تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتدى الــعـــام > منتدى المواضيع العامة
منتدى المواضيع العامة هذا المنتدى مخصص للمواضيع التي لا يوجد لها قسم.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-27-2015, 11:10 PM
الصورة الرمزية شيهآنه
شيهآنه غير متواجد حالياً
مشرفة منتدى المواضيع العامة ومنتدى اليوم الوطني
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: مكه
المشاركات: 14,536
افتراضي الرميح لـ "سبق": الاختلاط و خروج المرأة للعمل زاد "إجرامها".. و"التكفير" انتشر في ال

الرميح لـ "سبق": الاختلاط و خروج المرأة للعمل زاد "إجرامها".. و"التكفير" انتشر في الج


قال: السجون السعودية ليست متكدّسةً بالمساجين ولم تتحوّل إلى بؤرة تصنع المجرمين الجدّد



الرميح لـ "سبق": الاختلاط و خروج المرأة للعمل زاد "إجرامها".. و"التكفير" انتشر في الجامعات




- مراكز "المناصحة" استفاد منها الكثير من الشباب و"الشواذ" عادوا للفكر والجريمة ثانية.
- كثرة تعاطي المخدرات والخمور أدّت إلى جرائم القتل المأساوية داخل الأسر كدهس الزوجات وقتل الأخوات وتسمّم الأبناء ونحر البنات.
- التأفّف من المناسبات الوطنية والهروب من الحفلات الاجتماعية والجلوس مع الاطفال من مواصفات شباب الخلايا النائمة.
- الجامعة والمدرسة تعتبران أخطر المؤسسات الاجتماعية والمعلم له دورٌ فاعلٌ في صياغة عقول الطلاب وتشكيلها.
- ثقافة الموت تطغى على مَن رأى كثرة الموتى والقتلى ودروس الجهاد المتطرفة وانتظار الحور العين ونبذ الحياة.
- العنف والجريمة والعصابات المنظمة بدأت تتزايد في المجتمع السعودي.
- الإرهاب والفكر الضال أشرس وأخطر الجرائم ولا يمكن الإقلاع عنه.
- سرقة السيارات مشكلة مؤرقة للجهات الأمنية بسبب كثرة "السارقين" من صغار السن والمراهقين.
- بعض الأسر تدفع بشبابها للجريمة والانحراف والمخدرات ووجد أن عدداً كبيراً من الفئة الضالة لهم سوابق جنائية مختلفة.
- السعودية من أكثر بلاد الدنيا أمناً واستقراراً مع وجود عوامل رئيسة وكثيرة تؤهلها لتكون مرتعا للجريمة.
- في العالم أكثر من 1500 منظمة وعصابة تعيش صراعاً دموياً دائماً على السلطة والقوة والثروة ومناطق الانتشار والنفوذ.
- "القاعدة" و"داعش" و"النصرة" في حروب مستمرة ضدّ المنظمات الأخرى ومصيرها كلها للفناء والموت.


حوار: شقران الرشيدي- تصوير: عبد الملك سرور- سبق-الرياض: يقول الأستاذ الدكتور يوسف الرميح، أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب بجامعة القصيم، والمستشار الأمني، وعضو لجان المناصحة؛ إن العنف والجريمة والعصابات المنظمة بدأت تتزايد، وإن إجرام المرأة في المجتمع السعودي يتزايد كلما زاد الاختلاط بين الجنسين وكلما زاد خروجها لسوق العمل.. مؤكداً في حواره مع "سبق"، أن الأصدقاء، والإهمال، والعنف الأسري، والتشدُّد الديني، والأمية تُدخل الشباب عالم الجريمة.. موضحاً أن الإرهاب والفكر الضال أشرس وأخطر الجرائم ولا يمكن الإقلاع عنه بسهولة، ومبيناً نجاح برامج وزارة الداخلية لمناصحة أصحاب الفكر الضال، وأن "الشواذ" القلة هم مَن يعودون للفكر والجريمة ثانية. وأشار إلى أن في العالم أكثر من 1500 من المنظمات والعصابات في صراع دموي دائم على السلطة والقوة وعلى المال والثروة وعلى مناطق الانتشار والنفوذ.

وتناول الحوار عديداً من المحاور كأسباب حدوث جرائم القتل المأساوية داخل الأسر، وتعاطي المخدرات وشرب الخمور، وتكدُّس السجون السعودية وتحولها إلى بؤرة لصناعة المجرمين الجدد، ومواصفات الخلايا النائمة، وجرائم العمالة الوافدة، والجريمة الإلكترونية، والإرهاب، وتزايد سرقة السيارات، وأسباب تزايد جرائم المرأة.. فإلى تفاصيل الحوار:

* دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – يرحمه الله – إلى مركز دولي لمكافحة الإرهاب.. فما تفسير تباطؤ العالم لهذا الدعوة؟
لا شك أن الدعوة التي أطلقها المرحوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - لمركز دولي لمكافحة الإرهاب قد تباطأت فعلاً. مع الأسف الشديد الكثير من دول العالم، خاصة الدول التي لم يضربها الإرهاب بعد! ليست في عجلة من أمرها. ولذلك للحقيقة هذا المركز الحيوي والخطير في فكرته أمر تأسيسه في غاية الأهمية والخطورة، ولذلك أتمنى أن تبدأ المملكة انطلاقا من رسالتها الخالدة وموقعها الإستراتيجي في تأسيس هذا المركز هنا في المملكة ويكون تحت مظلة إحدى الهيئات أو المنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة أو الإنتربول أو غيرهما، فدائما المشاريع الكبرى تحتاج إلى مبادرات، ومن هنا أقترح أن تبدأ المملكة فعلياً في تأسيس هذا المركز الحيوي ومن ثم تدخل وتشترك فيه الدول المهتمة تباعا. فيكون كما كان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - شرف المبادرة يكون له كذلك الشرف البدايات وكما تعوّدنا من الآخرين دائما يلحقون وإنما الصعوبة تكمن في الأول والمبادر. ولا يشك عاقلٌ في خطر الإرهاب والفكر الضال فهو أساس الجريمة الفكرية، وهذه بلا شك أشرس وأخطر من الجريمة السلوكية، وذلك لأن المجرم السلوكي كالسرقات والقتل والمخدرات يعرف ويرى نفسه مخطئاً ومذنباً. أما في الجرائم الفكرية كالإرهاب؛ فالمجرم يرى نفسه على حق وصواب والمجتمع هو المخطئ والمذنب الذي يجب أن يغيّر ويصحّح. لذلك فالتعامل مع الجريمة الإرهابية أصعب من الجريمة السلوكية والإقلاع عنها أصعب؛ لأن صاحبها يرى أنه على حق وصواب وليس مجرماً أو مخطئاً، لذلك فالجهد المبذول للتعامل مع الإرهاب يجب أن يوازي فعلاً العمل الإرهابي الخبيث تعاملاً أمنياً وفكرياً وتوعية وتوجيهاً.




* هذا يدفعني لسؤالك كعضو في لجان المناصحة لأرباب الفكر الضال منذ عام 1425هـ.. كيف يتقبّل "المُناصحون" المسجونون الرأي الآخر المختلف؟ وما نسبة من "نُصح" وتغيّر فكره؟
بلا شك أن الناس في تقبّلهم أي فكرة كانت يختلفون من شخصٍ لآخر حسب خلفياتهم الاجتماعية والتعليمية والديموغرافية والنفسية وغيرها من العوامل المؤثرة. وكثير من المناصحين يتقبّل تعديل الفكر والسلوك بكل أريحية وتقبّل إذا شاهد ولمس الصدق والعلم الشرعي وتمّ تفنيد الشبهات التي لديه. لكن مع الأسف الشديد، بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تركز على حالات الفشل ولا تذكر حالات النجاح. في أي عمل وجهد بشري هناك مساحة للخطأ والنقص وهذا طبيعي وعادي، فالكمال لله - سبحانه وتعالى. خذ مثلا كم عملية جراحية فشلت وكم طائرة ركاب تحطمت فهل نوقف العمليات الجراحية أو رحلات الطائرات ؟إنما نتعلّم من الأخطاء ونصحّح النقص ونستفيد من التجارب. وبلا شك أن عملية المناصحة ناجحة بنسب كبيرة ورائعة و"الشواذ" القلة هم مَن يعودون للفكر والجريمة ثانية. وبحمد الله الأغلبية العظمي استفادت من هذه التجربة الرائعة واستفاد منها الآلاف من الشباب، وبلا شك فشلت في أعداد بسيطة لا تقارن بعدد مَن نجحت مناصحته واستفاد، ولا أدل على ذلك من أن دولاً لها باعٌ طويلٌ في العمل الأمني طلبت الاستفادة من هذه التجربة، وبدأت في تطبيقها. تصوّر فقط لو كنت تسير بسيارتك بطريق سريع يسلكه الآلاف من البشر والسيارات يبدو الأمر طبيعياً ولكن فكّر لو أن سيارة واحدة فقط عكست الطريق وسارت بالاتجاه الخاطئ كم واحداً سيطالعون وكم سيصوّرونها وكم سيحاولون إيقافها.. إلخ؟ إذاً الإعلام بكل وسائله يركز على حالات الفشل أكثر بكثير من حالات النجاح وهذه طبيعة بشرية, وإن كانت حالات الفشل قليلة ونادرة مقارنة بالنجاحات.

* في العالم المنظمات الإرهابية لها أفكارٌ مختلفة، وعقائدُ متناقضة.. فهل هي في حالة انسجام، ويجمعها الإرهاب والتمرُّد أم في حالة عداءٍ يمكن أن تدمّر بعضها بعضا؟
مع الأسف الشديد عالمنا اليوم يموج بالمنظمات الإرهابية والعصابات الإجرامية، فهناك حسب إحدى الإحصائيات أكثر من 1500 منظمة إرهابية حول العالم. وقد أحصى عالم الجريمة "تراشر"، في مدينة شيكاغو الأمريكية وحدها أكثر من 1300 عصابة وكتب عنها كتابه المشهور العصاباتTHE GANG. وهذه المنظمات والعصابات في صراع دموي دائم على السلطة والقوة وعلى المال والثروة وعلى مناطق الانتشار والنفوذ. وهذه المنظمات والعصابات يقع بينها الكثير من القتلى والجرحى والخسائر المادية الكبيرة في الحروب والنزاعات بينها أكثر بكثير مما يقع في حربها مع الدول والسلطات الرسمية.

وذلك لأنها في صراع دائم ودموي لإثبات الذات والوجود والهيبة المزعومة. وفعلاً المنظمات الإرهابية والعصابات الإجرامية كل منها معول هدمٍ وتدميرٍ للأخرى وقوتها ونفوذها يكمنان في تدمير وإضعاف المنظمات والعصابات الأخرى. وهذا شاهدناه في مناطق عدة حول العالم؛ مثلاً: "القاعدة" وحربها ضد المنظمات الأخرى في أفغانستان والصومال و"داعش" وحربها ضد "النصرة" و"القاعدة" في الشام والعراق وغيرها كثير. وبإذن الله، مصير هذه المنظمات والعصابات كلها للفناء والموت حتى ولو لم تقاوم؛ لأن المنظمة تحمل داخلها عوامل الدمار والموت والهلاك ولا تحمل عوامل المعيشة والحياة. ولكن يجب أن نحذّر منها فعلاً؛ لأنها بالفعل خطرة جداً وقاتلة ودموية. فكيف بعاقل يثق بثعبان قاتل يتعامل معه. وينطبق على العصابات الإجرامية ما ينطبق على المنظمات الإرهابية فهي تأكل وتبيد بعضها بعضا حتي إن عديداً من الدراسات الغربية يدرس حالات العنف والقتل بين أفراد العصابات حتى داخل السجون الأمريكية والغربية.




* واقع الجريمة في مجتمعنا.. ما مدى ارتباطه بالأسرة، والأصدقاء، والدين، والقبيلة، والاقتصاد، والتعليم؟
بلا شك أن الجريمة كظاهرة إنسانية لا يخلو منها مجتمعٌ أبداً ولم يخلُ منها حتى المجتمع النبوي الذي كان خير العصور، كما ذكر ذلك نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - ولو رجعنا للقرآن الكريم لعلمنا أن ابنَي آدم قتل أحدهما الآخر. وهذا يثبت الحقيقة في أن الجريمة ظاهرة إنسانية لا يخلو منها مجتمعٌ مطلقاً، لكنها تختلف بعدد الجرائم المختلفة وطبيعة تلك الجريمة ونوعها ومكانها وعواملها، وغير ذلك من مجتمع لآخر. ومن المؤكد أن هناك عوامل مؤثرة ومساعدة على الجريمة، وأهمها حسب الدراسات والبحوث الأصدقاء.. فالأصدقاء عامل رئيس لعديد من الجرائم وإذا كان صديقك مجرماً فهي مسألة وقت حتى تدخل عالم الجريمة والعلم عند الله. كذلك الحال للأسرة التي يوجد فيها عنف وقسوة في تربية أبنائها وهذا ينطبق بنفس الخطورة على الأسرة المهملة لأبنائها والتي لا تعلم عنهم شيء. فالإهمال والعنف هما بالفعل وجهان لعملة واحدة وهي الجريمة والانحراف والعنف والإرهاب. ولا شك في أن التدين مطلب لكل البشر، فكما قال ربنا - سبحانه وتعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فالدين يمنع الجريمة ويحاربها ولكن يجب أن يكون تديناً منضبطاً بالضوابط الشرعية بلا غلو ولا تشدُّد ولا تكفير للناس. فإن حدث الغلو والتشدُّد والتكفير تحوّل التدين لجريمة واستحل هذا الشخص دماء الناس وأعراضهم وأموالهم، وهذه هي المصيبة الكبرى. وهناك الآلاف من الدراسات التي تربط بين الاقتصاد والجريمة وهذا موضوع يطول شرحه، ولكن باختصار فالفقر قد يكون مساعداً على ارتكاب الجريمة لكنه ليس عاملاً أساسياً كما تؤكده الدراسات. ولأنه وكما يعلم الجميع لا تمتاز البلاد الفقيرة بنسب عالية من الجريمة ولا البلاد الغنية بنسب متدنية من الجريمة كذلك. وأيضا يجب ألا نهمل أن الغنى مرتبط بأنواع عدة من الجرائم، مثل جرائم الياقات البيضاء، مثل ما يعرفها المهتمون بالجريمة. نخلص أن هناك علاقة معقدة بين الاقتصاد والجريمة في المجتمع. أما بالنسبة للتعليم فالدراسات الجنائية تربط بين قلة التعليم أو الأمية والجريمة فكلما قلّ تعليم الانسان زادت فرص دخوله عالم الجريمة، وكذلك زادت فرص أن يقع أو يصبح ضحية للجريمة. فالتعليم مطلبٌ أساس لكل الناس لأمور كثيرة لعل منها أن يوجد لديهم وقاية من الجريمة.

* العنف والجريمة والعصابات المنظمة.. هل بدأت تتزايد في المجتمع السعودي؟
قضايا العنف والجريمة بلا شك تزيد؛ ليس في المملكة فقط، ولكن حول العالم. وإذا أخذنا الحالة السعودية نجد أن هناك عوامل عدة تجعل من المملكة مكاناً للجريمة، لعل منها: إن الجريمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالشباب والمجتمع السعودي مكوّن من حوالي 70 % من الشباب، فهذا هو العمر الذي تحدث منه أغلبية الجرائم. إنه يوجد في المملكة اليوم الملايين من العمالة الأغلبية العظمي منهم عمالة غير ماهرة وصغيرة في السن، وهذا مكمن الخطورة ولا ننسى أن هذه العمالة تقدم لديارنا من بلاد فقيرة ومحتاجة، وأيضا كثير من تلك البلاد لديها ثقافات منحرفة لا تمانع مثلاً في السرقة أو السطو أو الاختلاس أو جرائم المخدرات، فتقوم بهذه الجرائم متى ما سنحت لها الفرصة. المملكة قارة كبيرة أطوال حدودها البرية والبحرية تصل الآلاف من الكيلو مترات وهذا يجعل الرقابة عليها في قمة الصعوبة فقد يتسلل شخصٌ ما وقد يحاول آخر تهريب المخدرات وغيرها. إنه من المعلوم أن المملكة - بحمد الله - تحتضن أقدس مقدسات المسلمين في مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة والأماكن المقدّسة ويفد اليها الملايين كل عام للحج والعمرة, وقد يكون بين هؤلاء مَن لم يأتِ للحج ولا للعمرة ولكن لارتكاب جريمة مثل المخدرات أو السرقات أو النصب والاحتيال أو النشل وغيرها. إن المملكة - بحمد الله - حالتها الاقتصادية ممتازة ولديها ثروات ويعيش أغلبية مواطنيها في رغدٍ من العيش مقارنة بأغلبية البلاد المجاورة لنا وهذا يجعل بعض ضعاف النفوس من الآخرين يطمعون في بعض ما عندنا, فإن لم يأخذوها بموافقتك أخذوها سرقة ونصباً واحتيالاً وغيرها من الطرق المنحرفة. على العموم مع كل هذه العوامل، إلا أن كثيراً جداً من الدراسات والأبحاث الجنائية وتقارير المنظمات الدولية والإنتربول تبيّن أنه - ولله الحمد - تتمتع المملكة بنسب متدنية جداً ونادرة من الجرائم.. فمثلاً تعتبر المملكة اليوم أقل دولة في العالم في جرائم القتل والسطو المسلح، فلا يكاد يُذكر وهو الأخطر عالمياً. والسرقات لدينا لا تقارن بنسب السرقات في كثير من المجتمعات الأخرى. وتنطبق هذه على الأغلبية العظمي من الجرائم، ولا يوجد عندنا جريمة مسجلة ضدّ مجهول.. ومَن أراد التأكد من الأمن الذي نعيشه في بلادنا - حرسها الله - وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار، فلينظر لنسب وأعداد الجرائم المروّعة حول العالم. فمثلاً هناك أحياءٌ عدة في مدن رئيسة في بلاد كثيرة حول العالم لا يستطيع حتى رجال الأمن والشرطة الدخول إليها من الخوف من العصابات والقتل والاغتصاب والنهب والسلب، فكيف بحال المواطن العادي الضعيف في تلك الأحياء والمناطق. وأيضا هناك أحياء كثيرة وكبيرة حول العالم وبمدنه الرئيسة لا يستطيع المواطن هناك الخروج من منزله بعد حلول الظلام وقرب الليل بسبب العصابات والقتل لأتفه الأسباب. ويستحيل ولا يكمن وجود مجتمع آمن 100 %؛ لأنه لو يحصل ذلك لحصل في العهد النبوي والذي هو خير القرون كما ذكر ذلك النبي - صلي الله عليه وسلم.

* ما أسباب حدوث جرائم القتل المأساوية داخل الأسر كزوج يدهس زوجته، وأخ يقتل أخته، وأم تسمّم أبناءها، وأب ينحر بناته.. إلخ؟
هناك مع الأسف تحصل بعض الجرائم داخل الأسرة، ومع الأسف، تلعب المخدرات وشرب الخمور دوراً رئيساً في ذلك. فمتي فقد الإنسان عقله فلا يستغرب منه أي جريمة ولذلك سمّاها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بأم الخبائث. وكذلك تحصل مشكلات داخل الأسرة يدفع ثمنها الجانب الأضعف ومشكلة الجرائم الأسرية أن أفراد الاسرة لا يذهبون في الغالب لأخذ حقهم الشرعي من المحاكم الشرعية لما قد تسبّبه من نظرة المجتمع الدونية لهم, وعند الغضب قد يأخذ الشخص الحق بيده وهو بذلك لم يأخذ حقاً ولكن ارتكب جريمة وعنفاً يحاسب عليها شرعاً ونظاماً.



* مَن يتابع آراء الإرهابيين يجدها بسيطة، ومحدودة.. فهل هذه البساطة مصدر ضعف أم مصدر قوة، وكيف نواجهها فكرياً؟
بلا شك أن آراء الإرهابيين وحججهم في أغلبها بسيطة وسطحية ومحدودة وهذا مصدر قوة وضعف في الوقت نفسه. فهي مصدر قوة؛ لأنه ليس من الصعوبة إقناعه بخطأ فكره وتصوره ومنهجه. وهي مصدر ضعف في أنه من السهل أن يتصيّده أرباب الإرهاب ويغسلون عقله ويجعلونه آلة وعجينة بأيديهم يشكلونه كما يشاؤون ويرغبون.

* هل الجرائم الجنسيّة، والاختراقات، والاختلاس والتزوير، وإنشاء أو ارتياد المواقع المعادية، والقرصنة، وإنشاء مواقع سياسية معادية أكثر الجرائم الإلكترونية شيوعاً في المجتمع السعودي؟
أكثر الجرائم الإلكترونية شيوعاً، حسب ما تذكره بعض الابحاث العلمية، هو اختراق المواقع، واختراق البريد الإلكتروني، والدخول لبعض المواقع الإباحية.

* إلى أي مدى يمكن للسعودية الحد من مشكلة المخدرات تهريباً، وتعاطياً، وإدماناً؟
كما ذُكر سلفاً فالمملكة لديها عناصر جذب للمخدرات لعل منها نسبة الشباب الكبيرة جداً، وطول الحدود، وأعداد العمالة غير الماهرة، والحالة الاقتصادية الممتازة، التي تعيشها وتتمتع بها المملكة وشعبها بحمد الله. وهذا يجعل بعض ضعاف النفوس يستغل ذلك لتهريب المخدرات. والمخدرات تجارة عالمية تقدر قيمتها السنوية السوقية بتريليونات الدولارات. والجهات المختصّة تقوم بدورها على أحسن، وأكمل وجه، ولا بد من تعاون المواطن والمقيم مع الجهات الأمنية لنتمكن جميعا من القضاء على مشكلة المخدرات بإذن الله.

* العمالة الوافدة في السعودية؛ هل أسهمت في رفع معدلات الجريمة وتنوّعها؟
نعم، وبكل تأكيد أسهمت العمالة الوافدة في رفع معدلات الجريمة، وللدلالة على ذلك، فإن بعض الجرائم، خاصة جرائم المال، كالسرقات والنصب والاحتيال والتزوير والتزييف نسب العمالة الوافدة في بعض هذه الجرائم تصل لأضعاف نسب المواطنين, كذلك الحال في بعض الجرائم الأخرى كالجرائم الجنسية. من هذا كله نعرف أنه حتى إن كانت العمالة الوافدة تشكل حوالي رُبع السعوديين إلا أنها تشكل نسبة لا يُستهان بها من الجرائم, وذلك يعود لما تشاهده هذه العمالة من حالة الغنى والرفاه الذي يعيشه أغلبية المواطنين، والحمد لله، وهذا يدعو بعض ضعاف النفوس للسرقات وغيرها, هذا إضافة إلى أن أغلبية هذه العمالة الوافدة جاءت لبلادنا بثقافات بعضها منحرف ولا تتطابق مع معايير المجتمع السعودي؛ كأن يكون بعضهم يستخدم أو يتاجر بالمخدرات أو غيرها. ولا ننسى أن الأغلبية العظمي من هذه العمالة غير الماهرة في السن الجنائية (18- 24 سنة) وهذا أحد مكامن الخطر منها.

* تشير التقارير الإحصائية من وزارة الداخلية، إلى أن حجم ارتكاب المرأة للجريمة في السعودية يتزايد، وأن النساء العاملات "المجرمات" أكثر من المعلمات، وأن النساء تتفوق في التخطيط للجريمة.. فهل يعني ذلك بداية لمشكلات اجتماعية وأمنية؟
إجرام المرأة في المجتمع السعودي يتزايد لتزايد أعداد النساء في المجتمع سواء كانت المواطنات أو المقيمات. ونلاحظ أن كثيراً من البحوث الجنائية التي تقارن بين جرائم الرجل والمرأة، تقول إنه كلما زاد الاختلاط بين الجنسين وكلما زاد خروج المرأة لسوق العمل مع الرجال، ارتفع معدل إجرامها. فكلما تقاربت الفوارق بين الجنسين وتساوت المرأة بالرجل ارتفع معدل إجرامها لأنها تعيش عالم الرجل والذي مع الأسف يتميّز بجرائمه. ومما تجدر الإشارة إليه أن الأغلبية العظمي من جرائم المرأة في المجتمع السعودي ارتكبتها مقيمات غير سعوديات غالباً عاملات ولسن بمواطنات سعوديات مع وجود عددٍ قليلٍ من النساء السعوديات في عالم الجريمة. والمرأة عبر التاريخ شاركت في الجريمة ولكن بكل تأكيد بنسب لا تصل حتى للرُبع مع الرجل، وجرائمها تمتاز بالتخطيط ويرجع السبب لذلك لضعف بنيتها الجسدية للقيام ببعض الجرائم فتحاول المرأة المجرمة أن تعوض هذا النقص بالتخطيط للجرائم التي ترتكبها بطريقة أفضل وأدق من كثير من الرجال المجرمين.

* ما تعليقك على ما كشفته دراسة سعودية أن سرقة السيارات احتلت المرتبة الأولى تليها جرائم سرقة المنازل ثم سرقة المحال التجارية؟
سرقة السيارات في المجتمع السعودي يرجع سببها الأول لعادة بعض الشباب النزول من السيارة وتركها في حالة التشغيل. وهذه مشكلة كبيرة ومؤرقة للجهات الأمنية لأنها تدفع ببعض صغار السن والمراهقين للهرب بالسيارة وقد يقع حادث للصغير، وهو يقود تلك السيارة المسروقة فيتحمّل صاحبها الذي أهملها وتركها في حالة التشغيل جزاء من المشكلة. وهذه مشكلة شاهدتها وسمعت عنها كثيرا. فالكثير من السيارات المسروقة في المملكة سرقت بسبب الاهمال. ولكن هناك سرقات أخرى لسيارات للتجارة أو التهريب، وهذه ليست بالمشكلة الكبيرة لأن أعدادها لا تقارن مطلقاً بعدد السيارات التي تسرق وهي تشتغل. وهناك عدد من السرقات للمنازل والمحال التجارية، وتؤدي الجهات الأمنية دوراً كبيراً في القبض على الجناة، وبناءً على الدراسات والبحوث والتقارير الاحصائية الموثقة مازالت ولله الحمد والمنة بلادنا تنعم بنسب متدنية جداً من جرائم السرقات مقارنة بمثيلاتها، وهي من أكثر بلاد الدنيا أمناً واستقراراً. هذا مع وجود عوامل رئيسة وكثيرة تؤهلها لتكون مرتعاً للجريمة مثل نسب الشباب في المجتمع وأعداد العمالة الوافدة، ومواسم الحج والعمرة، وكبر المساحة وتباعد الحدود. ومع هذا كله نلاحظ ندرة وقلة في الجريمة عموماً.



* ما العلاقة بين الإرهاب والجريمة الإلكترونية؟
هذا الموضوع في غاية الأهمية والخطورة، فلقد ظهر التزاوج بين الإنترنت والإرهاب بشكل أكبر وضوحاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، فلقد انتقلت المواجهة ضدّ الإرهاب من مواجهة مادية مباشرة واقعية انتقلت إلى الفضاء الإلكتروني، حيث أصبح الإنترنت من أشد وأكبر الأسلحة الفتاكة. ولقد استخدم أرباب الفكر الضال، والإرهاب الإنترنت في معركتهم على محاور عدة أهمها: أن يصبح الإنترنت عاملاً مساعداً للعمل الإرهابي التقليدي المادي، وذلك بتوفير المعلومات المهمة والضرورية عن الأماكن الحسّاسة والمستهدفة أو كوسيط في عملية التنفيذ. وثانياً، تأثير الإنترنت الفكري والنفسي من خلال التحريض على بث الكراهية والحقد وحرب الأفكار. وثالثاً، يعطي صورة رقمية من خلال استخدام آلياته الجديدة في معارك تُدار رحاها في الفضاء الإلكتروني والتي لا يقتصر تأثيرها في بُعدها الرقمي ولكن تتعداه لإصابة أهداف أخرى. ولقد تطورت المواقع الإرهابية التي تنشر فكر "القاعدة" وغيرها من المنظمات الإرهابية من أربعة مواقع في عام 1998م إلى قرابة عشرة في 2001م. ومن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حصل لهذا الفكر انفجارٌ في العدد والسعة والكثافة فتحولت من عشرة إلى قرابة أربعة آلاف في غضون أربع سنوات، وهي اليوم تعد حسب إحدى الاحصائيات أقرب إلى 50 ألف موقع. لقد أصبحت الخلية الإرهابية لا يهمها كم من الناس قُتلوا بقدر ما يهمها كم من الناس شاهدوا وتفاعلوا مع الحدث الإرهابي.

* الكثير يلاحظ الدول العسكرية الديكتاتورية مثل كوريا الشمالية، وكوبا، وبورما لم تعان من الإرهاب، ولا تبعاته.. بماذا تفسر ذلك؟
تفسير ذلك وببساطة أن تلك الدول والمجتمعات لا تملك شفافية في الإعلام والطرح وتحجب المعلومات الأمنية تماماً. وهناك كما تذكر التقارير الدولية عددٌ ليس بالقليل من الحوادث الإرهابية التي لا يستطيع المواطن هناك الحديث عنها. مثلاً في كوريا الشمالية اكتُشفت أخيراً خلية ارهابية كانت تخطّط لعددٍ من العمليات داخل البلاد، فكان جزاؤهم أن رمي العشرات منهم وهم عراة داخل حظيرة مسيّجة بها أكثر من 70 كلبا برياً متوحشاً جُوعت لأيام ولم تترك هذه الكلاب لهؤلاء أثراً في غضون دقائق معدودة, في حفلة دُعي إليها كبار الضباط وعلية القوم للمشاهدة وانتشر صداها المرعب والمتوحش.. لكن هناك حجر إعلامي أمني شديد ولا يستطيع كائنٌ مَن كان نشر مثل هذه الأخبار إلا ما ندر منها وتسرّب لوسائل الإعلام مثل الحادثة آنفة الذكر.

* تنوّع الإرهاب في مواقعه، ومذاهبه، ودياناته.. هل يمكن أن يعكس حالة يأس وإحباط من المؤسسات الدولية ودوله العظمى؟
الإرهاب من أصعب الأمور متابعة وفهماً وتعاملاً أمنياً وفكرياً وسلوكياً لذلك تجد المؤسسات الدولية صعوبةً بالغة في المتابعة والتحقق. ولا ننسى جميعاً المصطلح الجديد في الإرهاب "الذئب المنفرد" هو المصطلح الذي تستخدمه المنظمات والخلايا الإرهابية للتعبير عن تكتيك تعمله عند اشتداد الرقابة عليها، ويتم تضييق الخناق عليها لأبعد الحدود، مما يصعب عليها معه العمل بطريقة جماعية منظمة نظراً لقوة الدولة ويقظة أجهزتها الأمنية. ويعد تكتيك "الذئب المنفرد" أو "الإرهاب الفردي" المرحلة الأخيرة التي تصل إليها الجماعات الإرهابية في نزاعها مع الدول، أو بمعنى آخر هو آخر ما في جعبة تلك الجماعات. من هذا نعرف أن الإرهاب أصعب بكثير متابعة وتحقيقاً وعقاباً وتغيير فكر وسلوك من الجرائم السلوكية أو "الكلاسيكية" كالقتل والسرقات والمخدرات. كذلك يجب ألا نغفل أن الخلايا الارهابية تحوّلت من خلايا تسلسلية في بداياتها عندما كانت نشطة وحيوية وتستجيب للمتغيرات الأمنية بسهولة بتغيير تكتيكاتها المرحلية للاختفاء من الملاحقات الامنية, وبعدها انتقلت وتحولت هذه الخلايا لمرحلة الخلايا العنقودية التي تضم خلايا مكوّنة من آمرٍ للخلية أو القائد للمنظمة ومعه عددٌ من الاتباع المنفذين للأوامر بلا نقاش وذلك للاستقلالية وهروباً من الملاحقات الأمنية.

* حسناً.. كيف يمكن أن نعرف أن هناك خلايا نائمة في مجتمعٍ ما؟
الإرهاب يتكوّن من عوامل عدة اجتماعية ونفسية وجنائية، تبدأ المعادلة بأُسرة المراهق المهملة له تماماً، حيث يذهب ويسافر وينام أين ومتى شاء من دون رقيبٍ. وبسبب إهمال هذه الأسرة وأنه ليس عندها وقتٌ للتربية ولا تعرف أصلاً التربية الصحيحة، فدورها كان إحضار هذا الطفل للحياة ثم يتطوّر هذا الدور لإحضار الطعام وقليلٍ من اللباس له، يكبر هذا الطفل وبسبب إهمال الأسرة يهرب من المدرسة؛ لأنها تمثل له سلطةً ونظماً لم يتعود عليهما في حياته الأسرية المهملة، يبدأ يختلط بالأصدقاء في مرحلة المراهقة وهؤلاء الأصدقاء يعطونه شخصيةً اعتباريةً لم يجدها من أسرته والتي ما زالت تعاني التشتت.. بعض هؤلاء الأصدقاء لديهم تصوّرٌ متطرّفٌ عن الدين ونظرة سوداوية للمجتمع الذي يرونه لا يطبّق الشرع على المستوى المطلوب من منظورهم القاصر، يسافر هذا الفتى المراهق بدافع من هؤلاء الأصدقاء لبعض مناطق القتال حول العالم حيث الجهاد والجبهات والمعارك التي تقوي لديه الشخصية التي افتقدها عند أسرته.. ويتعلّم فنون القتال والأسلحة والمتفجرات ويتعلم كذلك ثقافة الموت التي تطغى الآن عنده على ثقافة الحياة من كثرة ما رأى من الموتى والقتلى ومن الدروس والمحاضرات المتطرفة التي تركز على حب الجهاد والشهادة وانتظار الحور العين ونبذ الحياة، وأن الفرق بين الحياة والموت ما هو إلا ثوانٍ معدودة.. يكتب الله لهذا الفتى العودة إلى وطنه؛ حيث الأمن والأمان والمجتمع المسالم الهادئ، المجتمع المتحضر؛ حيث ثقافة الحياة والبناء والتنمية. يعود مع الأسف لأسرة ما زالت تعاني التشتت والإهمال، ولكنه هو الآن عاد بفكر وعقل وقلب جديد غير الذي كان عليه قبل سفره، يصبح في غربة عن المجتمع وعن الناس حيث يلهث الناس مثلهم مثل باقي البشر للحصول على الماديات والكماليات والأمور الترفيهية وعقله وقلبه معلقٌ هناك في الجبهة فهو يعيش بجسده وليس بعقله وقلبه.. وبسبب هذا البُعد العاطفي والنفساني والاجتماعي يبتعد عن المجتمع ويحاول الالتصاق بأصدقاء الجبهة القدامى هناك حيث المعارك والسلاح وقوة الرجال.. ويحن للعودة إلى هذه الجبهات، وهنا تتكوّن ما يسمّى جنائياً (الخلية النائمة) حيث مجموعة من الشباب لديهم أفكار تكفيرية متطرفة بعيدة كل البُعد عن روح المجتمع ولديهم السلاح الذي يعتبرونه جزءاً من شخصية المحارب.

* السجون السعودية.. هل باتت تعاني التكدُّس، وتحوّلت إلى بؤرة لصناعة المجرمين الجدد – كما يتردّد- والدليل التحوّل نحو العقوبات البديلة؟
السجون في جميع دول العالم بلا استثناء تعاني التكدُّس، وكثيراً من دول العالم الآن تحوّلت فكرة العقاب لديها للعمل الاجتماعي الخدمي للمجتمع لأي فئة من فئاته وبأي شكلٍ مما يتطابق مع القضية والحكم الشرعي لتلك القضية. والمملكة تسير بهذا الدرب في التعامل مع العقوبات البديلة كبديل للعقوبات السالبة للحرية "السجون" لبعض القضايا. ولا شك أنه وبسبب ازدياد عدد السكان ومثل ما يتطلب المجتمع فتح مدارس وجامعات ومستشفيات جديدة يتطلب أيضاً فتح سجون جديدة وذلك فقط لازدياد عدد السكان الكبيرة وأعداد العمالة الوافدة. ومع هذا كله ومع زياراتي المتكررة للسجون، لم أشاهد تكدُّساً بمعني الكلمة. كذلك ليس من العدل ولا الإنصاف أن نقول إن السجون تحوّلت إلى بؤرة لصناعة المجرمين الجدد، وذلك لأن السجين دخل السجن لارتكابه جريمة ما, فهو ليس بجديد على عالم الجريمة كما يُقال. أيضاً هناك فصل وتوزيع بين السجناء في العنابر على حسب القضايا والأعمار؛ بحيث يقلل من الاحتكاك بينهم لأقل قدر ممكن. ولا تنس أنك في السجن تتعامل في الغالب مع عددٍ من الشخصيات المجرمة أو المنحرفة وهؤلاء حتى ولو كانوا خارج السجن لتعلموا الجريمة والانحراف بأي طريقةٍ كانت.

* ما أسباب جنوح بعض الأحداث "شباب وفتيات" نحو الجريمة؟
هناك عددٌ كبيرٌ من أسباب جنوح الأحداث، لعل منها الأسرة؛ فالأسرة التي تعامل أبناءها بالعنف الشديد عادة ما يهرب هؤلاء الأبناء للخارج ويلتصقون بأصدقاء السوء ومن ثم يتحوّلون لعلم الجريمة على اختلاف أنماطها وأنواعها. نفس هذا الكلام ينطبق على الأسرة المهملة التي لا تدري عن حالة ابنها وأين يقضي وقته ومع مَن.. هذه الأسرة كذلك تدفع بالشاب للجريمة والانحراف والمخدرات وغيرها من الشرور. المدرسة عامل مهم قد يمنع الجريمة والإرهاب إذا أحسن المعلمون التعامل مع الطلاب وزرعوا فيهم حب الوطن والسمع والطاعة لولاة الأمر. وقد تكون المدرسة معينة وعاملاً مساعداً للجريمة إذا وجد المعلم المنحرف فكرياً أو سلوكياً أو إذا لم تقم المدرسة بعملها التربوي والاجتماعي والتعليمي على الوجه المطلوب؛ خاصة إذا عرفنا أن الطالب يقضي الساعات الطوال بالمدرسة. وتقول أغلب الدراسات الأمنية والجنائية بقوة تأثير الأصدقاء على فكر الشاب وسلوكه، ومن أسباب انحراف الأحداث وقت الفراغ الكبير الذي يعيشه الشاب وهذا يتطلب عملاً جماعياً واجتماعياً من قِبل الأسرة والمدرسة والمسجد والنادي والحي لإيجاد مناشط ترفيهية ومرح للشاب بحيث يقضي وقته بطرقٍ لا يخاف عليه منها. هذا إضافة لعددٍ كبيرٍ من العوامل المختلفة الأخرى.

* ما أسباب انتشار التكفير بين بعض طلاب الجامعات، وضعف الولاء والانتماء للوطن؟
بلا شك هناك عددٌ من العوامل وراء انتشار التكفير بين بعض طلاب الجامعات، وضعف الولاء والانتماء للوطن، لعل أهمها أننا مجتمع شاب صغير السن حيث إن حوالي 70 % من سكان المملكة في سن الشباب، وكذلك هو حال أغلب مَن قبض عليهم من الفئة الضالة هم ومع الأسف في سن الشباب.. إذاً هنا أحد مكامن الخطر فماذا أعددنا للشباب لحمايته من الفكر الإرهابي الذي يقوده للسلوك الإرهابي. والتربية والتنشئة الأسرية لها علاقة كبيرة بالإرهاب، فعندما يشاهد الشاب أو يمارس عليه عنف داخل المنزل يهرب للبحث عن مصدر حماية خارجه, وهنا قد تتلقفه أفراد الفئة الضالة، كذلك البيت المهمل حيث لا يعلم الوالدان بحال الابن ومع مَن يسهر وأين يسافر وأين ينام، هنا دور للوالدين قد أهملاه وتركاه, ثم يأتي الوالد ليقول والألم يقتله إنه فُوجئ بصورة ابنه في الإعلام كأحد أفراد الفئة الضالة, أو أن هذا الابن في إحدى الجبهات القتالية تحت راية "القاعد" أو "داعش" أو "النصرة" أو غيرها. فهل دخل لهذه الفئات الضالة فجأة. ويجب ألا ننسى أن عدداً كبيراً من أفراد الفئة الضالة لهم سوابق جنائية مختلفة. أما ضعف الولاء والانتماء للوطن لضعف البرامج الوطنية. ويجب أن يكون للجامعة والمدرسة أدوار كبيرة، خاصة دوريهما الوقائي والتوعوي، وقد تكون مع الأسف عاملاً مساعداً للإرهاب، فالجامعة والمدرسة تعتبران أخطر المؤسسات الاجتماعية مع الأسرة، المعلم له دورٌ فاعلٌ في صياغة عقول الطلاب وتشكيلها.

* هل هناك من علاماتٍ تفيد بتحوّل الشاب لعالم الإرهاب والفكر الضال حتى يستطيع كل من أسرته ومدرسته وغيرهما من المؤسسات ملاحظة ذلك قبل انخراطه فعلاً في العمل الإرهابي والخلايا الإرهابية - لا قدّر الله؟
نعم، هناك عدة أمور مهمة وحيوية وخطيرة يجب على الأسرة العاقلة والمدرسة المتفهمة معرفتها لدى الشاب في بدايات انخراطه بالإرهاب، والفكر الضال والتكفير، ومن أهم هذه النقاط، التي يجب أن تدق ناقوس الخطر للأسرة والمدرسة وإمام المسجد وغيرهم من المهتمين بأمور وحياة ذلك الشاب كوجود أصدقاء جدد للشاب من أهل الأفكار والرؤى المنحرفة يريد الالتقاء بهم بعيدا عن أسرته. وكثرة الحديث عن الموت والاستشهاد، وأن الحياة لا قيمة لها وأن هذه الحياة مبنية على الصعوبات والشقاء والامتحانات ليميز الخبيث من الطيب، وأنه لا راحة إلا بعد الموت. والسرية الكاملة وعدم الرغبة في إطلاع أسرته على مجرى حياته الجديدة. و​جمع الأموال لأمورٍ سرية لا تعرفها أسرته وحثّ الأسرة على التبرُّع لأمورٍ سرية لا يرغب في إطلاع أسرته عليها. والتحدث عن جبهات القتال والحروب وأن الحرب والجبهات هي مصانع الرجال ويجب أن يكون هناك. والكلام السيئ والبذيء عن الوطن، وأن موطنه هو الإسلام كله ولا تحده حدود. والسهر المتواصل في أماكن غير معروفة ومع أشخاصٍ غير معروفين في أماكن مشبوهة لأوقات طويلة. والتأفّف والضيق من أيِّ مناسبةٍ وطنيةٍ وإن هذا منكرٌ يجب ألا يشارك لا هو ولا أسرته في ذلك. والهروب من المناسبات الاجتماعية مثل حفلات الأسرة المختلفة وحفلات الزواج والأعياد وغيرها من المناسبات؛ لأنه يعيش حالياً بفكر الغربة الاجتماعية والنفسية بعيداً عن جو أسرته والحياة العامة، وهذه الحفلات تمثل له ترفاً ليس هذا وقته. والجلوس مع الأطفال الصغار وتعليمهم أهمية الجهاد وبيان طرق كفر الكافر ووجوب الانسحاب وهجر المجتمع والبُعد عنه.. وإن اجتمعت عوامل منها تصبح خطرة.

* هل نحتاج إلى إنشاء مكاتب الاستشارات الأسرية لتقديم خدمات إرشادية تتعلّق بأساليب المعاملة الزوجية وإدارة الأسرة وتربية الأبناء؟
الحمد لله وبكل تأكيد أرى أننا كمجتمع في أمس الحاجة إلى إيجاد مراكز متعدّدة وكثيرة ومتخصّصة للإرشاد الأسري والاجتماعي. والدليل على حاجتنا لذلك النسب المخيفة من الطلاق ومعدلاته المرتفعة بالمجتمع. كذلك من المهم والحيوي أن يطلب من كلا الخطيبين وقبل عقد الزواج أن يلتحقا بدورات تأهيلية تعدهم لما بعد الزواج ويجب فعلاً التأكد من التحاق الشاب والشابة بهذه الدورات، وأن نختار لها الأفضل والأحسن من الكوادر التدريبية المؤهلة.



* هل من كلمة أخيرة؟
الكلمة والنصيحة الأخيرة لجميع الإخوة والأخوات أن وطننا هذا أمانة في أعناقنا جميعاً ونحن مسؤولون عنه. ويجب أن يعمل كل منا - حسب قدرته وتخصّصه - لحماية وطنه ومكتسبات الوطن، وأن ننشر بين شبابنا وشاباتنا وصغارنا حب الوطن وحمايته والذود عنه ونركز عليهم بمفهوم السمع والطاعة لولاة أمرنا. وكذلك نعلّم الأجيال، خاصة الشباب، بخطر الإرهاب والفكر الضال، وأن ننشر بين الجميع فكرة أن المواطن هو رجل الأمن الأول والابتعاد عن السلبية, فعندما يكون وطننا وأمنه واستقراره بالمحط تكون السلبية والحياد جريمة بكل ما تعنيه الكلمة.

ولا أنسى هنا كلمة رائعة لأحد القادة العظام عندما قال: لا تذكر مطلقاً ماذا فعل وطنك لك, ولكن دائما تذكّر واسأل نفسك ماذا فعلت أنت لوطنك؟ فليسأل كل منا نفسه فعلياً ماذا قدّم لوطنه وأمن الوطن والسمع والطاعة لولاة أمرنا. وأدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يديم على وطننا نعمة الأمن والامان والاستقرار والخير تحت قيادة والدنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده - حفظهم الله - وأن يستمر هذا الوطن لقيام الساعة شعلة خيرٍ ونورٍ وسعادةٍ للإسلام والمسلمين وللإنسانية أجمع.
__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون