نِسَاءٌ مُبَشّراتٌ بالجَنَّة، أم المؤمنين عائِشَةُ بنْتُ الصِّدِّيق رضي الله عنها

\7

\7

\7

\7

\7

\7

\7

\7

\7

\7

* البركةُ تلاحقُ أمّ المؤمنين عائشة في جميع أطوار حياتها، وخاصة حياتها مع النَّبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد حظيتْ بشرفٍ عظيمٍ وهو خدمة النّبي صلى الله عليه وسلم وتمريضه في بيتها، بعد أن استأذن أزواجه الطّاهرات في ذلك، فأذنَّ له أَنْ يكونَ حيث أحبَّ.
ومات صلى الله عليه وسلم في حجرتها الشّريفة، وروت أمُّ المؤمنين عائشة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:

إنَّ مِنْ نعم الله عليَّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأنَّ الله جمعَ بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده السِّواك، وأنا مسندةٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه، وعرفتُ أنَّه يحبُّ السِّواكَ. فقلتُ: آخذه لك؟ فأشار برأسه أَنْ نَعَم. فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلت: أليّنهُ لك؟ فأشارَ برأسه أَنْ نَعَم، فلينتُه وبين يديه ركوة أو علبة فيها ماء، فجعل يُدخل يدَهُ في الماء فيمسح به وجهه ويقول: ((لا إله إلا الله، إنَّ للموتِ سكرات)) ثم نَصَب يده فجعل يقول: ((في الرفيق الأعلى)) حتى قُبض ومالت يده (1).

* كان موتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم حدثًا أذهل العقول، وفزَّعَ القلوب، وروّع الأنفس، وبدا النّاسُ في شأنه حيارى، ولكنَّ عائشة - رضي الله عنها - ظلت ثابتةَ القلب والنّفس، كما كان سيدنا أبو بكر - رضي الله عنه - ثابت القلب والنّفس أيضاً، ولله در الصِّديقَيْنِ في هذا الموقف العظيم!.

ودُفن النَّبي صلى الله عليه وسلم في بيت الصِّديقة عائشة فنالت بذلك شرف الدَّارَيْنِ، وظلت حجرتها قبلة القُصَّاد لجميع المسلمين ليلقوا السَّلام على النَّبي الكريم النَّبي صلى الله عليه وسلم.

* ومنَ المكارم التي اختصت بها أم المؤمنين عائشة أنّها رأت في نومها كأنَّ ثلاثةَ أقمار سَقَطْنَ في حجرتها، فقال سيدنا أبو بكر: إنْ صدقَتْ رؤياك دُفِنَ في بيتك خير أهل الأرض.

فلما مات النّبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال لها أبو بكر - رضي الله عنه -: هذا أَحَدُ أقمارك وهو خيرُها (1)، ثم دُفن في بيتها أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - وضمَّت بذلك الأقمار الثلاثة.

* ومن البركاتِ التي تُضَمُّ إلى بركات أمّنا عائشة في هذا المجال حبّ النّبي صلى الله عليه وسلم بيتها وحجرتها، وفي ذلك قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يُقبضُ النَّبي صلى الله عليه وسلم إلا في أحبِّ الأمكنة إليه)) (2)، وهكذا كان.





(1) الحديث ورواه البخاري، وانظر البداية والنهاية (5/ 239 و240)، ودلائل النبوة (7/ 206 و207).
(1) عن أنساب الأشراف (1/ 572) بتصرف يسير.
(2)انظر سير أعلام النبلاء(2/ 135 حتى 139).



\7