نداء للقلوب الحية

نداء للقلوب الحيّة

[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="solid,4,red" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
هُبُّوا سراعًا أغلقوا الأهليَّة = فبقاؤها للعلم شرُّ بليَّة
لا شك معظمها بدت وكأنها = سوقٌ تُقام وهمها الربحيَّة
آليَّةُ التشويه فيها أصبحت = علنًا تسير بصورةٍ آليَّة
ومظاهر الإهمال في جنباتها = تبدو لناظرها ضحىً وعشيَّة
لم تُبنَ أكثرها لتصبح معقلاً = فيه المعارف والعلوم بهيَّة
لكنها بُنيَت كمعتقلٍ لمن = يرتادها لو لم يُدَنْ بقضيَّة
بالصد عنها والتغافل خرَّجت = في العلم أجيالا بغير هويّة
والحق يُذكرُ أنها ببراعةٍ = تهتم بالأعداد والكميَّة!
النقد يلقى في القبول رحابةً = ونفوسهم دومًا عليه رضيّة!
هل تُرتجى للنشء منها رفعةٌ = وحقيقة الأوضاع مأساوية؟!
كم من معلمةٍ بها ومعلمٍ = فقدوا الأمانة والأمان سويّة
فاستسلموا حين استُغِلَّ مجيئُهم = قسرًا لأن ظروفهم قهريَّة
ورضوا على مضضٍ بأجرٍ لم يفِ = يومًا ببعض حوائجٍ أُسْريَّة
وانظر إلى طلابها ببساطةٍ = يُعطون أعلى نسبةٍ مئويَّة
لو أن أكثر من تخرَّجَ منهمُ = لا زال يشكو وطأة الأميَّة!
وإذا أتاهم زائرٌ أو مشرفٌ = قاموا إليه وأغرقوه تحيَّة
وإذا بهم يُنسونه ما قد أتى = من أجله بضيافةٍ سحريّة
ويغادر الضيف الكريم مودَّعًا = بحفاوةٍ ولطافةٍ وهديَّة
ووزارة التعليم حتمًا أدركت = فوضى التعلُّم ترتدي الرسميّة
فقضت بتعيين المدير وجعله = يُعطى القرار وكامل الحريَّة
وتكبدت عبء الرواتب علَّها = تُبقي على روح النظام فتيَّة
لكن أحلام المدير تبخرت = لمَّا أتى لإدارةٍ وهميَّة!
قالوا له أهلاً فأنت موفقٌ = إن الإدارة عندنا فخريَّة!
أغمض عيونك واسترح في مكتبٍ = لك قد أُعِدَّ بلمسةٍ عصريَّة
إن الحقيقة لو جزعنا مُرَّةٌ = فتأمَّلوا يا قومنا برويَّة
ومن المصيبة أن نغُضَّ الطَّرف عن = أهليَّةٍ عُرِفت بلا أهليَّة
أدُّوا الأمانة ياكرام وحلِّقوا = بالعلم في حزمٍ ومسؤوليَّة
لا تتركوا أبناءنا وبناتِنا = باسم التميُّزِ للضياع ضحيَّة
فالعلم مجدٌ والشباب ركيزةٌ = هذا ندائي للقلوب الحيَّة
[/poem]

شعر : أ/ بندر بن عبد الولي السريحي السلمي ــ المحاضر بجامعة الملك عبد العزيز