(يوم نخلة). أول حروب الفجار .

حروب الفجار

وسمية بالفجار , لأنها كانت في الأشهر الحرم ’ وهي الشهور التي يحرمونها ففجروا فيها .

يوم نخلة
وهو يوم لقبائل قيس عيلان وهم : هوازن , وسليم , وغطفان , على قبائل كنانة وقريش.
ونخلة : موضع قريب من مكة فيه نخل وكروم.


كان البراض بن قيس الكناني سكيراً فاسقاً, خلعه قومه وتبرءوا منه, فشربَ في بني الديل (وبني الديل حي من بني عبد قيس بن ربيعة) فخلعوه , فأتى مكة وأتى قريشاً, فنزل على حرب بن أمية , فحالفه وأحسن جواره , وشرب بمكة حتى هم حرب أن يخلعه , فقال لحرب : إنه لم يبق أحد ممن يعرفني إلا خلعني سواك , وإنك إن خلعتني لم ينظر إلي أحد بعدك , فدعني على حلفك وأنا خارج عنك , وتركه وخرج.

وكان النعمان بن المنذر قد بعث إلى سوق عكاظ إذ بلطيمة (واللطيمة هي : العير التي تحمل الطيب وبز التجار) يجهزها له سيد مضر , فتباع وبشترى له بثمنها الأدم والحرير والوكاء والبرود من العصب والوشى والمسير والعدني.

وكانت سوق عكاظ في أول ذي القعدة , فلا تزال قائمة ( حيث كان قيامها فيما بين النخلة والطائف , وبها نخل وأموال لثقيف يباع فيها ويشترى إلى حضور الحج.

وجهز النعمان لطيمة له وقال : من يجهزها ؟ فقال البراض الكناني : أنا أجهزها على بني كنانة (يريد أهل الحجاز) . فقال النعمان : إنما أريد رجلاً يجهزها على أهل نجد , فقال عروة الرحال (وهو عروة بن عتبة بن جعفر ’ من بني عامر بن صعصعة , وكان يعرف بعروة الرحال _ لرحلته إلى الملوك , وكان من ذوي العقل والشهامة , وهو من أرداف الملوك في الجاهلية) وهو يومئذ رجل من هوازن_ أكتب خليع يجهزها لك ؟ أبيت اللعن! أنا أجهزها لك على الشيح والقيصوم (والشيح والقيسوم : نبتان وهو يريد أنه يجهزها على العرب جميعاً) في أهل نجد وتهامة ! فقال له البراض : أعلى كنانة تجهزها يا عروة ؟ فقال عروة : وعلى الناس جميعاً !


فدفعها النعمان إلى عروة , وخرج بها , وتبعه البراض , وعروة يرى مكانه ولا يخشاه , حتى إذا كان بأرض يقال لها : أرواة وهي ماء بني تميم نزل عروة وشرب من الخمر , وغنته قينة , ثم قام فنام.

فجاء البراض فدخل عليه , فناشده عروة وقال : ((كانت مني زلة , وكانت الفعلة مني ضلة )) , ولكن البراض قتله وارتجز البراض في قتل عروة فقال :

قد كانت الفعلة مني ضلة
هلا على غيري جعلة الزلة
فسوف أعلو بالحسام القلة

وهرب البراض الخدم القائمون على الأبل , واستاق البراض اللطيمة إلى خيبر.

ولقي البراض بشر بن أبي خازم فقال له : هذه القلائص لك على أن نأتي حرب بن أمية وعبد الله بن جدعان وهشاماً والوليد بن المغيرة فتخبرهم أن البراض قتل عروة , فأني أخاف إن يسبق الخبر إلى قيس أن يكتموه حتى يقتلوا به رجلاً من قومك عظيماً . فقال له : وما يؤمنك أن تكون ذلك القتيل . قال : إن هوازن لا ترضى أن تقتل بسيدها رجلاً خليعاً مثلي.

وكانت العرب إذا قدمت عكاظ دفعت أسلحتها إلى عبدالله بن جدعان حتى يفرغوا من أسواقهم وحجهم , ثم يردها عليهم إذا ظعنوا _ وكان سيداً حكيماً مثرياً من المال _ فجاء القوم وأخبروه خبر البراض وقتلِه عروة , وأخبروا حرب بن أمية وهشاماً والوليد بن المغيرة .

وجاء حرب إلى عبدالله بن جدعان فقال له : احتبس قبَلك سلاح هوازن فقال له ابن جدعان : أبا الغدر تأمرني يا حرب! والله لو أعلم أنه لايبقى منها سيف إلا ضربت به , ولارمح إلا طعنت به ما أمسكت منها شيئا , ولكن لكم مائة درع , ومائة رمح , ومائة سيف في مالي تستعينون بها.

ثم صاح ابن جدعان في الناس : من كان له قبلي سلاح , فليأت وليأخذه . فأخذ الناس أسلحتهم .


وبعث ابن جدعان وحرب بن أمية وهشام والوليد بن المغيرة إلى أبي براء زعيم هوازن : إنه قد حدث في قومنا بمكة حدث أتا نا خبره , وقد خفنا تفاقم االأمر , فلا تنكروا خروجنا ولايرد عنكم تحملنا . وساروا على كل صعب وذلول راجعين إلى مكة .

فلما كان النهار أتى عامر بن مالك ملاعب الأسنة الخبر فقال : غدرت قريش , وخدعني ابن جدعان , والله لاتنزل كنانة عكاظ أبداً . فجمعت هوازن جموعها بقيادة ملاعب الأسنة أبو براء , وجمعت سليم جموعها بقيادة عباس بن زغل , وجمعت غطفان جموعها بقيادة عوف بن أبي الحارث , وجميعهم من قيس عيلان , ثم ركبوا على إثرهم حتى أدركوهم بنخلة , فاقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم , وجن عليهم الليل , فكفوا .


ونادى رجلاً من بني قيس وهو الأدرم بن شعيب العامري : يا معشر قريش , ميعاد ما بيننا هذه الليلة من العام المقبل بعكاظ .



المصدر : كتاب تاريخ العرب في الجاهلية
تأليف : جورج زيدان
ومن إخراج : عبد العزيز الوريكاني

الله عليك يا مبدع ’’’


تسلم أخوي عبدالعزيز ,,,, مواضيعك top الـ top


ربي يسعدكـ (( موضوع مميز ))



تقبل مروري يالغالي


دمت بود

عشت يابن عضيب



على النقل الجميل وموضوع مميز




وانت كل التميز



اشكرك



لك كل المحبه والتقدير




علي الزعبـــي

تسلم يا السالمي على هذا المرور ’,’ العطر ’,’ والرائع ’,’ والغالي على قلبي ,,’’,, .

لك مني أجمل التحيات.

\7