يـــا ( غـــافـل ) لكـ الله !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

اسعد الله صباحكم ومسائكم وسائر أوقاتكم بالخير والمسرات ..

لقد ترددت كثيراً قبل كتابة هذا الموضوع لكن وجدت أن الأمر جلل والخطر عظيم فلابد أن يؤخذ الموضوع بعين
الاعتبار . سوف أتحدث اليوم عن وباء عظيم ألا وهو( السائق ) ..
إن السائق .. قنبلة مؤقتة دائمة الانفجار !!!

كم من ضحية سببهاهذا السائق ..
كم من فتاةٍ صغيرةٍ ذهبت ضحية لشيطانية هذا السائق
كم منامرأةٍ ذهبت ضحية ثقة هذا السائق
كم من أسرةٍ مفجوعة على شرفها من جراء هذاالشيطان المتمثل بالسائق ..
كم من أب انشغل بجمع الأموال وزيادة رصيده في البنوك .. انشغل عن أسرته و أوكل السائق عليها ..
الأحداث كثيرة وأنتم تعرفون الكثير الكثير
الأحداث كثيرة عن تصرفات هؤلاء السائقين ...

اذكر هنا بعضها : ـ

1 ) امرأة باعت ضميرها وخانت زوجها ، فاستغل السائق ذلك وبداء يهددها حتى تكون هناك علاقة بينهم
وبالفعل بدأت العلاقة بين هذه الزوجة والسائق والزوج المسكين يا غافل لك الله . كانت الزوجة تخاف كثيراً
من تهديدات السائق فيُخبر زوجها ويُفضح امرها .فخططت للانتقام من السائق وذلك بالقضاء عليه وبالفعل
نفذت ذلك بكل إجرام هي و ( .... )كانت النتيجة الوفاة (حادث مروري ) يعني قضاء وقدر ..
وتُدفع الدية وينتهي الأمر .باعت ضميرها فكانت خائنة وقاتله والزوج يغط في سبات عميق .....

2 ) تقول إحدى الأخوات بينما نحن في البيت الحرام في مكة ننتظر صلاة العصر كانت بقربنا فتاة جميلة تصلي
وتبكي بكاء شديد .. كان يبدو على هذه الفتاة من ملامحها أنها سعودية لكن كان بصحبتها بنات صغيرات
هنديات . اقتربت منها وبدأت اسألها عن سبب بكائها فقالت أنها سعودية الأصل ومن إحدى عائلات
الرياض العريقة احضر والدها سائق ليخدمهم وذلك لإنشغاله في أعماله ،وبينما كنت في الصف " 2 المتوسط "
كان السائق يقوم بتحرش بي وذلك أثناء عودتي إلى المنزل حيث كان يقوم بأخي أولاً
وكان يهددني بالقتل فلم اخبر والدي ..
بعد فترة مرضت مرض شديد طرحني بالفراش أخذني والدي إلى المستشفى وهناك اخبروا والدي بأنني حامل
جن والدي بل صعق بما سمع ذهبنا إلى المنزل وهناك أخبرت والدي بما حدث . بعد يومين خرج والدي وبعد
عدت ساعات عاد وبيده ثلاث تذاكر واخبر أمي بأن تخبر الجميع بأني مصابه بفشل كلوي وقد سافر بي
إلى الهند وذلك لإجراء عملية تبديل كلا . سافرت أنا ووالدي والسائق إلى الهند وهناك قام والدي بتزويجي
بالسائق وطلب من أمي أن تبلغ الجميع أن العملية فشلت ومت . أعطانا والدي مبلغ من المال وطلب منا عدم
العودة إلى السعودية وقام بتهديدنا بأنه لو رائنا هناك سوف يقوم بقتلنا . سافر والدي وبعد فتره وجيزة انتهى المال
الذي معنا وأصبحنا نعيش على الكفاف . أصبحت أعيش في العشش بدل ذلك القصر الفارِه أنجبت هؤلاء
البنات واتيت إلى هنا لأداء الحج سافرت وعمري 14 عاماً وأنا الآن عمري 26 عاماً كل هذه السنوات
لم أرى أهلي ولم اسمع حتى صوتهم . وفجأة نادها زوجها الهندي وذهبت معه ..

3 ) بينما كانت سيارة الهيئة تدور في إحدى المخططات في الرياض إذا بسيارة تقف في مكان مظلم وكأن
بها حركة اقترب رجال الهيئة من السيارة وإذا بالسائق البنجلاديشي الجنسية في وضع مخل بالأدب
مع زوجة كفيله ألقى رجال الهيئة القبض عليهم والزوج المسكين منشغل في جمع المال ليسعد هذه الزوجة
الخائنة ..

..... عافانا الله وإياكم .......

إنني لا أوجه كلامي إلى الجاني .. ولا إلى المجني عليها بل أتحدث إلى

)) إلى ولي الأمر ((

الذي صحى ضميره متأخراً .. الرجل الذي أعطى الثقة في أعز ما يملكه .. إلى إنسان آخر .. يعمل لديه أجيراً !!!

الأب .. الذي سمح للشيطان أنيقترب منه
الأب .. الذي أعطى كرامته لشخصٍ آخر
الأب .. الذي غض النظر عنتصرفات الآخرين
الأب .. الذي أعطى ابنته مكانةً أقل من اهتمامه في عمله

ولأن ....هل السائق وحده هو المُلام؟
هل السائق وحده هو الجاني؟
هل السائق وحده هو السبب؟

أنا شخصياً أعتقد بأن السائق إنسان لديه مشاعر وأحاسيس ورغبات وحاجات نفسية وجسدية بحاجة إلىإشباعها ..
فيقوم باستغلال الإمكانيات واستثمار المساحات الأخلاقية التي يتركهاالآخرين ...

السائق الذي يتحمل الإهانات بل الضرب والكلام الجارح.. ألا يسببله هذا رغبةً بالانتقام المكبوت ..
و الذي يفجره في لحظات العجز الإنساني .. الإنسان الذي يختلي بفتاة وبإمرأة لمسافات طويلة أو لساعات طويلة .. وهو ينظر إلىمكياجها وملابسها وقد يكون أجزاء من جسدها ..
ألا يعتقد بأن لديه الرغبة في إستغلال الفرص التي تأتي إليه ؟؟؟!!!

أعتقد بأنني قد دافعت عن ذلك الشيطان كثيراً.. ولكنها من وجهة نظري حقيقةٌ يجب النظر إليها والتعمق في أسبابها لوضع الحل ..الحل الذي ننشده جميعاً

إن هذه مسؤوليتنا نحن..
والرسول صلى الله عليه وسلم قال ( ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راعٍ ومسئول عن رعيته ، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم ، والمرأة راعيةٌ في بيت بعلها وهي مسئولة عنه ، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسئول عنه ، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته (

فعلينا أن نعتني بمسؤولياتنا ونحافظ على الأمانة التي ائتمننا عليها الخالق...

أعزائي.. إن لم نكن جديرين بحمل المسؤولية .. فلماذا نُحمّل أنفسنا ما لا نطيق ؟
ولماذا نُدخِل الغرباء بيوتنا طالما لا نتمكن من حماية ظهورنا ؟
لماذا لا نعتمد على أنفسنا ونوفّر كل هذه المشقة والمخاطر ؟
ما مدى حاجتنا إلى وجود غريب في البيت يسكن ويعيش معنا ؟

أسئلةٌ عديدةٌ لا تنتهي .. أقدمها لكم إخواني وأخواتي للتفكر بحلول وأجوبة .. راجياً أن أكون قد عرضتُ لكم الصورة واضحةً لهذه المأساة القابعة خلف الجدران !!!

وأخيراً دمتم في صحة وعافية وسعادة

اعتذر كثيراً على الإطالة لكن الموضوع اخطر مما نتخيل