#1
|
||||
|
||||
على مائدة المتنبي }
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فبين أيديكم أعرض إحدى قصائد المتنبي والتي قالها في آخر مراحل حياته .. وهي بعد فراره من مصر ونجاته من كافور الإخشيدي وتعد من القصائد الوجدانية العميقة لأن المتنبي لا يمدح فيها أحداً إلا شخصاً واحداً هو أبو الطيب المتنبي ..! تفضلوا لمشاهدتها مشاهدة تليق بها مستخلصاً من كل بيت معناه الوجداني الذي يترجمه - هذا في نظري ولكم أن تبدو آراءكم - = البداية = حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِ ومَا سُرَاهُ على خُفٍّ وَلا قَدَمِ استطالة الرحلة ..! وَلا يُحِسّ بأجْفانٍ يُحِسّ بهَا فقْدَ الرّقادِ غَريبٌ باتَ لم يَنَمِ كذلك السهر .. تُسَوِّدُ الشّمسُ منّا بيضَ أوْجُهِنَا ولا تُسَوِّدُ بِيضَ العُذرِ وَاللِّمَمِ تأمّلات كونية ! وَكانَ حالهُمَا في الحُكْمِ وَاحِدَةً لوِ احتَكَمْنَا منَ الدّنْيا إلى حكَمِ فلسفة وَنَترُكُ المَاءَ لا يَنْفَكّ من سَفَرٍ ما سارَ في الغَيمِ منهُ سارَ في الأدَمِ رحلة مستمرة ! حتى الماء في عطش ! لا أُبْغِضُ العِيسَ لكِني وَقَيْتُ بهَا قلبي من الحزْنِ أوْ جسمي من السّقمِ توجّع .! طَرَدتُ من مصرَ أيديهَا بأرْجُلِهَا حتى مَرَقْنَ بهَا من جَوْشَ وَالعَلَمِ انفلات تَبرِي لَهُنّ نَعَامُ الدّوّ مُسْرَجَةً تعارِضُ الجُدُلَ المُرْخاةَ باللُّجُمِ عجلة في غِلْمَةٍ أخطَرُوا أرْوَاحَهُم وَرَضُوا بمَا لَقِينَ رِضَى الأيسارِ بالزَّلَمِ مغامرة تَبدو لَنَا كُلّمَا ألْقَوْا عَمَائِمَهمْ عَمَائِمٌ خُلِقَتْ سُوداً بلا لُثُمِ فتوّة بِيضُ العَوَارِضِ طَعّانُونَ من لحقوا مِنَ الفَوَارِسِ شَلاّلُونَ للنَّعَمِ شجاعة قد بَلَغُوا بقَنَاهُمْ فَوْقَ طاقَتِهِ وَلَيسَ يَبلُغُ ما فيهِمْ منَ الهِمَمِ جسارة في الجاهِلِيّةِ إلاّ أنّ أنْفُسَهُمْ من طيبِهِنّ به في الأشْهُرِ الحُرُمِ لا مبالاة ..! نَاشُوا الرّماحَ وَكانتْ غيرَ ناطِقَةٍ فَعَلّمُوها صِياحَ الطّيرِ في البُهَمِ بطش ! تَخدي الرّكابُ بنَا بِيضاً مَشافِرُهَا خُضراً فَرَاسِنُهَا في الرُّغلِ وَاليَنمِ ولا تزال الرحلة .. مَكْعُومَةً بسِياطِ القَوْمِ نَضْرِبُها عن منبِتِ العشبِ نبغي منبتَ الكرَمِ علوّ همّة وَأينَ مَنْبِتُهُ مِنْ بَعدِ مَنْبِتِهِ أبي شُجاعٍ قريعِ العُرْبِ وَالعَجَمِ يأس! لا فَاتِكٌ آخَرٌ في مِصرَ نَقْصِدُهُ وَلا لَهُ خَلَفٌ في النّاسِ كُلّهِمِ إبلاس ! مَنْ لا تُشابِهُهَ الأحيْاءُ في شِيَمٍ أمسَى تُشابِهُهُ الأمواتُ في الرِّمَمِ سخرية الحياة عَدِمْتُهُ وَكَأنّي سِرْتُ أطْلُبُهُ فَمَا تَزِيدُني الدّنيا على العَدَمِ تحطّم ! ما زِلْتُ أُضْحِكُ إبْلي كُلّمَا نظرَتْ إلى مَنِ اختَضَبَتْ أخفافُها بدَمِ تهكم .. أُسيرُهَا بَينَ أصْنامٍ أُشَاهِدُهَا وَلا أُشَاهِدُ فيها عِفّةَ الصّنَمِ منتهى الوضاعة حتى رَجَعْتُ وَأقْلامي قَوَائِلُ لي ألمَجْدُ للسّيفِ لَيسَ المَجدُ للقَلَمِ وهذه هي الحقيقة ..! أُكْتُبْ بِنَا أبَداً بَعدَ الكِتابِ بِهِ فإنّمَا نحنُ للأسْيَافِ كالخَدَمِ انقياد أسْمَعْتِني وَدَوَائي ما أشَرْتِ بِهِ فإنْ غَفَلْتُ فَدائي قِلّةُ الفَهَمِ استسلام مَنِ اقتَضَى بسِوَى الهِنديّ حاجَتَهُ أجابَ كلَّ سُؤالٍ عَن هَلٍ بلَمِ قانون القوة تَوَهّمَ القَوْمُ أنّ العَجزَ قَرّبَنَا وَفي التّقَرّبِ ما يَدْعُو إلى التُّهَمِ مهاجمة المهاجمين وَلمْ تَزَلْ قِلّةُ الإنصَافِ قاطِعَةً بَين الرّجالِ وَلَوْ كانوا ذوي رَحِمِ حكمة ذهبية فَلا زِيارَةَ إلاّ أنْ تَزُورَهُمُ أيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصْقُولَةِ الخُذُمِ انتفاضة ! من كُلّ قاضِيَةٍ بالمَوْتِ شَفْرَتُهُ مَا بَينَ مُنْتَقَمٍ مِنْهُ وَمُنْتَقِمِ دموية صُنّا قَوَائِمَهَا عَنهُمْ فَما وَقَعَتْ مَوَاقِعَ اللّؤمِ في الأيْدي وَلا الكَزَمِ فروسية والآن مراسيم إسدال ستار القصيدة : هَوّنْ عَلى بَصَرٍ ما شَقّ مَنظَرُهُ فإنّمَا يَقَظَاتُ العَينِ كالحُلُمِ مواساة وَلا تَشَكَّ إلى خَلْقٍ فَتُشْمِتَهُ شكوَى الجريحِ إلى الغِرْبانِ وَالرَّخَمِ تنبيه وَكُنْ عَلى حَذَرٍ للنّاسِ تَسْتُرُهُ وَلا يَغُرَّكَ مِنهُمْ ثَغْرُ مُبتَسِمِ تحذير غَاضَ الوَفَاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ وَأعوَزَ الصّدْقُ في الإخْبارِ وَالقَسَمِ موعظة ! سُبحانَ خالِقِ نَفسي كيفَ لذّتُها فيما النّفُوسُ تَراهُ غايَةَ الألَمِ تسبيح ألدّهْرُ يَعْجَبُ من حَمْلي نَوَائِبَهُ وَصَبرِ نَفْسِي على أحْداثِهِ الحُطُمِ فخر وَقْتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدّتَهُ في غَيرِ أُمّتِهِ مِنْ سالِفِ الأُمَمِ حسرة أتَى الزّمَانَ بَنُوهُ في شَبيبَتِهِ فَسَرّهُمْ وَأتَينَاهُ عَلى الهَرَمِ بعد فوات الأوان ..! = النهاية =
__________________
أحسن جوار الكرام من خصفة |
#2
|
|||
|
|||
رد: على مائدة المتنبي }
تحليل على المقاس
يسلموووووووووو ابن جحرز على الموضوع ولا حرمنا فيض سحائب ودق مواضيعك .......
__________________
أتى نافع بن الأزرق وأصحابه عمران بن حصين - رضي الله عنه - فقالوا : هلكت يا عمران ، قال : ما هلكت ، قالوا : بلى ، قال : ما الذي أهلكني ، قالوا : قال الله ... وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، قال : قد قاتلناهم حتى نفيناهم فكان الدين كله لله وانتم تريدون ان تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله عز وجل. رواه ابن ماجة وحسنه العلامة الالباني |
#3
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
سالم بن جحرز
بيض الله وجهك فعلا تحليل رائع الله يعطيك الف عافية دمت بحب |
#4
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
الأديب الفصيح السلمي الجزائري شكر الله لك هذه المتابعة الخصبة وهذا التحليل الدقيق لذاك التحليل الأدق , شاعرنا عبد الله العطافي سلمت وغنمت على هذا المرور الزاهي والحضور المشرق دمتم بود جميعاً
__________________
أحسن جوار الكرام من خصفة |
#5
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
\7
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
\7
__________________
أحسن جوار الكرام من خصفة |
#7
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
\7
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن العجيفي ; 07-03-2010 الساعة 03:11 PM |
#8
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
__________________
أحسن جوار الكرام من خصفة |
#9
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
صح لســــآن الشـــآعر..
وتسلــــم آيآديك .. على الطرح الشيق والممتع.. مآئده متنوعه .. آبدعت بنقلك وبطرحك الرآئع.. لآأقول سوى..متميـــز دومـــآ بحضورك وبطرحك.. يعطيك العافيه ربي.. دمت بكل الــــود..
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: على مائدة المتنبي }
اقتباس:
الفاضلة شيهانة شكراً على هذا المرور المترف كرماً وسخاءً وعلى هذا الإطراء الزاكي بنسمات الثناء العطر دمت في عافية الله وحفظه
__________________
أحسن جوار الكرام من خصفة |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|