ديوان الشاعر / جابر السلمي

(11)
تعب الشعر

تعبت يـ(محمد) كتبت الشعر قالوا منت شاعـر

تعبت اميز بين كذب وبين مـزح وبيـن جـدي

،،،

تعبَت عيوني واستبحت الدمع وادميت المحاجـر

اسجّ مـره وانتبـه مافيـه مـن ياخـذ بيـدي

،،،

هذا القلم اللي تشوفه فـي يـدي مـل الدفاتـر

كتبت به من( عهد جدي)! وانت تعرف عمر جدي

،،،

اليوم مل ومـا لقـي باليـد توديـع المسافـر

حتى الورق موجوع صامت لا يجيب ولا يـودي

،،،

بعض الفراق احسن من اللقيا بها الوقت المعاصر

ما دام حنا في زمن كلـه تـردي فـي تـردي!

،،،

لو أنكروا حرفي بسيطه أنكـروا قبلـي منابـر

وش يختزن قلي بربك من غدا عقلـه (مصـدي)

،،،

ما همهم الا ظهـور الزيـف حتـى فالمشاعـر

الى الوريد اغتالوا الاحساس في ظلـم وتعـدي

،،،

وش بعدها نكتب ونقرا لا غدى القانـون فاجـر

نرضى بظلمه!!! أو نقف ضده ونعلنها تحدي!!!

،،،

أبوي سماني على رغم انكسار الوقـت (جابـر)

أظن قبل يموت متوقع يصير (البعـض) ضـدي

،،،

والله لَخَلِّي من وقف ضدي يجي مهـزوم خاسـر

حتى يقر بعظمة لسانـه ويعـرف حجـم ردي!

،،،
،،،




وســــــــلا مــــتــــــــــكـــــــــــــم

(12)
سليم يا بحر جدة غير

يحق لك يابحر جدة / تجي شكل غير
من ساحلك / لا ازرقك/ لا لولوك /لا مداك


ليلةْ تساميت/ واطلقت النوارس/ تطير
ماكنّها الا/سمو (سليم) غطى سماك


يا بحر / ما سطّر التاريخ /غير اليسير
من مجد/ ما يُنقش الا بالذهب / أو يُحاك


هم قمة المجد الاول فالزمان الأخير
هنا رجوله وطيب / وفخر يَـعْــرُب/ هناك


مازالوا كْبار ، حتى الطفل يولد كبير
من صغر سنه معه مُصحف ومسواك راك


وانا بكل الفخر في حُب ربعي أسير
ماهي غريبة /يقول القلب : تسلم يداك


اذا كتبت الشعر فيهم تحقق مصير
للذات... ولاّ (سليم) اكبر مِن حْروف فاك


لا انت (الفرزدق) ولا تقدر تباري (جرير)
حتى يجي مدحهم مثل الدرر من شفاك


قلت إيه ! احــاول، و لي كلمة شرف تستثير
كل المواني ... لعين اللي سكن بي/ معاك


(سليم) يا بحر جدة غير / و الناس غير
هم راس مالي ،/ و لو قلدتهم/ ما مداك

،،،

(13)
مُــــــــــــر الايــــــــــــام

للساعي اشرب ذل الايام يمه
ماظن يصفى جو الايام ويروق

انا اليتيم اللي ملا الدمع كمه
ماكسّر الخاطر ولا كسّر الطوق

وانا النحيل اللي نشف نبض دمه
من حمل صعب وشايل الحمل مطبوق

اطرد سراب الما ولا قْدِرْت المه
يمه كِذِب ماكل مطرود ملحوق

لوكـان بـاقي عند الايـام ذمـه
كان ارتفع حظي من القاع لا فوق

ولوكان هذا القلب ماشلت همه
ماشلت هم الغير والقلب محروق

يمه وقـلبي كيف ينـزاح غـمه
لاصارت الايام ماعندها ذوق

هذا السحاب ابعد ولا عدت اهمه
كيف السما تمطر بلا رعد وبروق

اذكر وانا احبي شامخ الغيم اضمه
كنت احسب الدنيا تساهيل وشروق

واليوم ماصـارت حيـاتــي مهـمه
وشلون الم الريح في (شن مخروق)

مـازلــت احارب مر الايــام يــمـه
ياليت يصفى جو الايام ويروق

وسلامتكم

(14)
زوايـــــــــــــا مـديـــنـــــــــــــــــة



اصبح على صوت العصافير ميلاد
وامسى تحت ضو الثريا مدينه
*****
البارحة في داخلي ناس و بْلاد
وامواج بحر وسندباد و سفينة
*****
كنت الغريب اللي على ديرته عاد
ضم التراب و سال وادي حنينه
*****
ملح الطفولة واجتماعات الاولاد
ظل النخيل وحادي الحلم طينه
*****
وهناك بستان وصدى صوت نشاد
وقت الحصاد وكنّ ما زال حينه
*****
كانت ليالينا تباشير واعياد
وكان الصخب فينا هدوء و سكينه
*****
و الحلم ما كان اصعبه جمع الاضداد
كان اسهله تحطيمنا سور صينه
*****
وياما رسمت العالم خْيام وجْياد
كل الفضا للحلم باسط يدينه
*****
واذكر تحت سدرة تخيلت ميعاد
مع غيمةٍ تروي عطش ياسمينة
*****
البارحة كل الفضا حولي بْلاد
واصبحت واني في زوايا مدينه


وسلامتكم

(15)

لندن فلاش باك

لندن ضباب / و عطر/ وانفاس اغتراب/ و ياسمين
ما تذكرين البدوي اللي عاش فيك ولا نساك



شوفيني اذكر كلما مر السحاب الكلمتين
وحدة تجيب اقصاي والاخرى توديني هناااااك




يسعد صباح (الطرف)و (التايمز)وحي المترفين
(الماي فير) و وهج أنوارك على شرفة مساك




لندن وانا مازلت يا لندن طفل كله حنين
للطيش / لاشجار الكرز/ لمعانقة نسمة هواك



قولي لـ (كُلشستر) صباح الورد والتفاحتين
في خــد بنتٍ وصّلت معشوقها حد الهلاك



اللي ليا هالحين مستني لباص الطابقين
واللي ليا هالحين يتهجى بياض الوجه ذاك!



ما مر في باله سوى الذكرى وحانوتـة (حسين)
ساعةْ وقف مذهول / متلعثم / سعيد / ابْلا حراك




ما فاق غير انه لمس باليد او كلتا اليدين
بالياسمين وْ هو يتمتم Joy is back/ جوي باك



من وقتها نِسْي إغترابه وامطرت دنيااااه لين ...
نبتت سنابل قمح بكفوفه / و زال الارتباك



كان اكثر انسان ايْتَأمل في صباحه حاجتين...
عطر الضباب... و شمس تغزل له باشعتها شباك



و انتي سحابة عطر يا لندن و نفحة ياسمين
صحيح طاااالت غيبتي لكن قلبي ما نساك




وسلامتكم

(16)
(عود الثقاب)





وين اتّجه والمواني جُلّها من سراب؟
كيف اعطي البحر سر احلامي المزعجة؟
***
هذا الطريق اوّله كنّه ذهاب و إياب
أو هو إياب و ذِهاب احْترت وين اتّجه

***

ما بين خطوةْ دروبي واجتياز الصعاب
مليون حاجز يسوق ابها الطريق حْججه
***
احياناً اشعر بعجزي يوم احطّ الركاب
واحياناً اشعل طريقي بالأمل واحرجه
***
هذا أنا لو غرز بي جاير الوقت ناب
أوصل لقمّة طموحي جرْي أو دحرجه!
***
مادام فيْديني الشعلة و عود الثقاب
الضوء في خطوتي والمستحيل ابْلجه
***
ولو الزمن ما حسب مرّه لمثلي حساب
وش همني يا زمان الكذب والبهرجه ؟
***
اعْتدت اغامر وامد مْن الأماني سحاب
واستمطر الغيم من كف الشقا واخرجه
***
وهناك باقصى الطريق المورق الفين باب
تفتح على دوحة المستقبل المنتجه
***
ثم اتجه للمواني و الأماني زهاب
واعطي مدى البحر سر احلامي المبهجه
******


وســــــلامــــــتــــكم

(17)
تعب و شقا


تعبت ادوّر للشقا راحة والاقي له بديل
تعبت اطارد كل غيمة واتبع بروق الحيا

ما كنّي الا رجل واقف في دروب المستحيل
من وين ما وجّه ترجّعني متاهات وغـَيـَا

صحرا دروبي تعتبرني فوقها عابر سبيل
وانا اعتبرها - لو تجاملني سنة –زيف وْ ريا


هذا النخيل يموت واقف ... ما وقف غير النخيل
ليت السواني تعْرف ان النخْل لا مات يحْـَيـَا

إلى متى ..وانا تساورني شكوك بْلا دليل
إن الزمان ليا قسى ما اختار غير الابريا

والى متى الحمل الثقيل يشيله الرجل النحيل
والى متى يوصف -بليدين القلوب – ا لاقويا

لاصار مثلي في متاهات الزمن حطاب ليل
ما صاد من ليله سوى جملة جراحات وعيا

ما باقي الا يجمع شتاته ويعزم بالرحيل
الى الجهات اللي تبدد له شقاء الاشقيا

لو ما سكن درب الحياة الا النقاوه و الجميل
كان اغلب اللي عاش فيها صار رسل وأنبيا

تعبت ادور للشقا راحة والاقي له بديل
تعبت اقول إن الوجيه السود ما فيها حيا

،،، وسلا متكم ،،،

(18)
حدود المسافة

على حدود المسافة و الزمن و الغرام
وقفت ما معي/ غير انتي /وانا /والزمن


اناظر الوقت/ وانتي والثواني/ زحام
في داخل القلب /وانا اللي دفعت الثمن


من شجْرة الحب/ طارت ريشتين وحمام
طارت/ وانا اقول طرتي يا حمامة لمن؟


اسرع من الريح/ واصدق من بياض الغمام
واعمق من الصمت /جرحٍ في فؤادي كمن


تلعثم الوقت في يدِّي/ وضاع الكلام
ومن الشمال ابرقت عيني/ وسال اليمن


ما كنها الا حبال/ من الأسى و الهيام
من وقتها/ مااستتب بها الخفوق الأمِن


تايه بعد ماتحول نور دربي/ ظلام
صحيح يا وقت/ بعد اليوم ما تؤتمن


من غيرها يسكن الأهداب/ عند المنام
من غيرها يضوي الأيام/ بعد اظلمن


لا العين تنسى الحنين/ ولا بلوغ المرام
ولا القلب ينسى غرام/ بنبض دمّه طمن


على حدود المسافة والزمن/ كم عام

لا صرت واقف بدونِك/ في فراغ الزمن


وسلامتكم

(19)
وداع
.
.


مع السلامة سكوتي رمـــز لوْداعي
حتى الكلام -ان ذكرته- ما يكفّيني
.
.
يااجمل يام عمري واجمل اوضاعي
موادَعِك صعْب مثل الدمع في عيني
.
.
مشاعري تحتدم في داخل اضلاعي
لو تنطلق كان سالت من شراييني
.
.
بعضي يحاول وبعضي يرفض صْراعي
ما بين امـرّين ... واحلاهم يبكّيني
.
.
دمعة تحـاول ، ولكن مالها داعي
ما ودي تْصير حاجز بينك وبيني
.
.
ابشربك شوف ... ما ملّيت لسّاعي
وارسِمْك صورة خيال.. بكل تكويني
.
.
واحضنك في داخلي صيفي و مرباعي
لآخر مدى... وآخر الايام ... وسْنيني
.
.
واوْعِدْك لا اتعّب الاوراق و الساعي
حتى تلامس يديك العذبة ايديني

.
.




وسلامتكم ،،،

(20)

عدت من ثااااني

مسافر ياصباحات المدى /كل الدروب إجْداد
كأني ما تغرّبت بْحياتي !! عدت من ثاني
،
هلا ياغربتي/ برد المواني/ لك وطن وبْلاد
تدفّي بالضلوع/ و دثّري لي / قلبي الحاني
،
يساورني يقين/ ان اغترابي/ يعتبر ميلاد
لتيار الحنين المنتشي/ في دم شرياني
،
تجذّر داخلي برق السحاب و حنّةْ الرعاد
تخيلت النجوم ادْيار حب وصارت اوطاني
،
و كنك يا سما هالكون أم وْ أصغر الاولاد
أنا...دلوعك الطفل الكبير/ وأصْغر اخواني
،
عرفتي تحضنيني في ضلوعك /طفلك المعتاد
على تربيت كتفي/ لا فقدت احيان عنواني
،
أنا يُمه / زرعت الكون للغربة / فرح واعياد
كبرت /ولا عرفت ان الفرح /ما صار مجاني
،
تهجي في نحولي / كيف صار لْي السفر جلاد
وكيف انه /عرضني للمسافات اتّهجاني
،
تشظيت اغتراب / بقلب صامد / مثلما بغداد
تسامت فوق جرح اهل البلاد / وكف نصراني
،
انا ... كل الدروب تمرني غربة / بلا ميعاد
كأني مانطقت الا الحنين... بعظمة لْساني
،
مسافر للصباحات البعيدة / والمدى يزداد
مواني للعطش تجتاحني .... تغتال وجداني


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وسلامتكم