تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتديات الأدبيـــــــة > منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح
منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح ( شعر فصيح - قصة - خاطرة - شعر التفعيله - القراءات الادبية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 05-26-2011, 12:44 AM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

أخي الكريم مرشود العطافي
بل روحك الوضاءة , ومعدنك الذهب

مرحبا بإطلالتك
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 05-26-2011, 12:52 AM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

ذهبت إلى الطبيب لمحت شيئا على ملامحه وانتابني أحساس غريب جعلني أتاملُ وجهه
وما أن جلست أمامه حتى بادرته بالسؤال: خير يا دكتور ؟
- مبارك يا أمل أنت حامل
- رديت بصوت ساخر ..أنا غير متزوجة فكيف أكون حاملا ً؟!
ظهرت علامات التعجب على وجهه وظهر الاحتقان على صلعته مبديا شرايين وأوردة رأسه
- أنت سوف تجعلينني أجنُّ. هل أنت أمل سعد الصالح ؟
- نعم أنا أمل سعد الصالح لكنني غير متزوجة فكيف أكون حاملا ؟! ربما أخطؤوا في كتابة بياناتي وأعطوني تحاليل امرأة أخرى..
- مستحيل!!. هذه تحاليلك
غشتيني سحابة سوداء مظلمة تزعزع قلبي من رعدها وما لبثت أن أمطرت سيلا من الدموع.. أرجوك يا دكتور أعد لي التحاليل مرة أخرى
- نعم سوف نعيد التحاليل ونتأكد
وذهبت إلى المختبر وصدري يعلو ويهبط من جراء العبرات المختنقة بداخله استندت على يد تلك الممرضة التي رأيت في عينيها الإشفاق على حالي..ذهبت لدورة المياه , حاولت أن أتقيا ولم استطع أخذت أغسل وجهي بالماء مستجدية عينيَّ بأن ترسلا أكبر كمية من الدموع ولكن العاصفة التي تلقيت جمدت كل شيء حتى دموعي
آه ماذا لو كان هذا الخبر صحيحاً ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
تمنيت لو أن الأرض تنشق وتبتلعني بداخلها و فتحت الباب وإذ بالممرضة تنتظرني لتصحبني إلى غرفة الانتظار. لم يحن علي إلا هذه الممرضة الفلبينية أجلستني بقرب باب غرفة الانتظار التي بدتْ مكتظة بسيدات يتوشحن السواد بل أنني أجزم لو كن متدثرات بمعاطف بيضاء نقية لرأيتها سوداء كالحة كمستقبلي إن كانت تحاليلي صحيحة.

أحسست أن كل شيء يسخر مني حتى تلك الحمامة الراقدة على بيضها فوق شرفة النافذة
تناهى إلى سمعي امرأة تقول لأخرى الحمد لله أكرمني الله أنا حامل بعد انتظار دام خمس سنوات والحمد لله منَّ الله علي . إن طبيبة النساء والولادة في هذا المستشفى ماهرة و الكل يثني عليها - تمنيت لو كانت التحاليل التي عند الطبيب تحاليلها وليس تحاليلي - والأخرى تنظر لها وكأن عينيها تقولا أحييت الأمل بداخلي سبحان الله هذه تتمنى الحمل وأنا أتمنى أن أموت و لا أكون حاملا .. فأين يكمن جمال الخبر أبذاته أم بظروفه ووقته المناسبين ؟!!
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 05-26-2011, 01:01 AM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

أخواني وأخواتي الكرام , والله يعجز لساني عن شكركم على المتابعة والتشجيع
كنت أظن أن هذه القصة لن ترى النور أبدا , ومن خلالكم كسبت الثقة بحرفي
فلكم من الشكر أجزلة , ومن الدعاء أصدقة
وسأنزل كل يوم إربعاء جزء من هذه القصة..وجدت أن مراجعتها وتدقيقها يضاهي كتابتها , كما أن كلماتكم حملتني أن أجعلها لكم هنا بأبها حلة

لاعـــدمتكم
يحفظكم الرحمن ويرعاكم
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 05-26-2011, 01:49 AM
الصورة الرمزية شيهآنه
شيهآنه غير متواجد حالياً
مشرفة منتدى المواضيع العامة ومنتدى اليوم الوطني
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: مكه
المشاركات: 14,536
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

واصلي
متابعه بشوق
__________________


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 06-01-2011, 09:07 PM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

مرحبا بك شيـــهانة وبأشواقك


لا تحرميني نور إطلالتـــــك
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 06-01-2011, 09:10 PM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

و لم أطق الانتظار فمهما كانت قسوة الحقيقة فلا بد أن أميط اللثام عنها وأزيح أوراقها المتساقطة إيذانا بخريف عمري أو تجديدا للباس الربيع
- سماح سماح .. عيناها الناعستان نبأتاني أن رموشهما كانا في عناق لم يدم طويلا
- نعم نعم ما بك يا أمل
-أرجوك خذيني إلى عيادة الطبيب .
أصبح الطريق إلى العيادة طويل وشاق و في الحقيقة لا يفصل بين عيادتي وبين استراحة النساء سواء عيادة الأطفال التي تنبعث منها صرخات تلهب جرحي.
انزلقت يدي من يد سماح وعانقت مقبض باب العيادة , فسرت في جسدي شحنات متضاربة فأخذت أرتجف منها ..غسلتني سماح بنظرة إشفاق.. ما بك يا أمل ؟
- ما عساي أن أقول لك , أرجوك انتظريني خارج العيادة
دخلت على الطبيب الذي كان يتحدث بالهاتف ويبتسم.. لم يكترث لدخولي ووضع السماعة ببط واسترخى على كرسيه ,رمقني بنظرة كسرت جليدي .
فبدأت عيناي بسفح مائهما . لملمت حبال صوتي من بين سيل دموعي فخرجت كلماتي متقطعة
- هل أتت تحاليلي يا دكتور؟
- لا لم تأت ..أجلسي
وطلب من الممرضة الذهاب إلى المختبر لاستيضاح النتيجة
توقف الزمن,, وأوقفني معه في ظهيرة مشتعلة يغلي معها جميع جسدي , تُشاركها رياح السموم التي هبت ما أن فتحت الممرضة الباب .. قفز قلبي هلعاً عندما رأيت معها الأوراق و أخذت أرتعش كمن ينتظر نطق القاضي بحكم الإعدام
- نعم يا سيدتي هذه تحاليلك وبالفعل تثبت بأنك حاملا
لم أكن قادرة على استجماع أنفاسي اللاهثة.. أوشكت أن أدخل في إغماءة .سمعت صراخ أمي يصم أذنيّ, ووجه أبي المتجهم يحيط المكان حولي , وضعت يديّ على وجهي كي أتقي رؤيته , وأخذت أصرخ
لملمتْ سماح شتاتي وضمتني بين ذراعيها.. و بدأتُ أهذي هل تذكرين يا سماح عندما خرجت مع أم عبدالله ؟
لقد سلمتني لوحش فعل فيَّ فعلته وأنا أحمل اليوم وزرها
- اهدئي يا حبيبتي
صوتي يملا جنبات ذلك المستشفى , ويجلب انتباه كل من فيه.. أدخلتني لغرفة الانتظار حتى تتمكن من السيطرة علي .
-تلقفتني السيدات .. خير يا ابنتي ما الذي حدث لك ؟
ولم استطع الكلام و كذلك سماح التي أخذن يلححن عليها بالسؤال عن سبب انهياري بهذه الدرجة.. أخذ عدد السيدات يتناقص و اقتربت مني تلك السيدة التي أتت بي من المختبر
-ما بك يا ابنتي؟! بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهي تمسح بيدها الطيبة على جسدي ..انحنيت على صدرها وأجهشت بنحيب مرٍّ يا خالة أتت إليَّ امرأة في مكان شغلي وبعد توطد العلاقة بيني وبينها أخبرتني أن لديها شاباً يريد الزواج مني , والزواج خير لي من هذا المكان الذي أعيش فيه , وبعد عدة محاولات منها وافقتها بالذهاب معها ليراني ,وضعوا لي المخدر في العصير وفعل بي فعلته وأنا الآن حامل , وأنا غير متزوجة
- يا ابنتي اتصلي بالشرطة فلن يأتيك بحقك من هذه المجرمة إلا الشرطة خذي هذا رقم المركز, وأنا يا ابنتي تأخرت كثيرا ,ولابد أن أذهب الآن فأبني ينتظرني بالسيارة..
من شدة حماسي للانتقام من تلك المجرمة اتصلت بالشرطة بدون تفكير وكذا سماح أظنها كانت تعاني من شلل فكري فلم تبد أي رأي . لا أعلم ماذا قلت لذلك الشرطي المستقبل لمكالمتي ولا أعلم كيف وصلت إلى هذا المركز كل ما أعلمه الآن أنني في هذه الغرفة محجوزة ولا أعرف هل أنا متهمة أم ضحية ؟!
وشريط هذه الأحداث يتردد عليّ ألف مرة, وقد أدخلت نفسي إلى هذا العالم المجهول .. مجهول بشخوصه وأمكنته ودروبه ..
- تعالي الضابط يريد مقابلتك ..لو لم تتكلم لظننتها تمثالا فملامحها لا تنبئ عن أية روح .. أظنها ألقت أحاسيسها ومشاعرها في أول حاوية نفايات قابلتها وهي في طريقها لهذا المكان .. فكل من في هذا المكان يجب أن يتجرد من مشاعره
دلفنا مع ممر كأمعاء تمساح أبتلع فريسة سهلة جعلها تتدحرج مع أمعائه كيفما شأت , وبعد عدة انعطافات طرقتْ باب تلك الغرفة وأدخلتني وجلستْ بجانب الباب رأيت هذا الذي يقبع خلف تلك الطاولة وهالني منظره فأول ما رأيت فيه صدره البارز إلى الأمام وتلك العيّنين المخيّفتين ,وشارب يشكو الإهمال فتراكم مغلقا فتحي الأنف
- تعالي يا أمل هنا
لم استطع الحركة تخشب جسدي .. آآه يا ليتني أستطيع الفرار من هذا المكان ..وبصوت نزر
- تعالي بسرعة وأجلسي على هذا الكرسي
ألقى علي سؤال ملت شفتاه من تكراره فأنزلق من بينهما بسلاسة
- اسمك الثلاثي وعمرك ومقر إقامتك ؟
- أمل سعد الصالح , عمري 18سنة , أعمل في مشغل الفاتنات النسائي
- متى اشتغلت في هذا المكان , ولِم ؟
- منذ ما يقارب السنتين , لأني من أسرة فقيرة وحاولت أن أجد دخل يساعد أسرتي ووجدت عمل في هذا المشغل
- أين تسكنيّ ؟
- اسكن في سكن العاملات في المشغل.. لأن أسرتي في قرية تبعد 500كلم عن الرياض
- كيف حصلت على هذه الوظيفة ؟
- صاحبت المشغل لها أقارب في قريتنا , وفي أحدى زيارتها لأقاربها التقت بأمي التي كانت كثيرة الشكوى من أحوالنا المادية وأشفقتْ عليها وأخبرتها أن بإمكانها أن تجد لي شغل في مشغلها
طبعا أمي وافقت على الفور , وأبي لم يمانع من أن أنتقل وأسكن في مقر عملي فهو بخيل جدا ولا يهمه إلا جمع المال من أي مكان وفي أي طريقة
- ماهي قضيتك ؟
دموعي سبقت إجابتي , فهي منذ سماعي لهذا الخبر تحفر أخاديدا على وجنتيّ
أعطاني كأس ماء كان على الطاولة ..اشربي وارتاحي وأحكي بالتفاصيل الدقيقة
الماء ما أن يلامس طرف لساني إلا ويتحول طعمه مرا علقما, ألساني تحول مع هذه الحكاية التي لم أعد أنطق سواها فأصبح مرا بمرارتها ؟

الحكاية بدأت قبل سنة تقريبا أو أقل بقليل حيث أتت إلينا زبونة في المشغل اسمها ( أم عبدالله) فلم أعرف لها اسما غير ذلك ,وصارت تتردد على المشغل وتتحدث إليّ كثيرا أحببتها وتوثقت العلاقة بيننا, وبدأت أقول لها كل أسراري وأطلعها على أحوالي وكانت تحن على وتشاركني آلامي وتقول لي سوف أساعدك و يوما من الأيام أتتني ووجهها يتهلل فرحا ,
وقالت: أبشري يا أمل فقد وجدت لك رجلا غنينا يريد زوجة تسعده.. وأخبرته عنك وتحمس للارتباط بك . كنت مذهولة وأنا أسمع هذا الخبر فلم أفكر يوما بالزواج ,وأردفت بالقول : طبعا هو غنيا وسوف يفتح لك مشغلا تكونين أنت صاحبته بدلا من العمل في هذا المشغل وكأنك مقيمة وليست سعودية ..
كنت مندهشة وأردد : رجل غني يتزوجني ؟!
وكانت ترد وأنت ماذا ينقصك جمال وشباب - ما شاء الله عليك- كاملة من جميع النواحي
وقلت لها : حسنا سأعطيك رقم والدي ويذهب هو ويكلمه
وقالت : أكيد أكيد يا ابنتي
وكتبت لها الرقم وأخذته وهي تردد الدعاء بأن يجعله الله من نصيبي , ويعوضني عن كل ألم رأيته في حياتي
وبعد يومين أتت إلي وقالت أخبرته وفرح بموافقتك ولكن لدية الآن بعض الأعمال حالما ينتهي منها فإنه سوف يذهب لمقابلة والدك ,أخذتْ تدغدغ أذنيّ بجمال الحياة التي أنا مقبلة عليها وتلك الفلة التي سأسكنها ,وذاك المشغل الذي سأمتلكه , ولم أنم تلك الليلة بل سهرتُ مع أحلام اليقظة ,وبعد أسبوعين أتت إلينا وقت الظهر يوم الخميس كانت عادة تأتي إلينا بعد المغرب , وقد استغربتُ مجيئها في هذا الوقت!!
تغدينا سويا, واستأذنت سماح فهي تريد أن تذهب لزيارة أختها والمبيت عندها تلك الليلة
- من هي سماح ؟
- سماح كوافيره تشتغل معي في المشغل
- سعودية ؟
- لا.. مغربية
- هل تنام معك في نفس السكن ؟
نعم تنام معي في نفس السكن لكن صاحبة المشغل تعطينا إجازة يومين من كل شهر وعادة يكونا الخميس والجمعة.. أنا أذهب إلى أهلي وسماح تذهب إلى أختها , أنا لم أتمكن من الذهاب ذاك الأسبوع لأن أبي لم يأت ليأخذني هكذا أخبرني ولم أعلم ما هو السبب , وأم عبدالله كانت تعلم مسبقا إنني لن أذهب فلم أكن أخبي عنها شيئا, فلما خرجت سماح ,ولم يبق إلا أنا وهي نظرت لي طويلا ثم قالت :
- يا أمل العريس يريد أن يراك
- نعم .. يراني !!
- هذا شرطة الوحيد لكي يتقدم إلى أهلك رسميا
- وكيف يراني ؟
- الأمر سهل أتصل عليه وننزل أنا وأنت يأخذنا في السيارة ويراك ويتحدث معك ولا تخافين أنا سأكون معك
- لا لا مستحيل !!
- لا تفوتي الفرصة منك.. فأخذتْ تارة ترقص على جراحي مقارنة حالي بحال الخادمة , وتارة تغني حياة الغِناء التي سأطرب بها إن وافقتها وذهبتُ معها
قالت فقط عشر دقائق يراك وتتكلمون وهذا سيكون زوجك وسيخاف عليك . وأنا معك لِم الخوف والتردد ..ألا تثقي بي ؟
ومع أذآن المغرب صليت وهي تحثني على التعجيل وخرجنا أنا وهي وإذا بسيارة (جمس سوبر) واقفة عند باب المشغل فتحتْ الباب وطلبتْ مني الركوب وركبتُ وركبتْ بعدي
قال أهلا وسهلا يا أمل وهو يلتفت إلى ,هالني شكله فالتجاعيد تملا وجهه وخمنت أن عمره أربعون إن لم يكن تجاوزها
سألتُ أم عبدالله من هذا ؟
لكزتني بكوعها ..أسكتي
ظننت أن هذا أحد أقربائها وسوف يوصلنا إلى العريس المنتظر
قال: لم لا تتكلمين يا أموله ؟ والتفت إليّ وأزاح الغطاء عن وجهي
صرخت وأنا أتمسك بغطائي وأنقبض قلبي وتمنيت لو أخرج من هذه الموقف الذي وضعت نفسي فيه
ردت أم عبد الله: هو يريد مداعبتك فقط ثم هو زوجك
قلت: والشارع المكتظ بالناس , فالجميع يرون وجهي
قالت :يا ابنتي هو يمازحك فقط . صرخت بهم أرجعوني أرجعوني إلى المشغل . خلاص لا أريد هذا الزواج أرجعوني أرجوكم
قالت سنرجعك فقط اهدئي , صراخك صار مُلفتٌ للانتباه
-قال: ما بك يا أمل ؟! سنتنزه قليلا
-قلت: لا أريد هذه النزهة , سوف تأتي أم فيصل ولا تجدني في المشغل وتسألني أين كنت؟
أرجعوني أو أنزلني بهذا المكان
قال : سنرجعك لكن لابد أن نضيفك شيئا .. ليس من المعقول تخرجين معنا ولا تشربين شيئا
ولم نكن قطعنا طريقا بعيدا عن المشغل .. أخذ انعطافة الطريق ورجعنا أوقف سيارته أمام بوفيه رجع وفتح الباب الذي بجانبي وأعطاني كيس به عصير وتعمد مسك يدي سحبت يدي منه
قال :مابك أيعقل تشتغلين بمشغل ولم يسبق أن خرجت مع أحد ؟!!
بدأت زلازل الخوف تهز كياني , فكرت أنزل وأهرب وخفت ,,وآآه ليتني فعلتها
أخذت أم عبد الله الكيس وأعطتني عصير ماكينة وما أن لمست يداي العصير وأحسست ببرودته إلا وضعته بفمي أريده يزيل جفاف حلقي ,ويرجع أنفاسي التي تكاد تتقطع ,تذوقت طعمه كطعم الحليب بالموز ولم أشغل بالي بماهية هذا العصير ,رأيت هذا الوحش الذي يقود السيارة يتعمد أن يقف خلف طابور السيارات عند الإشارة ,أحسست بدوار وبدأت رؤيتي تتزعزع وغشي عينيّ ضباب كثيف ..ظننته من شدة الخوف الذي أعتصر قلبي . أخذتُ أتكلم ولا أعِ ما أقول وغبت عن الدنيا

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة السلمي ; 06-01-2011 الساعة 09:33 PM
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 06-03-2011, 06:27 AM
الدكتور سليم السلمي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 27
افتراضي تمتلكين الأسلوب القصصي

في المجمل تميزت القصة بالأسلوب القصصي الذي يسعى إليه القاص الماهر، حتى تصل الفكرة في أسلوب سهل يجعل المتلقي ينظر إليه بشوق وإثارة، تمنحه فرصة الإطلاع، ومتابعة الحدث.
استخدمتي اللغة الشعرية في القصة، وهذا من المستحسن " أحسس أن كل شيء يسخر مني، حتى تلك الحمامة الراقدة على بيضها فوق شرفة النافذة ". وفي مقطع آخر " لملمت حبال صوتي من بين سيل دموعي، فخرجت كلماتي متقطعة". وفي هذا المقطع أيضًا " دلفنا مع ممر كأمعاء تمساح، أبتلع فريسة سهلة، جعلها تتدحرج مع أمعائه كيفما شاءتْ". هذه اللغة الشعرية، التي يمتلكها الأديب المتكامل، أُهنئك عليها.
حاولي أن تبتعدي عن بعض االعبارات، التي تخالف الواقع المعاش، " وكان ضخم الجثة، أصلع الشعر، بدأ الشيب يخالط لحيته القابعة على رأس حنكه العريض، ذكرني بذلك الوحش...". هل المريض يقترب من الطيب، أم يبتعد؟. وجهة نظري أن المريض يحاول دائما أن يقترب من الطبيب؛ لأنه يريد الشفاء من الألم الذي يصارعه، ولا يراه كالوحش، وهذا يخالف الواقع المتعارف عليه (المعاش حاليًا).
وفي مقطع آخر تقولين" اوقفني معه في ظهيرة مشتعلة، يغلي معها جميع جسدي، تشاركها رياح السموم". هل المستشفى مشكوفة، أم تتميز بالتكييف، والبعيدة عن رياح السموم؟. في وجهة نظري أن المستشفى حاليا تتميز بالراحة، والهدو، وتشوبها رياح السموم.
فهذه العبارات تميت النص، وتجعل المتلقي( السامع أو القارئ) يبتعد عنه؛ لأنه يناقض الواقع الذي يعيش فيه.
وهذه الملاحظات لا تقلل من قيمة هذا العمل القصصي الطيب، الذي يجعل المتلقي ينظر إليه بعين الاعتبار، وحينما يمتاز بمعالم جذرية النص النثري، ويلتزم بقواعده الفاعلة، وحبكة تشابه حبكة الروايات العالمية الشهيرة.
وفي نهاية المطاف أقول أنت تحملين مستقبلاً زاهرًا يفوح بالعطر القصصي، والروائي مستقبلاً، وعلى هذا المسار لا تباعدين رجاء العالم ورجاء عبد الله الصانع في صنع الرواية إن شاء الله.
أرجو أن تكملي مسيرتك في الرواية، والقصة.
تحياتي

التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور سليم السلمي ; 06-03-2011 الساعة 10:21 PM
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 06-03-2011, 08:36 PM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

أستاذي الكريم الدكتور سليم السلمي
سعيدة بأن شرفت نصي المتواضع , وسعدتُ بنقدك ورايك

((توقف الزمن,, وأوقفني معه في ظهيرة مشتعلة يغلي معها جميع جسدي , تُشاركها رياح السموم التي هبت ما أن فتحت الممرضة الباب )) في هذا المقطع أردت أن أبين حال البطلة وهي تنتظر الخبر الذي سيحدد مصيرها , ورياح السموم أردتها كناية عن الخبر الذي ستزفه الممرضة لها , ولكن يبدو أني لم أوفق بذلك
وإن شاء الله سأتدارك ذلك في الأجزاء القادمة

النص سيبقى حيّا مادام هناك دكتور أمثالكم يضع يده على الداء ويصف الدواء

أستاذي الكريم شهادة والله أعتز بها , وأعلقها فخرا على جبين حرفي

بارك الله علمك وعملك وعمرك

احتاج أن تنير لي طريقي , فلا تحرمني نورك
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 06-16-2011, 01:51 AM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

صحوت على رشات من الماء تحثوها أم عبدالله على وجهي نظرت حولي ولم أجد إلا ظلمة الليل سألتها: أين أنا الآن؟!
قالت: أغمي عليك معنا وأتينا بك إلى هذا المكان نحاول أن نصحيك
بدأت الأحداث تنساب إلى ذاكرتي , فإعترضتها أم عبدالله بقولها: انهضي لتركبي السيارة
نهضتُ بتثاقل كنت كقطعة ثلج هوت عليها مطرقة من يد إنسان يكاد يقتله العطش.. فقد كان جسمي باردا و مكسرا, توكأت عليها وسألتها :
- كم الساعة الآن ؟ وقد كنت أخمن أنها الثامنة مساء
- الرابعة فجرا
-الرابعة فجرا!! ما الذي حدث لي ؟!
- لا أعلم كان مغمى عليك طوال هذه الفترة, ونحن نحاول أن نصحيك , ولم نستطع أن نأخذك إلى المستشفى لأنهم سيسألون عن قرابتنا لك ؛خفنا عليك
- آآه بالتأكيد صاحبة المشغل عرفت أنني خرجت من غير إذنها
-لا تهتمي سأنزل معك, وأعتذر لها ,وأخبرها بما حدث لك , ثم أم فيصل تعزك وتثق بك
ولما وصلنا المشغل نزلت معي ,فأنا لا أستطيع أمشي وحدي , فتحتْ باب المشغل فدفعتني, وأغلقتْ الباب أردت فتحه لأناديها فهي طوق النجاة الذي أتشبث به ؛ولكني سقطتُ مكاني ؛وبعد جهدٌ جهيد صعدت درجات سلم المشغل ,وذهبت إلى دورة المياه أستحم شككت بالأمر , ولكن لجهلي وقلة حيلتي فضلت الانطواء على نفسي والتكتم ؛ كما أني لما صحوت كانا موقفين السيارة في مخطط سكني , وكنتُ مُسندة على عجلة السيارة , وعباءتي تحيط جسدي ؛ مما جعلني أصدق رواية أم عبدالله ...
ومنذ ذلك الحادث بدأت صحتي تتراجع تدريجيا, حتى إن أمي لا حظت ذلك عندما ذهبت إليهم في الأسبوع التالي ؛مع أنها نادرا ما تكترث لأمري ,أو تهم لشأن من شؤوني, وبالأمس ازدادت حالتي ونصحتني سماح بالذهاب إلى المستشفى , ولم يكن أمامي حل غير ذلك -لأني حريصة على ألا أنفق الكثير من المال راتبي أربع آلاف ولا يبقي لي أبي منه إلا ألف ريال - وبعد ما أجرى لي الدكتور الفحوصات أخبرني أنني حاملا ,ولم أُصدقه وطلبت إعادة التحاليل, وأعادها لي , وأكد أنني حاملا بالشهر الثالث.. براكين صدري أخذت تقذف حممها زفرات تكاد تحرق شفتيّ
- اهدئي يا أمل حتى نتمكن من مساعدتك والانتقام لك من هذه المرأة
- أي انتقام سيعيد لي ما ذهب .ثم كيف ستأتون بهذه المرأة ؟
- أنت من سأتي بها
- أنا !!..كيف؟
- هل معك رقم هاتفها ؟
- نعم
- اتصلي بها ,واطلبي منها أن تأتي إليك
- أنا في كل مرة أتصل بها تتهرب مني , في البداية كنت ساذجة لا أعلم ما بها ,والآن عرفت السبب ..
- اتصلي بها خذي الجوال, اجعليه مفتوحا أريد سماع ما تقول لك
- ألو أم عبد الله
- لا لست أم عبدالله .. من معي؟
- أنا أمل
- من أمل ؟
- أمل الصالح التي تشتغل بمشغل الفاتنات
- أنا لا أعرف أحدا بهذا الاسم ,ثم أنا لست أم عبدالله
- ألو ألو
-................
ما أن التقت نظراتنا حتى صرف نظره الحائر عني , مدعيا انشغاله بالأوراق التي أمامه , ثم خاطبني بصوته الجهوري سنأتي لك بجوالك ,واتصلي عليها منه , واطلبي منها أن تحضر لك في المشغل ..
أرى في عيّنيه الشفقة والشك والحيرة ..مشاعر ازدحمت فخشي أن تنطق بما لا يريد , فصوبها نحو الباب يستجدي تلك المسئولة أن تأتي بجوالي على عجل

- ألو.. أم عبدالله
- ماذا تريدين ..ألم أقل لك لا تتصلي على هذا الرقم؟
- أرجوكِ يا أم عبدالله أُحضري إليّ فأنا بحاجه إليك ..لدي مشكله, وأريد مساعدتك
- أنا لا أعرفك ,ولا تتصلي على هذا الرقم مرة أخرى ؛وإلا سوف أتصل بأبيك وأخبره, أنكِ امرأة فاسقة تخرج مع الرجال. أنسيتي أنك أعطيتني كل أرقام أهلك ؟!لا تتصلي مرة أخرى, وإلا اتصلت بهم وأخبرتهم

- آآآه الآن تغلقين الهاتف في وجهي... أين أياما كنت تقولي رؤيت رقمك على شاشة جوالي تبعث في قلبي الفرح والسرور!!.. كنتِِ حية تسعى إليّ بكل الطرق, وأنا غافلة اقترب منها بدلا من الهروب ..عرفتِ متى وكيف تلدغينني!!
ليتك زدتي جرعة سُمكِ, وأرحتني من هذه الحياة بدلا من هذا العذاب
- اذهبي الآن ونحن سنحاول نحن التوصل لها

مضى عليّ يومان وأنا أقيم في هذا المكان..
وسواد الهم ران على كل أوقاتي فلا غروب أرى ,ولا شروق , بل إن الليل والنهار أصبحا على خصام فكل منهما لا يريد أن يترك مكانه للأخر ,غير عابئين بهذه الضحية المعلقة بينهما ,
أُجرجر مع هذه الدروب ذهابا وإيابا ,وأُغمس بنفس الأسئلة , وأتنفس الشك حتى تلوثت رئتاي , فلم تبقيا لي إلا ثقب إبرة , هذا الثقب الذي أحكم الضابط سده اليوم عندما قال لي : لا بد أن تعطيني رقم هاتف ولي أمرك أخيك أو أبيك , حتى نتصل به فلابد من حضور محرم معك عندما تعرضين على القاضي
حتى أعرض على القاضي!! ..هل سأذهب إلى المحكمة ؟
نعم ..لا بد من إحالة قضيتك إلى المحكمة, فنحن لم نستطع أن نقف على أطراف أخرى غيرك في هذه القضية

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة السلمي ; 06-16-2011 الساعة 12:11 PM
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 06-29-2011, 03:20 PM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: أحتراق أمـــــــل

قضيتي مضى عليها أسبوع وها أنا ذا خلف هذا القضبان أتجرع مرارة الأسى , فقد حكم علي القاضي بالسجن سنتين , وليته حكم علي بالسجن المؤبد, فكيف سأخرج بعد هذه الفضيحة؟!
وإلى أين أذهب وأبي قطع هذا الغصن النافر , وطوح به بعيدا , واتبعه ببصقة يريد منها أن تطفي شيئا من غضبه ؛ أعلم أن انقطاع الثمر من هذا الغصن هو من جعله يبتره دون تردد , وليس نفوره الذي شوه دوحته الخضراء كما يدعي

فصدمت في انقطاع الثلاثة الآف التي تأتيه كل شهر , تفوق كل خزي وعار

صحتي تتناقص ,وبطني يزداد في الكبر
أتكور على نفسي أريد أن أدس رأسي عن العالم بأسره, وليس فقط عن هذه السيدة التي تشاركني الغرفة ..
حزني ضاق به الفضاء فتلبد غيوم , ما لبثت أن أرسلت دموعها
دغدغت ذاكرتي ضحكاتي وأنا أندس تحت أبط جدتي , ونحن جالستين تحت تلك السدرة الضخمه في فناء بيتنا ..
المطر يهطل ,وأوراق السدر تتطاير من حولنا والبعض يشارك حبات المطر المتسللة من بين أغضان السدر , ويهبط على رؤوسنا ..
اختلطت رائحة السدر برائحة الثرى ,وكذا رائحة أمشاط جدتي التي تخفي به شيب شعرها.. كنت أنعم بربيعي السادس ولم أكن أعي من الدنيا إلا اللهو واللعب ؛ وحضن جدتي الدافئ مخبأي , وكل سؤال يقفز إلى كنانة عقلي أوجه لها , فتارة تعيده لي يحمل ثمرة تغذي عقلي الصغير , وتارة تكتفي بأن تخفف حدة بقولها (حين تكبرين ستعرفين )
لم تضجرها سهامي يوما.. إلا عندما تتجه لشجرة السدر ,وسبب عنايتها الفائقة بها , ولِم لا تسمح لأبي بأن يقتلعها؟
لكي ترتاح من عناء هذه المعركة التي تصول بها أمي وتجول ؛مدعية أن هذه الشجرة تشوه جمال مدخل البيت ,ولابد من اقتلاعها , وتختم معركتها بقولها:
أسأل الله أن يعجل بيوم تُغسلين بأوراقها ,وأنت ساكنة سكون يريحني منك ؟!
أتعجب من حلاوة دعوة أمي- فجدتي حريصة على أن تغتسل بورق السدر , فنظافتها مضرب مثلُ حيّنا الصغير , ونضارة جسمها مثار غيرةُ أمي وجاراتها -فلِم تدعو على جدتي بتلك الدعوات , وهي تعلم حبها للنظافة ؟
لم أسمع جدتي تؤمن على دعوتها تلك إلا مرة واحدة
حينما أتيت من المدرسة مع ختام معركة بدأ لي أنها امتدت أكثر من ساعتين , وكانت جدتي حانقة وتؤمن على دعوات أمي ..
ارتجف قلبي من صوت تأمينها ,كان حار صادقا , تفتحت أبواب السماء لتلك الدعوات, وجاءت الإجابة بعد يومين
منذ أن خطف الموت جدتي ,ومعاناتي كل يوم بازدياد ,جعلتني أمي محطتها التي لابد أن تتوقف فيها كل يوم .. أقسمت يوم وفاة جدتي أن أعتني بتلك السدرة وأحبها كما كانت تحبها ,
و أن اسمي أكبر بناتي باسمها لتبقى ذكراها خالدة
- ابنتي ابنتي

هل سأسمي هذه البذرة الخبيثة باسم ذاك الملاك الطاهر ؟!

-لا لا

-أمل أمل مابك ؟
أول مرة تناديني باسمي , فقد كانت كلماتنا الشحيحة , تخلو من أي نداء أو نظرة .
يا للهول هذا المكان كيف يرسم بصمته على وجه كل من دخله ؟
كيف يجعل الوجوه شاحبة مصفرة كأوراق الخريف تعبث بها الرياح في كل اتجاه ؟!
أوراق سقطت لا أمل لها بالرجوع إلى الحياة ..
أرادتْ أن تزيح نظراتي عنها ,فالتفتتْ إلى النافذة
- تعالي نخرج بهذا المطر لعله يغسل بعض همومنا
غسل الهموم حمسني للخروج ,لكن البركان الذي بداخلي لن تطفئه حبات من المطر
وما أن وطأت قدمي آخر درجة من درجات باب الخروج الذي كان التراب يغطي ملامحه بفعل العاصفة التي سبقت المطر حتى هويت على وجهي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون