تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > منتدى قبيلة ســـليم > منتدى معاركـ ومواطن قبيلة سُليم
منتدى معاركـ ومواطن قبيلة سُليم تاريخ - أمجاد - أحداث – قرى وهجر تابعه لها - تراث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-29-2007, 07:07 AM
الصورة الرمزية أبوشديد المثيلي
أبوشديد المثيلي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: السعودية - جدة غير
المشاركات: 594
افتراضي نبذة عن الخنساء ام الشهداء

الخنســــــــاء



الخنسـاء بنت عمـــرو

شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي


حياتها ونشأتها:

هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. ويقال : إنها توفيت سنة 664 ميلادية.

مقتل أخويها معاوية وصخر واستشهاد أولادها الأربعة :

قتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م ،فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، ثم قام صخر بقتل دريد قاتل أخيه. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولا كاملا، وكان ذلك في يوم كلاب سنة 615 م. فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت . وفي الإسلام حرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : (( يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة…)). ، وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا، في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: ((الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)). ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح ما لا عين رأت ولا أ\ن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم ربهم " .

شعرهـــا وخصائصه:

تعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء. ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة ، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها. وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء ومنها :

يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال.

قال نابغة الذبياني: (( الخنساء أشعر الجن والإنس)). فإنكان كذلك فلم لم تكن من أصحاب المعلقات ، وأظن أن في هذا القول مبالغة . أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوار ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

لنابغة الذبياني في سوق عكاظ فرد عليها قائلا : لولا أن الأعشى(أبا البصير) أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر من بالسوق . وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها:

إن الزمان ومـا يفنى له عجـب أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس

إن الجديدين في طول اختلافهما لا يفسدان ولكن يفســد النــاس

وكان الرسول r يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده)).

أتى عدي عند رسول الله r فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس. فقال له النبي r : سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ، وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب. فقال له الرسول r:- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه r وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه.

بعض أشعارها في الرثاء:

تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد :

ألا يا عين فانهمري بغدر وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر

ولا تعدي عزاء بعد صخـر فقد غلب العزاء وعيل صبري

لمرزئة كأن الجوف منهـا بعيد النـوم يشعــر حـــر جمـــر

في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر.

من حس لي الأخوين كالغصنين أو من راهما

أخوين كالصقرين لم ير ناظر شرواهمـا

قرميــن لا يتظالمان ولا يرام حماهـا

أبكي على أخـوي والقبــر الذي واراهما

لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما

وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما .

: ومن شعرها أيضا

يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس

ولولا كثرة الباكيـن حولي على إخوانهم لقتلت نفسي

وما يبكون على أخي، ولكن أعـزي النفس عنه بالتأسي

فلا، والله، لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشص رمسي

فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي

وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم ( فلا والله ) على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد. ثم قالت:

أسدان محمرا المخالب نجدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر

قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد مخير

وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:

أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها

فقالت الخنساء:

أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها

وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها

و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها


يتبع...........
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-29-2007, 07:08 AM
الصورة الرمزية أبوشديد المثيلي
أبوشديد المثيلي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: السعودية - جدة غير
المشاركات: 594
افتراضي رد: نبذة عن الخنساء ام الشهداء



الخنساء.. قدمت للإسلام 4 شهداء

بكت الخنساء على مدار عمرها الطويل حتى جف الدمع في مآقيها، وكتبت اعظم مرثية في أخويها صخر ومعاوية.
حل عليها المشيب على غير أوان بعد أن تداعت عليها الهموم والأحزان، لكنها قالت كلمات عاشت على جبين الزمان.
أعلنت إسلامها، وأدت فريضة الحج وقدمت أبناءها الأربعة فداء للدين الحنيف.
شهد لها الشعراء والأدباء، واعجب عمر بن الخطاب بفصاحتها وبلاغتها، وسألتها أم المؤمنين عائشة تفسيرا لهذا الحزن الكبير.

نال أبناء الخنساء الأربعة شرف الشهادة في معركة القادسية ضد الفرس (16ه - 638م) وكانت وصية الأم المسلمة المؤمنة لفلذات كبدها قبل المعركة: “يا بنيّ: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا الله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم أبناء امرأة واحدة ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، اعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رسيسها، وتظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة”.

وفي الصباح الباكر كانوا في مقدمة الصفوف ينفذون وصية الأم الحكيمة، ولما بلغها خبرهم قالت كلماتها المأثورة التي كتبها التاريخ الإسلامي بحروف من نور، وعاشت على جبين الزمان على مدار الأيام والأعوام:
“الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعا في سبيل الله ونصرة دينه وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة”.

أشعر النساء

شهد لها بشار بن برد وقال عنها إنها غلبت فحول الشعراء وقال عنها جرير إنها من اشهر الناس.
وعدها علماء اللغة والنحو مع ليلى الأخيلية، أشعر نساء العرب، وأكثرهن فصاحة وبلاغة .
ومن هؤلاء العلماء الأصمعي وأبو زيد الأنصاري وفي سوق عكاظ كان النابغة الذبياني يجلس تحت قبة حمراء ويستمع إلى قصائد الشعراء ويحكم بينهم ويحدد مراتبهم، وفي إحدى السنوات أنشدت الخنساء قصيدتها الرائعة في رثاء أخيها صخر التي تقول في مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوّار
أم أقفرت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت
فيض يسيل على الخدين مدرار

أعجبته القصيدة وقال لها: لولا أن الأعشى انشد قبلك، لفضلتك على شعراء هذه السنة، فغضب حسان بن ثابت وقال: أنا اشعر منك ومنها.

فطلب النابغة من الخنساء أن تجادله.

فسألته: أي بيت هو الأفضل في قصيدتك فقال:

لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
قالت له: إن في هذا البيت سبعة من مواطن الضعف.

قال: كيف؟

فقالت الخنساء: الجفنات دون العشر، ولو قلت الجفان لكان اكثر، وقلت “الغر” والغرة بياض في الجبهة، ولو قلت “البيض” لكان البياض اكثر اتساعا، وقلت “يلمعن”، واللمعان انعكاس شيء من شيء،، ولو قلت “يشرقن” لكان أفضل، وقلت “بالضحى” ولو قلت “الدجى” لكان المعنى أوضح وأفصح، وقلت “أسيافا” وهي دون العشرة، ولو قلت “سيوف” لكان اكثر، وقلت “يقطرن” ولو كانت “يسلن” لكان أفضل، فلم يجد حسان كلمة يرد بها.

إسلام الخنساء

هي تماضر بنت عمرو السلمية، لقبت بالخنساء ومعناها الظبية، عاشت حوالي 70 سنة في الجاهلية والإسلام (575 - 646م) جاءت مع وفد من قومها وأعلنت إسلامها، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها.

سألها عمر بن الخطاب: ما أقرح مآقي عينيك؟
فقالت: بكائي على السادات من مضر.
قال لها: هم في النار يا خنساء.
فقالت: كنت ابكي لهم من الثأر، واليوم أبكي لهم من النار.

وجاءت الخنساء تؤدي فريضة الحج في خلافة عمر، فلامها على ارتداء ملابس الجاهلية حزنا على أخويها فأنشدت عليه قصيدة فتعجب من بلاغتها وقال لأصحابه: دعوها، فإنها لا تزال حزينة أبدا.

ودخلت الخنساء على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها- وهي ترتدي خمارا ممزقا وصدارا من الصوف وهي ملابس الحداد للنساء على الراحلين في الجاهلية وتدب على عصاها من الكبر، فقالت لها: يا خنساء.

لبيك يا أماه.
. أتلبسين هذا الرداء وقد نهى عنه الإسلام؟
لم اعلم بهذا.
. وما الذي دفعك إلى هذه الحال؟
موت أخي صخر.
. فسألتها عن خصاله فقالت الخنساء:

إن زوجها كان مقامرا متلافا أضاع ماله وأراد أن يغادر أو يسافر فطلبت منه الانتظار، على أن تطلب المساعدة من أخيها صخر وهو أخ من أب- وعندما سألته شاطرها ماله فأعطته لزوجها فقامر به وخسر.

وعادت إليه في اليوم التالي تشكو حالها، فكرر معها ما سبق، وكرر زوجها ما فعل.
وفي العام الثالث طلبت زوجة صخر منه أن يكف عن مساعدة هذا الزوج المقامر، ويعطي أخته القليل على قدر حاجتها.

فأنشد شعرا يؤكد فيه أن مساعدتها واجبة عليه لأن أخته أولا صانت شرفه بعفتها وسيرتها الطيبة، تخاف عليه وهو على قيد الحياة، وتحزن عليه إذا مات.
وأعطى صخر نصف ماله إلى أخته، ووفت هي بعهدها وقالت: والله لا اخلف ظنه ما حييت.

موهبة مبكرة

ظهرت موهبة الخنساء وهي صبية صغيرة وكانت تنشد قصائد قصيرة، بيتين أو ثلاثة، فلما مات أخوها صخر، ومن بعده شقيقها معاوية، انطلق طوفان الشعر سيلا جارفا ولم يتوقف طوال حياتها.
كان “صخر” حليما كريما مقداما شجاعا وكان اكثر رجال العرب وسامة وجمالا.
وقالت في ذلك وهي تبكيه:

أعينيّ جودا ولا تجمدا
ألا تبكيان لصخر الندى؟
ألا تبكيان الجريء الجميل
ألا تبكيان الفتى السيدا؟

وقالت في رثاء معاوية:

لا أرى في الناس مثل معاوية
إذا طرقت إحدى الليالي بداهية
بداهية يصغي الكلاب حسيسها
وتخرج من سر النَّجي علانية

قالت في رثاء صخر وهي ترسم صورته وتحدد أوصافه:

ما بال عينيك من دمعها سرب
أراعها حزن أم عادها طرب
أم ذكر صخر بُعيْد النوم هيَّجها
فالدمع منها عليه الدهر ينسكب
يا لهف نفسي على صخر إذا ركبت
خيل لخيل تنادي ثم تضطرب
فقد كان حصنا شديد الركز ممتنعا
ليثا إذا نزل الفتيان أو ركبوا
أغر أزهر مثل البدر صورته
صاف عتيق فما في وجهه ندب
يا فارس الخيل إذ شُدت رحائلها
ومطعم الجوَّع الهلكى إذا سغبوا

سر المشيب

سألتها النساء عن سر تسلل المشيب إلى رأسها في هذه السن المبكرة فقالت:

تقول نساء شبت من غير كبرة
وأيسر مما قد لقيت يُشيبُ
لقد قصمت مني قناة صليبة
ويقصم عود النبع وهو صليبُ

والقناة هي الرمح، وعود النبع شجر صلب تصنع منه الأقواس والسهام.

وقالت وهي تصور حالها في الليل ،عندما ينام الجميع، وتسهر هي مع ذكرياتها الأليمة:

أرقت ونام عن سهري صحابي
كأن النار مشعلة ثيابي
وتقول عن موت أخيها، وكأنها تسجل حكمة الحياة، وان الموت نهاية كل حي:

يا صخر قد كنت بدرا يستضاء به
فقد ثوى يوم مت المجد والجود
فاليوم أمسيت لا يرجوك ذو أمل
كما هلكت وحوض الموت مورود.

وتقول في موقع آخر وهي تتمنى الرحمة لفقيدها الغالي وان يكون مثواه الجنة:

كأنما خلق الرحمن صورته
دينار عين يراه الناس مفقودا
اذهب بعيدا جزاك الله جنته
عنا وخلدت في الفردوس تخليدا
قد عشت فينا ولا ترمى بفاحشة
حتى توفاك رب الناس محمودا

قيم نبيلة

وتبدو الخنساء في بعض قصائدها كأنها تأثرت بلغة القرآن الكريم، وقيمه الإنسانية النبيلة:

ألا ما لعينك أم مالها
لقد أخضل الدمع سربالها
فإن تصبر النفس تلق السرور
وان تجزع النفس أشقى لها.

وتقول في قصيدة أخرى:

فخر الشوامخ من قتله
وزلزلت الأرض زلزالها

وتسجل حكمة الأيام، وسنتها في الحياة والموت، وقدرة الله سبحانه وتعالى وهي تقول:

كل امرئ بأثافي الدهر مرجوم
وكل بيت طويل السمك مهدوم
لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
ممن تملكه الأحرار والروم
إن الحوادث لا يبقى لنائبها
إلا الإله ورأس الأصل معلوم

وتضيف في موقع آخر:

أرى الدهر يرمي ما تطيش سهامه
وليس لمن قد غاله الدهر مرجع

ظلت الخنساء تبكي صخرا ومعاوية، حيث تصور حاجة المرأة إلى أهلها وذويها طوال حياتها.

بكت عيني وحق لها العويل
وهاض جناحي الحدث الجليل
معاوية بن عمرو كان ركني
وصخرا كان ظلهم الظليل

وكانت وفاة الخنساء في أول خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه (سنة 24 هجرية - 646 ميلادية)._


منقووووووووووول
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-31-2007, 02:00 PM
ابن مفحل غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: السعودية
المشاركات: 204
افتراضي رد: نبذة عن الخنساء ام الشهداء

مشكور يا أبوشديد المثيلي


موضوع مهم ويستحق القراءه...

لاهنت يالقرم علي الجهد الذي تبذل في سبيل المنتدي...


أخيك: ابن مفحل
__________________
زعـــب // المجاذمة & المتاريك & الغوانم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-01-2007, 01:43 AM
الصورة الرمزية أبوشديد المثيلي
أبوشديد المثيلي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: السعودية - جدة غير
المشاركات: 594
افتراضي رد: نبذة عن الخنساء ام الشهداء

الأخ الغالي ابن مفحل


مشكور على مرورك يالغالي
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون