ديوان الشاعر ( محمد بن شرِّيف الجبرتي السلمي )

اسمه : محمد بن شرِّيف بن عبيدالله الجبرتي السلمي
ولد بقرية الظبية التابعة لديار بني سليم وتقع على طريق مكه المكرمه - المدينة المنورة السريع وليس هناك تاريخ محدد لولادته ولكنه رحمة الله أحاط بأحداث في حكومات سابقة ويقارب عمره 105 سنة تقريباً عندماتوفى .
ونشأ في كنف والديه حتى اختارهما الله وكان عمره حينها أربعة عشر عام وبعد ذلك تحمل مسئولية نفسه بنفسه في زمن قاسٍ فأستهل شبابه برعي الغنم فتره من الزمن إلاّ أن موهبة الشعر طغت عليه فتفرغ لذلك وتزوج وعمره عشرين عام تقريباً عاش متنقلاً كعادة الباديه إلى أن أستقر به المقام في محافظة الجموم وهي بلدة تبعد عشرين كيلو متر عن مكة المكرمة من جهة المدينة المنورة .
ولقد أشتهر شاعرنا رحمه الله في ديار بني سليم والتي تعتبر من أزهى أيامه ففي تلك الفتره كان شاباً يتدفق حيوية ونشاط وكان شعره قوياً كشبابه وهذه المرحلة هي مرحلة إثبات وجود ومرحلة تحدي بالنسبة له سيما أن قبيلة بني سليم تعتبر من أشهر القبائل في الشعر قديماً وحديثاً فهناك وجد شعراء يفهمهم ويفهمونه فبين كل فخذ من قبيلة بني سليم والآخر مواقف ومناسبات ومعاني بحكم التجاور والحدود والأملاك وغير ذلك وكل شاعر يعتبر لسان قومه في كل محفل ومناسبة فجاء الجبرتي جديداً في معانيه متنوعاً في ألحانه وطروقه فسطع نجمه وعلت مرتبته بين شعراء قبيلته فمن الشعراء الذين التقى بهم في قبيلة بني سليم كلٍ من زرِّاق الخضيري واخيه خضر وراضي بن عبدالكريم الخضيري وعوض الله بن حميد السلمي (ابو مشعاب ) وغيرهم من الشعراء .
بعد ذلك أخذت شهرته تزداد شيئاً فشيئاً وتعدت حدود قبيلته إلى القبائل الأخرى المجاوره كقبيلة حرب المعروفة حيث التقى بالعديد من شعراءها منهم حميد بن مبيرك القريقري الحربي أحد أعيان قبيلة زبيد من حرب وغيره .
بعد ذلك اتجه الجبرتي إلى برنامج البادية الذي كان يقدمه مطلق بن مخلد الذيابي ثم محمد بن شلاح المطيري وقد أخذ اسمه يتردد بين عشاق المحاورات في أرجاء المملكة حيث ساهم في اتساع دائرة الشهرة للجبرتي فأصبح معروفاً على مستوى المملكة ثم الخليج .
بعد ذلك سكن الجبرتي محافظة الجموم القريبة من مكة المكرمة فالتقى بشعراء المدن الذين تختلف معانيهم وطروقهم عن شعراء الباديه فقابل كلاً من مستور العصيمي ومطلق الثبيتي وخلف بن هذال وهلال السيالي ومحمد بن تويم الثبيتي الحارثي وعبدالله بن مستور المسعودي وعبادل المالكي ومريسي الحارثي وغيرهم من شعراء مكة وجدة والطائف فزادت شهرته وسطع نجمه في المدن مثلما سطع في الباديه .
وأخيراً توفي الجبرتي رحمة الله عليه في مساء يوم الأحد الموافق 17/ 4 / 1414ه في منزله بوادي فاطمه - الجموم وقد فقدت الأوساط الشعبية بوفاته شاعراً فريداً أثرى ساحة شعر الرد بأجود الأبيات التي أصبحت أمثالاً يرددها معظم محبي الشعر الشعبي وقد نعته جريدة الندوة في عددها 10594 بتاريخ 27/4/1414ه حيث أشارت إلى مكانته رحمه الله وذلك تحت عنوان (( الجبرتي صوت التحدي )) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .




** ** **


سلام من الجبرتي لا تقولون الجبرتي غاب
حضر واللي عقد روس الحبال يحلّها حلّي





هذا البيت أنتشر إنتشاراً واسعاً في المملكه وفي دول الخليج فانطلق كالصاروخ يبعثر أفئدة الشعراء ومتذوقي المحاورات الذين ينشدون لحظة احتدام الخصومه والمقارعه بين الشعراء , فأصبح علامه مميزه لهذا الشاعر بل أصبح مثلاً يقال عندما تتعقد الأمور فيقال (( اللي عقد روس الحبال يحلها ))



( قصة هذا البيت )



كما ذكرها الجبرتي أنه حضر حفلاً في جده دام ثلاث ليالي , فعندما حضره في الليله الأولى كانت صفوف الملعبه قليله وذلك مالا يرغبه الجبرتي , حيث أنه لا يتحرك له هاجس إلاّ إذا كانت الصفوف في غاية تكاملها وانسجامها . فعاد الجبرتي ولم يمد يده .

وعاد في الليله الثانيه وكانت على نفس حالتها في الليله السابقه ولم يمد يده أيضاً فشاع بين عشاق المحاورات أن الجبرتي خائف من مقابلة خصومه الشعراء . فبلغ ذلك الجبرتي وفي الليله الثالثه حضر للملعبه وهو مصمم على أن يمد يده وينشد مهما كان وضع الملعبه فقال :




سلام من الجبرتي لا تقولون الجبرتي غاب

حضر واللي عقد روس الحبال يحلّها حلّي

إذا مني حضرت اللعب في الواجب درقت الباب

عصام اللعب ليه وارطني ياترك عصّملي


فرد عليه شاعر :


هلا يامرحبا بك يالجبرتي جيد الأنساب

أنا ماقلت يوم أنك سريت إنه من الذلّي


وزاد آخر :


هلا يامرحبا بك يالجبرتي والعلوم صعاب

لكن آخر على آخر تاخذون الدرب متجلّي



فقال الجبرتي :


أنا من قبل ذا الليله علّي من الإله حجاب

حجاب عن العرب والاّ كريم الوجه متولّي

يقولن العرب مدري عن الصادق من الكذاب

أثر بعض العرب عقله يجي ستين مرطلّي