#1
|
|||
|
|||
منصور بن عمار السلمي الواعظ
[frame="11 98"]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منصور بن عمار السلمي الواعظ : أصل منصور من خراسان , أو من البصرة . سكن بغداد , وحدث بها .وجده كثير . وكنيته أبو السري . وهو واعظ بليغ مؤثر , فصيح البيان . حدث في بغداد عن جملة علماء . منهم معروف أبو الخطاب صاحب واثلة بن الأسقع , وليث بن سعد , وغيرهما . وروى عنه ابنه سليم السلمي , وعلي بن خشرم , ومحمد بن جعفر لقلوق وغيرهم . وقال أبوعبدالرحمن بن محمد الحسين السلمي : إنه من أهل مرو , من قرية يقال لها :دنداقان )[ويقال : من أهل( أبيورد) أو من أهل( بوشنج) لمنصور بن عمار حديث بسنده المتصل إلى واثلة بن الأسقع . قال واثلة : لما أسلمت أتيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فأسلمت على يديه ., فقال لي : ( اذهب فاحلق عنك شعر الكفر واغتسل بماء وسدر ) . قدوم منصور إلى مصر حين قدم منصور بن عمار إلى مصر جلس يقص على الناس , فسمع كلامه الليث بن سعد فاستحسن قصصه وفصاحته . فقال له الليث : ياهذا ! ما أقدمك إلى بلدنا ؟ قال : طلبتُ أكتسب بها ألف دينار . فقال له الليث : فهي لك على رصين كلامك هذا الحسن , ولاتتبذل . فأقام بمصر في جملة الليث بن سعد وفي جرايته , إلى أن خرج عن مص فدفع له الليث ألف دينار , ودفع إليه بنو الليث أيضاً ألف دينار, فخرج فسكن بغداد وبها توفي . ويتحدث منصور بن عمار عن نفسه أثناء إقامته بمصر .. فيقول : لما قدمت إلى مصر , وكان الناس قد قحطوا , فلما صلوا الجمعة رفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء , فحضرتني النية , فصرت إلى صحن المسجد , فقلت : ياقوم ! تقربوا إلى الله بالصدقة , فإنه تُقرب إليه بشيء أفضل منها .. ثم رميت بكسائي , ثم قلت : اللهم هذا كسائي وهو جهدي وفوق طاقتي . فجعل الناس يتصدقون , ويُعطوني ويلقون على الكساء , حتى جعلت المرأة تلقي خرصها , وسخابها ( قلادتها) حتى فاض الكساء من أطرافه , ثم هطلت السماء , فخرج الناس في الطين والمطر , فلما صُليت العصر , قلت : يا أهل مصر ! أن رجل غريب ولا علم لي بفقرائكم , فأين فقهاؤكم ؟ فدفُعت إلى الليث بن سعد , وابن لهيعة , فنظرا إلى كثرة المال , فقال أحدهما لصاحبه : لا تحرك , ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا , فرحت , أو قال : فادلجت إلى الإسكندرية و وأقمت بها شهرين . فبينا أطوف على حصنها وأُكبر , فإذا أنا برجل يرمقني , فقلت : مالك ؟ قال ياهذا ! أنت قدمت من مصر ؟ قلت : نعم ! قال أنت المتكلم يوم الجمعه ؟ قال : قلت : نعم ! قال : فإنك صرت فتنة على أهل مصر . قلت : وما ذاك ؟ قال : قالوا كان ذاك الخضر دعا , فاستجيب له . قلت : ما كان الخضر, بل أنا العبد الخاطىء .. قال : فادلجت فقدمت مصر , فلقيت الليث بن سعد , فلما نظر إلي , قال : أنت المتكلم يوم الجمعه ؟ قال : قلت : نعم ! قال : فهل لك في المقام عندنا ؟ قال : قلت : وكيف أقيم وما أملك إلا جبتي وسراويلي ؟ قال : قد أقطعتك خمسة عشر فداناً . ثم صرت إلى ابن لهيعه , فقال لي مثل مقالته – مقالة الليث – وأقطعني خمسة فدادين . وهكذا أقام منصور بن عمار السلمي بمصر مكرماً منعماً . من شواهد فصاحة منصور بن عمار كتب إليه بشر الحافي يقول له : ( اكتب لي بما منّ الله علينا ) . فكتب إله منصور هذه الرسالة الوجيزة الضاربة في البلاغة صوب القمة : ( أما بعد يا أخي – فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه , في كثرة ما نعصيه . ولقد بقيت متحيراً فيما بين هذين : لا أدري كيف أشكره لجميل مانشر , أو قبيح ما ستر ) . إثراء منصور وإنفاقه في الخير ويبدوا جلياً أن منصور بن عمار قد أثري بآخره , ونحن نراه ينفق إنفاق من لا يحسب للفقر حساباً , قال محمد بن موسى : شهدت منصور بن عمار القاص , وقد كلمه قوم , فقالوا له : هذا رجل غريب يريد الخروج إلى عياله ... فقال لابنه أحمد بن منصور : يا أحمد ! امض معهم إلى أبي العوام البزاز , فقل له : أعطه ثياباً بألف درهم , بل بأكثر من ذالك , حتى إذا باعها صح له ألف درهم . وفاته توفي منصور بن عمار , ودفن ببغداد , بباب حرب , ووضع على قبره لوح منقوش عليه اسمه , وإلى جانبه قبر ابنه سليم ... هذا وقد ترجم الشيخ عبدالرزاق البيطار , منصور بن عمار بن كثير السُلمي الخراساني الواعظ , وسماه بإسمه المذكور , وذكرإسم أبيه : عمار , وإسم جده : كثير , ونسبه إلى سُليم , ووصفه بأنه ( صوفي) بدلاً من وصف( الواعظ ) الذي وصفه به الخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد ) . والبغدادي من أهل القرن الخامس الهجري , ومنصور بن عمار من أهل القرن الثالث الهجري . وجعله الشيخ عبد الرزاق ( دمشقياً ) .. وموضوع كتاب الشيخ عبد الرزاق البيطار على ما ورد نصاً في عنوان الكتاب : ( حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ) هو تراجم أهل القرن الثالث عشر الهجري . وقال الشيخ البيطار منصور بن عمار أثناء ترجمته له كشخصية صوفية بارزة من أهل القرن الثالث عشر الهجري ما نصه : ( إنه كان مسرفاً على نفسه ثم تاب ) .وأورد قصة وجوده رقعة مكتوباً فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فلم يجد لها موضعاً يضعها فيه فأكلها فرآى في المنام قائلاً يقول له : قد فتح الله عليك باب الحكمة لأحترامك للرقعة . فقام من نومه نادماً على أفعاله , تائباً من وقوعه في أوحاله , مقبلاً على مولاه , معرضاً عما سواه .. ففتح الله عليه أبواب القبول, وسهل له أسباب الوصول , ومنحه من العلوم الإلهية والتجليات العرفيانية ما أثبت له الفضيلة ) الخ . وقد جعل الشيخ عبد الرزاق البيطار , وفاة ( منصور ابن عمار بن كثير السلمي ) في دمشق . ويبدوا لي أن الثابت في التاريخ هو أن منصور بن عمار السلمي الواعظ كان معاصراً لليث بن سعد , وكان من أهل القرن الثالث الهجري , وقد استوفى ترجمته الخطيب البغدادي في كتابه ( تاريخ بغداد ) . المصدر : كتاب ( بنو سُليم) لعبدالقدوس الأنصاري . بن جايل
__________________
انا وان أحسابنا كرمت لسنا على الأحساب نتكلّ نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعلّ فوق مافعلّ |
#2
|
||||
|
||||
رد: منصور بن عمار السلمي الواعظ
" بن جــايل "
( بيض الله وجهك ... ويسر الله أمرك ) .. ومشكووور على نقل سيرة الفارس العظيـم " منصور بن عمار السلمي " تحياتي لك :: " ريـاض الحليلي " |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
|