تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتدى الــعـــام > منتدى قبيلة سليم الإسلامي > منتدى الشـريعة والحيــاة
منتدى الشـريعة والحيــاة منتدى مخصص للمواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-20-2011, 06:28 PM
متبع السلف غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 51
افتراضي كثر الخائضون في دين الله بغير علم وامتلأت بهم الفضائيات والصحف والمجلات والمنتديات في

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سئل سماحة المفتي هذا السؤال :


سماحة الشيخ كثر المجترؤون من طلبة العلم الشرعي وغيرهم على التصدرِ للفتوى ؛ بل كثر الخائضون في دين الله بغير علم وامتلأت بهم الفضائيات والصحف والمجلات والمنتديات في الانترنت أيصحّ سماحة الشيخ أنْ يلتزم أهلُ كلِّ فن بمختصيه ويصبح شرعُ الله حمى مستباحة ؟ أيحقُّ لكل من نال شهادة جامعية في العلوم الشّرعية أنْ يفتيَ الناس ؟ ما رأيُ سماحتكم ؟ وما رأيُ أهل العلم في ذلك ؟؟؟ وما نصيحتكم للسّائل والمجيب وفقكم الله تعالى ؟


سماحة المفتي:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك وأمينك على وحيك، من بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، تركنا على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.
هذا سؤال السائل، الذي قال في سؤاله كثر المجترئون من المنتسبين إلى الفقه والعلم على الفتاوى في الحلال والحرام، أليس كل صاحب مهنة لا حق له أن يجاوز مهنته بل يكون عمله في اختصاص مهنته والمهنة التي يزاولها والتي تخرَّج فيها؟ فلا يحق للطبيب أن يكون مهندسا؟ ولا يحق للمهندس أن يكون مفتيا؟ وإلى غير ذلك من التخصصات التي تميز كلاً في تخصصه؟ وإن كان في الكل خير، يقول هذا السائل في الفضائيات، وفي محطات الإذاعة وامتلأت الصحف والمجلات بكثير من المفتين، كلٌ يفتي برأيه، وكلٌ يقول بهواه، وكلٌ ينسب ذلك إلى شرع الله، ألا يوضع حدٌ لأولئك؟ المستهترين؟ ، ألا يُؤخذ على أيديهم؟ ألا يوضع آلية لمنع من لا علم عنده ولا فقه أن يقول في دين الله ما لا يعلم؟


نقول أيها السائل
وُفِّقْتَ في سؤالك، وأصبت في سؤالك، فجزاك الله عن هذه الغيرة على دين الله خير ما يجازي به مسلم قام بما أوجب الله عليه، جزاك الله خيرا وشكر مساعيك
نقول يا أخي:
أولا قبل التحدث عن هذا الموضوع نذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو داود أنه قال: "من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره أخوه فأشار عليه بغير رشد فقد خانه ومن أُفتِيَ بفتوى بغير ثَبَتٍ فإثمه على من أفتاه" والشاهد لنا هذه اللفظة من أُفتِيَ بفتوى غير ثبت فإثمه على من أفتاه، فبيَّن لنا صلى الله عليه وسلم أن أي مُسْتَفْتٍ أُفتِيَ بغير علم وعمل بتلك الفتوى، إذا كانت تلك الفتوى خاطئة، فإن إثمه على من أفتاه، على من خانه وغشه، على من قال له على الله بلا علم
يا إخواني لهذا كان علماء الأمة وقَّافين في الفتوى، غير متسرعين، إذا اُستفتوا تأملوا وتدبروا وتعقلوا وفكروا وقدروا، فلم يُقدموا على الفتوى إلا على علم ويقين، ليس مرجع ذلك قصورَ علم فيهم، ولا شحًا بالعلم فيهم، ولكن خوفٌ من الله قبل كل شيء، وتعظيمٌ لشرع الله، وإشعار كل مُستفت بعظيم الفتوى، وأن الفتوى مسؤولية عظيمة، ومهمة كبيرة، قال الله تعالى " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً "
سُئِل بعض السلف فقال له السائل إني سائلك عن مسألة يسيرة خفيفة، قال يا هذا ألم تسمع الله يقول " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً "
يا أيها المفتون أوصيكم ونفسي بتقوى الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، أوصيكم بالتثبت فيما تُفتون به الآخرين، أوصيكم بالتدبر والتأمل والتعقل قبل أن تُصدروا أي فتوى تُصدرونها، انظروا وفكروا، هل هذه الفتوى عليها دليل من كتاب الله أو دليل من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، [...] تلك الفتوى بذكر النص من القرآن أو السنة، فخيرُ ما يعتمد المرء عليه فيما يفتي به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما كان فيه آية من كتاب الله أو حديث من أحاديث رسول الله فاجعلوها نورًا لتلك الفتوى، وسراجا يضيء تلك الفتوى، وحسِّنوها وزيِّنوها، تقول قال الله وقال رسوله، وإن يكن عندكم علم بإجماع السلف فيما اجمعوا فيه فاجعلوا إجماع السلف أيضا منهجا لكم، دليلكم وحُجة لكم، إن وجدتم قول صحابي أو قول تابعين ممن مضى قبلا من أهل التقوى والصلاح فإن أقوالهم خير من أقوالنا، وآراؤهم أفضل من آرائنا، إذا لم يكن هناك دليل من كتاب وسنة وإجماع فلعمر الله إن اجتهادهم أولى من اجتهادنا لأنفسنا
أما يا أخي أن يفتي ويتسرع في الفتوى ولا يراجع ولا يتأمل وربما تصدر من أحدنا فتوى والقرآن والسنة يخالفها، وعمل المسلمين بضدها، فيا لها من خسارة نسأل الله السلامة والعافية
بعض المنتسبين للفقه وحملة الشهادة تستضيفهم بعض القنوات لكي يُفتوا فيها في برنامج الفتوى وربما زلَّ القدم، وربما جَامَلُوا فيما يُفتون به، لأَجْلِ أن يجعلوا لتلك القناة يجعلوا لها شهرة ومكانة، ويحملوا الناس على النظر إليها ومشاهدتها، فيبيعون دينهم بمصالح دنيا غيرهم
يا أخي البعض من الناس لا يهمه أن يفتي، ولا يهمه أن يقول ما لا يعلم، وبعضهم والعياذ بالله لا يُبالي، أخالفَ الحق أم أصابَ، مهمته أن ينفرد بشيء شاذٍ عن مجموعة الناس، من هؤلاء أقوام يختارون لأنفسهم آراء، سلف الأمة بضد ذلك، علماء الأمة المُحَقِّقُون بخلاف ذلك، وإذا قلت لهم تلك الفتوى تخالف الكتاب والسنة وتلك الفتوى لا منهج عليها، وتلك الفتوى تُناقض ما عليه علماء المسلمين، قال هذا الجاهل المركب قال هذا الجاهل المركب لا أُبالي أنا مجتهد وأنا رجلٌ وهم رجال
حتى أن بعض أولئك بلغ به الغرور والإعجاب بنفسه لمَّا قيل له إن الإمام أحمد قال كذا، قال أحمد بن حنبل رجل وأنا رجل، فمن سفاهته وجهله أن أنزل نفسه القاصرة الجاهلة بمنزلة ذلك الإمام الفذ، الذي عُلم ورعُهُ وتقواهُ وخوفُهُ من الله وسِعَة علمه وتحريه للدقة فيما يفتي فيه
أيها المسلم كم نسمع والله، من فتاوى تقشعر منها الجلود
هذا يفتي فيقول إن السحر تَعَلُّمَهُ وتَعْلِيمه أمر جائز ولا مانع منه، تَذْكُرُ له قول الله جل وعلا : " وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ"الآية، فيقول لك علم السحر ضرورة، وأنا أتعلم السحر، وأنا أفتي باستعمال السحر لأنقذ الناس من مشاكلهم كما يقول، فيرد النصوص من الكتاب والسنة لأجل هذا الرأي الجاهل الذي رآه، تراه يُحل المحرمات ويستبيحها بكل دعوى سهلة وهو أنه يرى أن من قبله ليسوا على علم ولا على هدى، وإنما هو أتى بشيء جديد أتى به من تلقاء نفسه
يا إخواني الحذر الحذر من القول على الله بلا علم، فالله يقول " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " فجعل القول عليه بلا علم أعظم من كل الكبائر، بل هو أكبرها، أعظم من الشرك، فالشرك وما دونه مصدره القول على الله بلا علم، وقال جل وعلا:" وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ  مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " وقال " قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ "
يا إخواني المهندس لو قلت له [...] مفتيا، قال لا، أنا مهندس معماري، أنا مهندس كذا وكذا، لا أملك مثل هذه الصفة، فلو [...] عليه كنت مخطئا
جئتَ للطبيب تقول أيها الطبيب كن مفتيا وقاضيا، قال ما درستُ ولا فهمتُ أنا مسلم أصلي وأصوم، لكني ليس لي [...] في العلم حتى أفتي، فلا يُلام على ذلك.
ولكن للأسف الشديد، يتسلمُ الفتوى والقول على الله بلا علم من لا عِلْمَ ولا بصيرة عنده
فواجب المسلمين أن يتقوا الله، ولا يفتوا إلا بما هم على يقين أنه موافق للحق والصواب
وليحترموا من سبقهم من أهل العلم والفضل
ولا يجوز لنا أن نطعن فيهم، وإنما لو رأينا منهم خلافا للحق لاعتذرنا عنهم بأن الحق لم يبلغهم، وحاشا أن يبلغهم الحق ويخالفونه
لقد كان الأئمة الأربعة، المقتدى بهم، يتبرؤون من كل قول قالوا به يخالف الحق
الإمام أبو حنيفة رحمه الله يقول: "انظروا إلى ما أقول ما كان مخالفا الحق فاضربوا به عرض الحائط"
ومالك بن أنس يقول: "ما منا إلا رادٌ ومردودٌ عليه إلا صاحب هذا القبر"
والشافعي يقول " أجمع المسلمون على أن من بلغته سنة رسول الله لا يجوز له أن يخالفها لرأي كائنا من كان"
والإمام أحمد يقول: "عجبت لأقوام عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله يقول " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردَّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيءٌ من الزيغ فيهلك"
فلنتق الله فيما نُفتي به، ونتثبت أمرنا، ويسأل بعضُنَا بعضًا، وليُنَبِّه بعضُنَا بعضًا على ما أخطأَ فيه، ولتكن صُدُورنا رَحِبَة لقَبُولِ النَّقد من طالبِ علمٍ يَنْقُدُنَا إذا رأى في كلامنا خطأً، ولنَسْتَجِبْ لمن يِنْقُدُنَا بعلمٍ وبصيرة، ولنتناصح فيما بيننا، ولنتحرَّ أن يكون ما يَصدُرُ مِنَّا عن كتابٍ وسنة وما عليه سلف هذه الأمة
ولنحذر من الشذوذ في الفتوى
أسأل الله أن يحفظ الجميع.




السائل: اللهم آمين جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم، بماذا تنصحون السائل سماحة الشيخ


سماحة المفتي:


أنصح السائل أن يتق الله ولينظر أقرب الناس للحق، أقرب أهل العلم للحق، قال بعض السلف:


العلم دين فانظروا عمن تأخذون عنه دينكم .




أسأل الله العظيم أن ينفعني وإياكم بهذه الكلمات، وجزى الله الشيخ عبد العزيز آل شيخ خير الجزاء، أحسن الله إليكم أنصح اخواني باستماع المادة أفضل من قراءة تفريغي فربما هنالك بعض الأخطاء، جزاكم الله خيرا


فرغ المادة أخانا الفاضل صايب أسامة جزاه الله خيرا



من هنا للإستماع للجواب :



http://z-salafi.com/v2/zsalafi.php?s...3&idFatwa=1309



جزى الله خيرا سماحة المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-21-2011, 06:33 PM
الصورة الرمزية عبدالصمد الحجيري
عبدالصمد الحجيري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجبـــيل
المشاركات: 6,640
افتراضي رد: كثر الخائضون في دين الله بغير علم وامتلأت بهم الفضائيات والصحف والمجلات والمنتديا

بارك الله فيك اخوي متبع السلف

وجزاك الله خير
__________________
\7
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-22-2011, 08:00 AM
الصورة الرمزية شمنـــصير
شمنـــصير غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 1,129
افتراضي رد: كثر الخائضون في دين الله بغير علم وامتلأت بهم الفضائيات والصحف والمجلات والمنتديا

الله يجزاك خير على الموضوع
ونسأل الله ان يجعلة في موازين حسناتك
الف شكر
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون