأمر له بما يصلحه أيضا , وسيره الى البصرة . وهكذا اختار أبو ذئب منفاه من المدينه بنفسه , ونزل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند رغبته , لأنه يشعر بأن لاذنب له فيما قالته المرأة عنه وسمعه ليلا وهو يقوم بمهمة العسس في شوارع المدينة وأزقتها , لضمان الأمن والاستقرار والأخلاق الاسلامية الكريمة . ولأبي ذئب الحق في اختيار البصرة منفى له , لأنها بلد حديث الانشاء , وفيها بنو عمومته , فاذا أقام به فلن يكون غريبا , ولن يشعر بقلق نفسي كبير هناك بسبب الغربة التي فرضت عليه من قبل الخليفة العادل . جعدة السلمي أما جعدة السلمي .. فقد اشتكاه شاعر مجهول لبق الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وكان جعدة مقيما في المدينة مع قومه الذين نزحوا من ديارهم الى عاصمة الخلافة الأولى .. وكانت الشكوى محبوكة , وتتضمن أنه يغشى بيوت المسلمين فيما وراء جبل سلع , حيث منازل بني سعد بن بكر وأسلم وجهينة وغفار . وقد رمز الشاعر الى النساء اللواتي يحففن بجعدة السلمي ( ولابد أنه كان فتى جميلا أيضا ) من نساء تلك الأحياء , رمز اليهن بأسم ( القلص ) جمع قلوص , ورمز الى وجودهن معه بقوله : ( بعقلهن ) ... قال الشاعر : ألا أبا حفص رسولا = فدى لك من أخي ثقة , ازاري قلائصنا -هداك الله - انا = شغلنا عنكمو زمن الحصار فما قلص وجدن معقلات = قفا سلع بمختلف البحار قلائص من بني سعد بن بكر = وأسلم أو جهينة أو غفار يعقلهن جعدة من سليم= معيدا , يبتغي سقط العذار واذا عرفنا أن معنى ( القلوص ) في اللغة العربية : ( الشابة من الابل , أو الباقية على السير , أو أول مايركب من اناثها الى أن تثني ثم هي ناقة ) أدركنا عندئذ دقة الكتابة من هذا الشاعر المجهول الذي عرف من أين تؤكل الكتف .. وعرف كيف تكون اصابة السهم لمرماه .. ورب كناية أبلغ من تصريح .. ان الشاعر يريد أن يكشف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه , حقيقة انحراف أخلاق جعدة السلمي -- بحسب دعواه -- وهو يعرف أن عمر ذو احساس مرهف من هذه الناحية , فهو من هذه الناحية يهدف الى سد الذرائع , والى الاحتياط في هذه الأمور المخلة بالآداب الاسلامية في بلد الرسول ولا يتسامح فيها على أي حال . وقد ضرب الشاعر -- فعلا -- على الوتر الحساس .. فقال عمر : ادعوا لي جعدة من سليم ... فدعوا به له , فجلد مائة , معقولا . ونهاه أن يدخل على امرأة مغنية ... المصدر كتاب ( بنو سليم ) لعبد القدوس الأنصاري بن جايل الصادري
__________________
انا وان أحسابنا كرمت لسنا على الأحساب نتكلّ نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعلّ فوق مافعلّ |
#2
|
||||
|
||||
رد: صباح بني سليم
مشكور
يانايف على الموضوع تحياتي |
#3
|
|||
|
|||
رد: صباح بني سليم
" نايف الصادري "
الله يعطيك العافية وبارك الله فيك سلمت يا الذيب وسلم لنا طرحك الرائع عن " صباح بني سليم" أخوك : أبو باسل
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: صباح بني سليم
موضوع جميل وتاريخ اجمل
شكرا لك يالصادري نقل ممتاز لك كل التحيه والاحترام |
#5
|
||||
|
||||
رد: صباح بني سليم
الاخ الفاضل / ابن جايل
الله يعطيك الف عافيه على افادتنا بهذه المعلومات القيمه |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|