الجـــــــدال

الجــــــــــــــدال



من الأمور الجاهلية المظلمة التي أنكرها الإسلام هي الجدال بغير علم . فقد كان المشركون يجادلون الرسول في الله وفي البعث وهي أمور يجهلونها تماما وينكرونها , لذلك أمر الله رسوله أن يعرض عنهم , لأنهم إنما أرادوا جداله فقط ولم يريدوا معرفة الحقيقة . فلا جدوى من كلام لا يثمر عن نتيجة.


وهذا الأمر للأسف لازال مستمرا في عصرنا الحاضر. فلازالت هنالك بعض العقول المظلمة تجادلك في أمور هي تجهلها سواء كانت دينية أو دنيوية. وإذا حاججتها بالبينة والأدلة , ردوا عليك حجتك وقالوا انك تفسر الأمور على هواك . أما آراءهم فممنوع الاقتراب منها , فهي لا تحتمل الخطأ.


ولا تكمن المشكلة هنا فقط , ولكن المصيبة الكبرى هي أن بعض أصحاب العقول المظلمة يبحث عن من هو اعلم وافضل منه ليجادله من اجل أن يضع لنفسه اسما فقط ويقول الناس عنه فلان جادل فلان , ومن المضحك المبكي أيضا أنى قد سمعت شخصا من هؤلاء القوم يقول لصاحبه : هل رأيتني وأنا أفحم هذا الشخص و أتعبه حتى تركني ولم يستطع إقناعي برأيه ؟ !! . فيرد عليه صاحبه مصفقا له : نعم أحسنت لقد أتعبته .


إن الجدال المحمود هو الجدال الذي يرجى منه فائدة و إقناع الناس بالرأي الصائب , وليس المقصود به إفحام الخصم و إتعابه.


هل سبق لكم أيها الأخوة و الأخوات الكرام أن رأيتم هذه العقول وتجادلتم معها ؟

أما الجدال فله حالتان:
الأولى: الجدال المحمود، وهو الذي يكون لتبيين الحق وإظهاره، ودحض الباطل وإسقاطه، وهو الذي أمرت به الأدلة الشرعية ، وفعله العلماء قديماً وحديثاً.

الثانية: الجدال المذموم ، وهو الذي يقصد به الغلبة
والانتصار للنفس ونحو ذلك وهو الذي تحمل عليه الأدلة الشرعية الناهية عن الجدال، ويكون الجدال هنا كالمراء ، وكلاهما محرم.

ويمكن للإنسان أن يعرف أن الشخص يماري أو يجادل من خلال طريقته في الكلام، وموقفه مما يُعرض عليه من الأدلة والحجج.

فالذي يجادل من أجل بيان الحق يقبل الأدلة الصحيحة ويعمل بمقتضاها إلا إذا كان عنده ما يعارضها مما هو أقوى منها،
ولذلك فإنك تجد كثيراً ممن يجادلون بالحق يرجعون عن أقوالهم إذا تبين لهم خطؤها ويأخذون بقول الآخرين
؛لأن هدفهم الوصول إلى الحق لا الانتصار للنفس.

أما الذي يماري فتجده يصر على رأيه من غير دليل ، ولا يقبل من الأدلة إلا ما يوافق رأيه
ولذا فإنه يتكلف في رد الأدلة وتأويلها وصرفها عن دلالاتها ونحو ذلك مما يدل على أنه لا يريد الحق ، وإنما يقصد الانتصار لنفسه وتحقير غيره.

المصدر
الشيخ الدكتور . أحمد بن عبد الرحمن الرشيد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أخي العزيز / السيف البتار
موضوع مهم جداَ وهو موجود بكثرة هذه الأيام
أنا اقصد هنا الجدال المذموم .
اما الجدال المحمود فهل قليل وقليل جداَ ..

شاكر ومقدر لرقي مستوى الطرح
لي عودة للإستمتاع بالطرح والمداخلة ..

بارك الله فيك وفي طرحك الرآقي والجميل ..

موضوع جميل يستحق التقييم والتثبيت ..

فعلاً يوجد الكثير من المجادلين وفاهمي النقاش على عكس المطلوب ..

شكراً جزيلاً ..

الأخ الكريم / ناير أشكرك على الإضافة والتثبيت



وأشكرك أخي عوض البقيلي على الحضور