روايه سعودية1400ه1980م

ك/ محمد عبده يماني
فتاة من حائل
الطبعة الاولى
1400ه1980م

هبط هشام من سيارة الاجرة أمام مبنى الجامعة وتوجهمسرعا إلى مكتب المسجل وقد بدت عليه

معالم اللهفة فقد ادى امتحان البكالوريوس في الهندسة وجاء اليوم لمعرفة النتيجة

وما ان دخل مكتب المسجل حتى وجد بعض زملائه ينتظرون وقد بدت على وجوههم مثله معالم

اللهفة والقلق وفيالوقت الذي سمح فيه لطلاب البكالريوس بمقابلة المسجل كانت مجموعات من

الطلبة السنوات الاخرى تنتضر في القاعة الرئيسية

وراح مهندسو المستقبل يتبادلون الاحاديث والتعليقات حول مواد الامتحان وابدى أكثرهم تخوفه من

نتائج مادة القوى لان الاسئلة جاءت على غير ما كان متوقعا بينما كان هشام يقف مطرقا

ممااسترعى انتباه زميله عبدالعزيز الذي اقترب منه متسائلا عما إذا كان سبب ذلك الوجوم هو تفكيره

في موضوع التقديرات وتأثيرها على إمكان عمله في الكلية كمعيد فرفع هشام رأسه وقال بأبتسامة
مغتصبة

لااكتمك أن هذا الموضوع يشغل جانبا من تفكيري ولكنني لا اعتقد أن بالامكان حصولي على تقدير

عال يؤ هلني للعمل كمعيد خصوصا وان هناك صالح وعلاء واحمد وناجي. الذين لن تقل تقديراتهم

عن الامتياز بينما لا توجد سوى ثلاث وظائف للمعيدين


وتنهد هشام وهو يختم حديثة قائلا وكأنه يحدث نفسه

إنني سوف اعد نفسي للعمل في إحدى الوزارات واتمنى أن أكون بجوار الوالد والوالدة في مكة

وتدخل زميلهما عمر المعروف بخفة روحه وحبه للمزاح والذي كان يصغي إلى الحديث فقال ضاحكا

أنت على حق يا أخ هشام واعتقد أن عليهم أن يبحثو لك عن عمل ليس في مكة يعمرها الله

وإنما في حارتكم جياد إذا أمكن أوربما بجوار المنزل في جبل .السبع بنات. ومن يدري فلعلهم

يجدون لك عملا تحت روشان الوالد

واردف عمر قائلا بجدية

يأخي حرام عليك يا ناس حرام عليكم كلها بلدنا وإذا كان تفكير كل منا هو أن يبقى بجوار أهلة

فمن با لله عليكم سوف يعمر البلاد وينهض بها

وابتسم هشام رغما عنه وقال مجيبا زميله

انك تبالغ كثيرا ياعمر واري أن تعمير البلاد لا يتعارض مع رغباتنا إن مكة بحاجة إلى المهندسين

وإذالم أذهب أنا فقد يحضرون مهندسا أجنبيا وفي هذه الحالة فأنا أولى بالبقا في مكة

ورد عمر بنفس الجدية

هذا صحيح بوجه عام ولكن الا توافقني على أنناإذا تكدسنا جميعا في المدن بجوار أهلنا وذوينا

اضعنافرصة كبيرة للتعرف على مناطق بلادنا المترامية الأطراف فضلا عن أن عملنا خارج المدن

هو أكثر فعالية من عمل الأجانب فيها

وختم هشام مناقشتة مع عمر قائلا

أنت فيلسوف دائما

وفتح عمر فمه وهو يهم با لرد لو لا أن قطع الحديث زميلهم تركي الذي اقترب منهم بجسمه المكتنز

بالشحم وقال

ياجماعة لا تذهبو ببركة النتيجة نقول نقول يا الله السلامة بالنجاح وانتم تفكرون في عالم الغيب

وحدوا الله وصلوا على النبي عسانا ننجح عسانا ومن جهتي فأنا لاأطمع في أكثر من مقبول

اتدرون لماذا؟ لأن الوالدة تدعو لي عندما اخرج كل صباح قائلة ربنا يجعلك من المقبولين ولهذا

فلااتوقع أن احصل على أكثر من مقبول

وراح زملاؤه يضحكون رغم ما كانو ا فيه من قلق ثم قطع عليهم ضحكهما صوت المسجل وهو

يتجه نحو القاعه حاملا أوراق النتيجه

فازدحم الطلبة حوله وراحوا يتابعون حركته بلهفة شديدة وهو يثبت الأوراق على لوحة الاعلانات

وجرى هشام بعينيه بسرعة على الأوراق باحثا عن اسمه ثم لم يلبث أن شعر بخيبة أمل

لقد نجح بقدير جيد وكان يتوقع النجاح بتقدير جيد جدا فوقف برهة يحدق في اللوحة ثم استدار

على عقبيه منصرفا ؟... لقد أخطأ في حق نفسه حين اعتبر عدم حصوله على تقدير جيد جد ا

سببا في الحزن والكآبة ؟.. وكأن هذا التقدير هو مفتاح الحياة ....؟؟

* *
هناك ضروف كثيرة تلعب دورها في تقرير تلك التقديرات والعبرة هي التجربة العلمية

واذكر انني قرأت مرة ان آينشتاين صاحب نظرية النسبية التي قلبت علوم العصر رأس على عقب

كان أيام دراسته ضعيفا جدا في الرياضيات بالذات


هذا الكتاب* مكون من 360 صفحه* يتكلم عن طالب جامعي مشواره العلمي *و حياته ازوجيه

التي لم اذكر منه شي *

للكاتب عدة كتب منها 1- ا لجيو لو جيا الا قتصادية (الطبعه الثانيه)

2- المعادلة الحرجة

3- نضرات علمية حول غزو الفضاء

4- اليد السفلى - مجمعة قصصية

5- الأطباق الطائرة - حقيقة أم خيال

6- فتاة من حائل (روايه سعودية )