تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتدى الــعـــام > منتدى قبيلة سليم الإسلامي > منتدى الشـريعة والحيــاة
منتدى الشـريعة والحيــاة منتدى مخصص للمواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-03-2012, 03:21 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي رد: سيرة الإمام الشافعي [متجدد]

[table1="width:100%;background-image:url('http://www.solaim.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/48.gif');ba
ckground-color:white;border:3px groove deeppink;"][cell="filter:;"]




تابع لترجمة الإمام الشافعي






أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهمذاني بقراءتي عليه، أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد سنة عشرين وست مئة، أخبرنا محمد بن خليل القيسي، وأخبرنا أبو جعفر محمد بن علي السلمي، وأحمد بن عبد الرحمن الصوري قالا: أخبرنا أبو القاسم بن صصرى، أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، وأبو يعلى حمزة بن علي الثعلبي، وأخبرنا علي بن محمد الحافظ، وعمر بن عبد المنعم الطائي، وعبد المنعم بن عبد اللطيف، ومحمد بن محمد الفارسي وغيرهم قالوا: أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشافعي، وأخبرنا الحسن بن علي بن الجوهري، وخديجة بنت يوسف الواعظة قالا: أخبرنا مكرم بن محمد بن أبي الصقر، وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن القواس، وابن عمه أبو حفص عمر بن عبد المنعم، والقاضي تقي الدين سليمان بن أبي عمر، والتقي بن مؤمن، وفاطمة بنت سليمان، وأبو علي بن الخلال، ومحمد بن الحسن الأرموي، وست الفخر بنت عبد الرحمن، قالوا: حدثتنا أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب القرشية قالوا ثلاثتهم: أخبرنا أبو يعلى بن الحبوبي، قال هو وابن خليل والأسدي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلا المصيصي قراءة عليه، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي سنة ثمان عشرة وأربع مئة، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت في سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثنا ابن عيينة، عن جامع وعبد الملك، سمعا أبا وائل يخبر عن عبد الله بن مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ حَلَفَ على يَمِينٍ يَقْتَطِعُ بها مَالَ أمْرِئٍ مُسْلِمٍ؛ لَقِيَ اللهَ يومَ القِيَامَةِ وهُو عَلَيْه غَضْبَان). قيلَ: يا رسول الله! وإنْ كانَ شيئًا يسيرًا؟ قال: (وإنْ كانَ سِوَاكًا مِنْ أَرَاكٍ).

أخبرنا أبو الحسين يحيى بن أحمد الجذامي وعلي بن أحمد الحسيني، ومحمد بن الحسين القرشي بقراءتي، قالوا: أخبرنا محمد بن عماد، أخبرنا عبد الله بن رفاعة، أخبرنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المالكي، أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد المدينى، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، عن الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يَزْدَادُ الأمْرُ إلاَّ شِدَّة، ولا الدُّنْيَا إلاَّ إدْبَارًا ولا النَّاسُ إلاَّ شُحًّا، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلاَّ عَلى شِرَارِ النَّاسِ، لا مَهْدِيَّ إلاَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَم).

أخرجه ابن ماجه عن يونس، فوافقناه، وهو خبر منكر، تفرد به يونس بن عبد الأعلى الصدفي أحد الثقات، ولكنه ما أحسبه سمعه من الشافعي، بل أخبره به مخبر مجهول ليس بمعتمد، وقد جاء في بعض طرقه الثابتة عن يونس قال: حدثت عن الشافعي فذكره.

أخبرنا الحسن بن علي القلانسي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد الجارودي، أخبرنا أبو إسحاق القراب أخبرنا أبو يحيى الساجي، حدثنا أبو داود السجزي، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الشافعي، حدثنا مالك، عن ابن عجلان، عن أبيه قال: إذا أغفل العالم "لا أدري"؛ أصيبت مقاتله. فغالب هذا الإسناد مسلسل بالحفاظ من أبي إسماعيل إلى عجلان -رحمه الله-.

وبه إلى أبي إسماعيل قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي -وكان من الإسلام بمكان- قال: رأيت الشافعي بمكة يفتي الناس، ورأيت أحمد وإسحاق حاضرين، فقال الشافعي: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وهَلْ تَرَكَ لنَا عَقِيلٌ مِنْ دَارٍ). فقال إسحاق: حدثنا يزيد، عن الحسن، وأخبرنا أبو نعيم وعبدة، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم أنهما لم يكونا يريانه، وعطاء وطاوس لم يكونا يريانه. فقال الشافعي: من هذا؟ قيل: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بن راهويه، فقال الشافعي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم، ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت آمر بعرك أذنيه، أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنت تقول: عطاء، وطاوس، ومنصور عن إبراهيم والحسن، وهل لأحد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حُجة؟!

وبه إلى أبي إسماعيل قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله الفقيه إملاءً، سمعت أحمد بن محمد بن فراشة الفقيه بمرو، سمعت أحمد بن منصور الشيرازي، سمعت الحسن بن محمد الطبري، سمعت محمد بن المغيرة، سمعت يونس بن عبد الأعلى، سمعت الشافعي، وحدثنا عمر بن محمد إملاء، أخبرنا محمد بن الحسن الساوي بمرو، حدثنا محمد بن أبي بكر المروزي، حدثنا علي بن محمد المروزي، حدثنا أبو الفضل صالح بن محمد الرازي، سمعت البويطي، سمعت الشافعي يقول: إذا رأيتُ رجلا من أصحاب الحديث فكأني رأيتُ رجلا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. زاد البويطي: قال الشافعي: جزاهم الله خيرا، فهم حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا فضل.

وبه: أخبرنا محمد بن أحمد الجارودي، أخبرنا أبو إسحاق القراب، أخبرنا أبو يحيى الساجي، عن البويطي، سمع الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث، فإنهم أكثر الناس صوابا.

ويروى عن الشافعي: لولا المَحَابِرُ؛ لخَطَبَتِ الزَّنَادِقَةُ على المَنابر.

الأصم: حدثنا الربيع، قال الشافعي: المُحْدَثَاتُ من الأمور ضربان: ما أُحْدِثَ يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا، فهذه البدعة ضلالة، وما أُحْدِثَ من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه مُحْدَثَةٌ غير مذمومة؛ قد قال عمر في قيام رمضان: نِعْمَتِ البِدْعَة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذ كانت فليس فيها رد لما مضى. رواه البيهقي عن الصدفي، عن الأصم.

قال أحمد بن سلمة النيسابوري: تزوج إسحاق بن راهويه بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي، مات، لم يتزوج بها إلا للكتب، قال: فوضع "جامع الكبير" على كتاب الشافعي، ووضع "جامع الصغير" على "جامع سفيان"، فقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور، وكان عنده كتب الشافعي عن البويطي، فقال له إسحاق: لا تحدث بكتب الشافعي ما دمت هنا، فأجابه.

قال داود بن علي: سمعمت ابن راهويه يقول: ما كنت أعلم أن الشافعي في هذا المحل، ولو علمت؛ لم أفارقه.

قال محمد بن إبراهيم البوشنجي: قال إسحاق: قلت للشافعي: ما حال جعفر بن محمد عندكم؟ فقال: ثقة، كتبنا عن إبراهيم بن أبي يحيى عنه أربع مئة حديث.

قال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت أفقه من سفيان بن عيينة ولا أسكت عن الفتيا منه.

روى أبو الشيخ الحافظ وغيره من غير وجه: أن الشافعي لما دخل مصر أتاه جلة أصحاب مالك، وأقبلوا عليه، فلما أن رأوه يخالف مالكا، وينقض عليه؛ جفوه وتنكروا له، فأنشأ يقول:

أَأَنْثُرُ دُرًّا بَيْنَ سَارِحَةِ النَّعَمْ***وأَنْظُمُ مَنْثُورًا لِرَاعِيَةِ الغَنَمْ

لَعَمْرِي! لَئِنْ ضُيِّعْتُ في شَرِّ بَلْدَةٍ***فَلَسْتُ مُضِيعًا بَيْنَهُم غُرَرَ الحِكَمْ

فإنْ فَرَّجَ اللهُ اللَّطِيفُ بِلُطْفِهِ***وصَادَفْتُ أهْلاً للعُلُومِ وللْحِكَمْ

بَثَثْتُ مُفِيدًا واسْتَفَدْتُ وِدَادَهُم***وإلاَّ فَمَخْزُونٌ لدَيَّ ومُكْتَتَمْ

ومَنْ مَنَحَ الجُهَّالَ عِلْمًا أَضَاعَهُ***ومَنْ مَنَعَ المُسْتَوْجِبِينَ فقد ظَلَمْ

وكَاتِمُ عِلْمَ الدِّينِ عمَّنْ يُرِيدُهُ***يَبُوءُ بِإِثْم زَاد وآثِمٌ إذا كَتَمْ

قال أبو عبد الله ابن مندة: حدثت عن الربيع قال: رأيت أشهب بن عبد العزيز ساجدا يقول في سجوده: اللهم أمت الشافعي لا يذهب علم مالك، فبلغ الشافعي، فأنشأ يقول:

تَمَنَّى رِجَالٌ أنْ أمُوتَ وإنْ أمُتْ***فتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْت فيها بأَوْحَدِ

فَقُلْ للَّذِي يبْغِي خِلافَ الذي مَضَى***تهيَّأ لأخْرَى مِثْلِهَا فكَأَنْ قَدِ

وقَدْ عَلِمُوا لَوْ يَنْفَعُ العِلْمُ عندَهُم***لئنْ متُّ ما الدَّاعِي عَلَيَّ بِمُخلدِ


قال المبرد: دخل رجل على الشافعي، فقال: إن أصحاب أبي حنيفة لفصحاء. فأنشأ يقول:

فلولا الشِّعْرُ بالعُلَمَاءِ يُزْرِي***لكنتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ

وأَشْجَعُ في الوَغَى مِنْ كُلِّ ليْثٍ***وآلِ مُهَلَّبٍ وأبِي يزِيدِ

ولولا خَشْيَةُ الرَّحْمَنِ ربِّي***حَسِبْتُ الناسَ كُلَّهُم عَبِيدِي


ولأبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي في الشافعي:

ومِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ حُبُّ ابنِ شَافِعِ***وفَرْضٌ أكِيدٌ حبّه لا تَطَوُّع

وإنِّي حياتِي شَافِعِيٌّ فإنْ أَمُتْ***فَتَوْصِيَتِي بَعْدِي بِأَنْ يَتَشَفَّعُو


قال الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن غانم في كتاب "مناقب الشافعي" له، وهو مجلد: جمعت ديوان شعر الشافعي كتابا على حدة. ثم إنه ساق بإسناد له إلى ثعلب قال: الشافعي إمام في اللغة.

قال أبو نعيم بن عدي الحافظ سمعت الربيع مرارا يقول: لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته؛ لعجبت، ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة؛ لم نقدر على قراءة كتبه؛ لفصاحته، وغرائب ألفاظه، غير أنه كان في تأليفه يوضح للعوام.

حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس.

هذه حكاية نافعة، لكنها منكرة، ما أعتقد أن الإمام تفوه بها، ولا كانت أوضاع أرسطوطاليس عربت بعدُ ألبتة. رواها أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه، وحدثنا محمد بن هارون، حدثنا هميم بن همام، حدثنا حرملة. ابن هارون مجهول.

قال مصعب بن عبد الله: ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من الشافعي.

ونقل الإمام ابن سريج عن بعض النسابين قال: كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب، لقد اجتمعوا معه ليلة، فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح، وقال: أنساب الرجال يعرفها كل أحد.

الحسن بن رشيق: أخبرنا أحمد بن علي المدائني قال: قال المزني: قدم علينا الشافعي فأتاه ابن هشام صاحب المغازي، فذاكره أنساب الرجال، فقال له الشافعي: دع عنك أنساب الرجال؛ فإنها لا تذهب عنا وعنك، وحدثنا في أنساب النساء، فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام.

قال يونس الصدفي: كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس؛ قلتَ: هذه صناعته.

وعن الشافعي قال: ما أردت بها -يعني: العربية والأخبار- إلا للاستعانة على الفقه.

قال أبو حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلت عليه، فقال: اقرأ ما بعد العشرين والمئة من آل عمران، فقرأت، فلما قمت قال: لا تغفل عني؛ فإني مكروب.

قال يونس: عنى بقراءتي ما لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أو نحوه.

ابن خزيمة وغيره: حدثنا المزني قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت: يا أبا عبد الله! كيف أصبحت؟ فرفع رأسه، وقال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، وعلى الله واردا، ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها، أو إلى نار فأعزيها، ثم بكى، وأنشأ يقول:

ولمَّا قَسَا قلبِي وضَاقَتْ مَذَاهِبِي***جَعَلْتُ رجَائِي دُونَ عَفْوِكَ سُلَّمَ

تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فلمَّا قَرَنْتُهُ***بِعَفْوِكَ -ربِّي!- كانَ عفْوُكَ أعْظَمَ

فمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عنِ الذَّنْبِ لمْ تَزَلْ***تَجُودُ وتَعْفُو مِنَّةً وتَكَرُّمَ

فإنْ تَنْتَقِمْ مِنِّي فَلَسْتُ بآيِسٍ***ولو دَخَلَتْ نَفْسِي بِجُرْمِي جَهَنَّمَ

ولولاكَ لمْ يُغْوَ بإبْلِيسَ عابدٌ***فكيْفَ وقد أَغْوَى صَفِيَّكَ آدَمَ

وإنِّي لآتِي الذَّنْبَ أَعْرِفُ قَدْرَهُ***وأعلمُ أنَّ الله يَعْفُو تَرَحُّمَ


إسناده ثابت عنه.

قال أبو العباس الأصم: حدثنا الربيع بن سليمان: دخلت على الشافعي وهو مريض، فسألني عن أصحابنا، فقلت: إنهم يتكلمون، فقال: ما ناظرت أحدا قَط على الغلبة، وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب -يعني كتبه- على أن لا ينسب إليَّ منه شيء. قال هذا يوم الأحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومئتين وله نيِّف وخمسون سنة.

ابن أبي حاتم: كتب إلي أبو محمد السجستاني نزيل مكة، حدثني الحارث بن سريج، قال: دخلت مع الشافعي على خادم الرشيد، وهو في بيت قد فرش بالديباج، فلما أبصره رجع، فقال له الخادم: ادخل، قال: لا يحل افتراش الحرم، فقام الخادم متبسما، حتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني فدخل الشافعي، ثم أقبل عليه، فقال: هذا حلال، وذاك حرام، وهذا أحسن من ذاك، وأكثر ثمنا، فتبسم الخادم، وسكت.

وعن الربيع للشافعي:

لقد أصْبَحَتْ نَفْسِي تَتُوقُ إلى مِصْرَ***ومِنْ دُونِهَا أَرْضُ المَهَامِه والقَفْرِ

فوالله ما أدْرِي ألِلْمَالِ والغِنَى***أُسَاقُ إليها أمْ أُسَاقُ إلى قَبْرِي


قال الميموني: سمعت أحمد يقول: سألت الشافعي عن القياس، فقال: عند الضرورات.

أخبرنا أبو علي بن الخلال، أخبرنا ابن اللَّتِّي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري، أخبرنا محمد بن موسى، حدثنا محمد بن يعقوب، سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولوا بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعوا ما قلت.

سمعنا جزءا في رحلة الشافعي، فلم أسُق منه شيئا لأنه باطل لمن تأمله وكذلك عزي إليه أقوال وأصول لم تثبت عنه، ورواية ابن عبد الحكم عنه في محاشِ النساء منكرة، ونصوصه في تواليفه بخلاف ذلك.

وكذا وصية الشافعي من رواية الحسين بن هشام البلدي غير صحيحة.

وقال شيخ الإسلام علي بن أحمد بن يوسف الهكاري في كتاب "عقيدة الشافعي" له: أخبرنا أيو يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو القاسم بن علقمة الأبهري، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، سمعت أبا عبد الله الشافعي يقول -وقد سئل عن صفات الله -تعالى- وما يؤمن به- فقال: لله أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه -صلى الله عليه وسلم- أمته، لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها؛ لأن القرآن نزل بها، وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القول بها، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه، فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة، فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالروية والفكر، ولا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، ونثبت هذه الصفات، وننفي عنها التشبيه، كما نفاه عن نفسه، فقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.

قال مصعب بن عبد الله: كان الشافعي يسمر مع أبي إلى الصباح.

وقال المبرد: كان الشافعي من أشعر الناس، وآدب الناس، وأعرفهم بالقراءات.

ومن مناقب هذا الإمام قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّمَا بنُو هَاشِمٍ وبنُو المُطَّلِبِ شيءٌ واحِدٌ لمْ يُفَارِقُونَا في جاهليَّةٍ ولا إِسْلام) أخرجه البخاري.

قال يحيى القطان: مما نقله البيهقي في "المدخل" له: ما رأيت أعقل -أو قال أفقه- من الشافعي، وأنا أدعو الله له أخصه به.

وقال الحاكم: حدثنا الزبير بن عبد الواحد، حدثني العباس بن الفضل بأرسوف حدثنا محمد بن عوف، سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، واختلاف الناس، والمعاني، والفقه.

قال إبراهيم الحربي، سألت أحمد عن الشافعي، فقال: حديث صحيح، ورأي صحيح، وسألته عن مالك وذكر القصة.

أحمد بن محمد بن عبيدة: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: كان الشافعي إذا أخذ في التفسير كأنه شهد التنزيل.

قال البيهقي فيما أجاز لنا ابن علان وفاطمة بنت عساكر، عن منصور الفراوي أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثنا محمد بن العباس العصمي حدثنا أبو إسحاق بن ياسين الهروي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الأنصاري، سمعت المروذي يقول: قال أحمد بن حنبل: إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها خبرا، قلت فيها بقول الشافعي، لأنه إمام قرشي، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عَالِمُ قُرَيْشٍ يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمً) إلى أن قال أحمد: وإني لأدعو للشافعي منذ أربعين سنة في صلاتي.

روى أبو داود الطيالسي وإسحاق بن إسرائيل، حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي الجارود النضر بن حميد عن أبي الجارود عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَسُبُّوا قُرَيْشًا؛ فإنَّ عَالِمهَا يمَلأ الأرْضَ عِلْمً).

قلت: النضر، قال فيه أبو حاتم: متروك الحديث.

قال أبو بكر بن زياد النيسابوري: سمعت الربيع يقول: كان الشافعي يختم القرآن في كل رمضان ستين ختمة، وفي كل شهر ثلاثين ختمة. وكان يحدث وطست تحته، فقال يوما: اللهم إن كان لك فيه رضى، فزد فبعث إليه إدريس بن يحيى المعافري -يعني زاهد مصر-: لست من رجال البلاء، فسل الله العافية.

الزبير بن عبد الواحد: حدثنا محمد بن عقيل الفريابي قال: قال المزني أو الربيع: كنا يوما عند الشافعي، إذ جاء شيخ عليه ثياب صوف، وفي يده عكازة، فقام الشافعي، وسوى عليه ثيابه، وسلم الشيخُ وجلس، وأخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له، إذ قال الشيخ: أسأل؟ قال: سل، قال: ما الحجة في دين الله؟ قال: كتاب الله. قال: وماذا؟ قال: سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: وماذا؟ قال: اتفاق الأمة. قال: من أين قلت: اتفاق الأمة؟ فتدبر الشافعي ساعة، فقال الشيخ: قد أجلتك ثلاثا، فإن جئت بحجة من كتاب الله، وإلا تب إلى الله تعالى، فتغير لون الشافعي، ثم إنه ذهب، فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر والعصر، وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه وهو مِسْقَامٌ، فجلس، فلم يكن بأسرع من أن جاء الشيخ، فسلم، وجلس، فقال: حاجتي؟ فقال الشافعي: نعم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله -تعالى-: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى..﴾ الآية.

قال: فلا يُصْلِيه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض، فقال: صدقت، وقام فذهب.

فقال الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى وقفت عليه.

أنبئت بهذه القصة عن منصورالفراوي، أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الزبير.. فذكرها.

قال الزعفراني: قدم علينا الشافعي بغداد في سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا أشهرا، ثم خرج. وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين.

وقال أحمد بن سنان: رأيته أحمر الرأس واللحية -يعني أنه اخْتَضَبَ-.

قال الطبراني: سمعت أبا يزيد القراطيسي يقول: حضرت جنازة ابن وهب، وحضرت مجلس الشافعي.

أبو نعيم في "الحلية": حدثنا عبيد بن خلف البزار، حدثني إسحاق بن عبد الرحمن، سمعت حسينا الكرابيسي، سمعت الشافعي يقول: كنت امرأ أكتب الشعر، فآتي البوادي، فأسمع منهم، فقدمت مكة، فخرجت وأنا أتمثل بشعرٍ للبيد، وأضرب وحْشِيَّ قَدَمَيَّ بالسوط، فضربني رجل من ورائي من الحجبة، فقال: رجل من قريش ثم ابن المطلب، رضي من دينه ودنياه أن يكون معلما، ما الشعر إذا استحكمت فيه فعدت معلما؟ تفقه يُعْلِكَ الله. فنفعني الله بكلامه، فكتبت ما شاء الله من ابن عيينة، ثم كنت أجالس مسلم بن خالد، ثم قدمت على مالك، فلما عرضت عليه إلى كتاب السير، قال لي: تفقه؛ تعلُ يا ابن أخي، فجئت إلى مصعب بن عبد الله، فكلمته أن يكلم لي بعض أهلنا، فيعطيني شيئا، فإنه كان بي من الفقر والفاقة ما الله به عليم، فقال لي مصعب: أتيت فلانا، فكلمته، فقال: أتكلمني في رجل كان منا، فخالفنا؟! قال: فأعطاني مئة دينار؟ ثم قال لي مصعب: إن الرشيد كتب إلي أن أصير إلى اليمن قاضيا، فتخرج معنا، لعل الله أن يعوضك، فخرجت معه، وجالسنا الناس، فكتب مطرف بن مازن إلى الرشيد: إن أردت اليمن لا يفسد عليك ولا يخرج من يدك، فأخرج عنه محمد بن إدريس، وذكر أقواما من الطالبيين، فبعث إلى حماد البربري، فأوثقت بالحديد، حتى قدمنا على هارون الرقة، فأدخلت عليه.. وذكر اجتماعه بعد بمحمد بن الحسن، ومناظرته له.

قال الحميدي: عن الشافعي قال: كان منزلنا بمكة في شعب الخيف، فكنت أنظر إلى العظم يلوح، فأكتب فيه الحديث أو المسألة، وكانت لنا جرة قديمة، فإذا امتلأ العظم طرحته في الجرة.

قال عمرو بن عثمان المكي، عن الزعفراني، عن يحيى بن معين، سمعت يحيى بن سعيد يقول: أنا أدعو الله للشافعي في صلاتي منذ أربع سنين.

قال ابن ماجه القزويني: جاء يحيى بن معين إلى أحمد بن حنبل، فبينا هو عنده؛ إذ مر الشافعي على بغلته، فوثب أحمد يسلم عليه، وتبعه، فأبطأ، ويحيى جالس، فلما جاء، قال يحيى: يا أبا عبد الله، كم هذا؟ فقال: دع عنك هذا؟ إن أردت الفقه، فالزم ذنب البغلة.

قال أحمد بن العباس النسائي: سمعت أحمد بن حنبل مالا أحصيه وهو يقول: قال أبو عبد الله الشافعي. ثم قال: ما رأيت أحدا أتبع للأثر من الشافعي.

أبو حاتم: حدثنا يونس، سمعت الشافعي يقول: ناظرت يوما محمد بن الحسن، فاشتد مناظرتي له، فجعلت أوداجه تنتفخ، وأزراره تنقطع زِرًّا زِرًّا.

وعن الشافعي قال: سميت ببغداد ناصرَ الحديث.

وقال يونس: سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد كان أشد علي من الليث، وابن أبي ذئب، والليث أتبع للأثر من مالك.

أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة، عن مسعود الجمال، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل، حدثني حسان بن أبان القاضي بمصر، حدثني جامع بن القاسم البلخي، حدثني أبو بكر محمد بن يزيد بن حكيم المستملي قال: رأيت الشافعي في المسجد الحرام، وقد جعلت له طنافس، فجلس عليها، فأتاه رجل من أهل خراسان، فقال: يا أبا عبد الله! ما تقول في أكل فرخ الزنبور؟ فقال: حرام. فقال: حرام؟! قال: نعم من كتاب الله، وسنة رسول الله، والمعقول، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾. وحدثنا سفيان، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن حذيفة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اقْتَدُوا باللَّذِينَ مِنْ بَعْدِي: أبِي بَكْرٍ وعمَر) هذا الكتاب والسنة.

وحدثونا عن إسرائيل، قال أبو بكر المستملي: حدثنا أبو أحمد، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، أن عمر أمر بقتل الزنبور، وفي المعقول أن ما أمر بقتله فحرام أكله.

وقال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن سعد، حدثنا زكريا الساجي، سمعت البويطي، سمعت الشافعي يقول: إنما خلق الله الخلق بِكُنْ، فإذا كانت "كُنْ" مخلوقة؛ فكأن مخلوقا خلق بمخلوق.

الربيع: سمعت الشافعي يقول: لم أَرَ أحدا أشهد بالزور من الرافضة.

وقال: لا يبلغ في هذا الشأن رجل حتى يضر به الفقر، ويؤثره على كل شيء.

وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: يا يونس! الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء، فكن بين المنقبض والمنبسط.

وقال لي: رضى الناس غاية لا تدرك، وليس إلى السلامة منهم سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه.

وعن الشافعي: العلم ما نفع ليس العلم ما حفظ.

وعنه: اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل.

وعنه: لو أعلم أن الماء البارد ينقص مروءتي؛ ما شربته.

أبو نعيم: حدثنا ابن المقرئ، سمعت يوسف بن محمد بن يوسف المروزي يقول: عن عمر بن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبيه، سمعت الشافعي يقول: بينما أنا أدور في طلب العلم، ودخلت اليمن، فقيل لي: بها إنسان من وسطها إلى أسفل بدن امرأة، ومن وسطها إلى فوق بدنان مفترقان بأربع أيد ورأسين ووجهين، فأحببت أن أنظر إليها، فلم أستحل حتى خطبتها من أبيها، فدخلت، فإذا هي كما ذكر لي، فلعهدي بهما، وهما يتقاتلان، ويتلاطمان، ويصطلحان، ويأكلان، ثم إني نزلت عنها، وغبت عن تلك البلد، -أحسبه قال: سنتين- ثم عدت، فقيل لي: أحسن الله عزاءك في الجسد الواحد، توفي، فعمد إليه، فربط من أسفل بحبل، وترك حتى ذبل، فقطع ودفن، قال الشافعي: فلعهدي بالجسد الواحد في السوق ذاهبا وجائيا أو نحوه.

هذه حكاية عجيبة منكرة، وفي إسنادها من يجهل.

وعن الشافعي قال: ما نقص من أثمان السود إلا لضعف عقولهم، وإلا هو لون من الألوان.

إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني: حدثنا الربيع، قال: كان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة.

قال إبراهيم بن محمد الشافعي: ما رأيت أحدا أحسن صلاة من الشافعي، وذاك أنه أخذ من مسلم بن خالد، وأخذ مسلم من ابن جريج، وأخذ ابن جريج من عطاء، وأخذ عطاء من ابن الزبير، وأخذ ابن الزبير من أبي بكر الصديق، وأخذ أبو بكر من النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وعن الشافعي قال: رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيرا.

قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: يقولون: ماء العراق، وما في الدنيا مثل ماء مصر للرجال، لقد قدمت مصر وأنا مثل الخصي ما أتحرك، قال: فما برح من مصر حتى ولد له.

محمد بن إبراهيم بن جناد: حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي سمعت الشافعي يقول: خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير يشغلون به عن القرآن.

عن الشافعي: ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن. قيل: ولم؟ قال: لأن العاقل لا يعدو من إحدى خلتين، إما يغتم لآخرته أو لدنياه، والشحم مع الغم لا ينعقد.

أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو المعدل في سنة اثنتين وتسعين وبعدها، أخبرنا الحسن بن علي بن الحسين الأسدي، أخبرنا جدي أبو القاسم الحسين بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه، أخبرنا محمد بن الفضل بن نظيف الفراء بمصر سنة تسع عشرة وأربع مئة، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، حدثنا المزني، حدثنا الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (نهَى عن الوِصَالِ)، فقيل: إنك تُوَاصِلُ! فقال: (لَسْتُ مِثْلَكُم؛ إنِّي أُطْعَمُ وأُسْقَى).

قلت: كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية؛ لا يلتفت إليه، بل يُطوى ولا يُروى، كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم، وكتمان ذلك مُتَعَيِّنٌ عن العامة وآحاد العلماء.

وقد يرخص في مطالعة ذلك -خَلْوَةً- للعالم المنصف الْعَرِيِّ من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم، كما علمنا الله -تعالى- حيث يقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ولَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا﴾.

فالقوم لهم سوابق، وأعمال مكفرة لما وقع منهم، وجهاد محاء، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة، نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض، ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الأئمة، ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة، وحمزة وجعفر ومعاذ وزيد، وأمهات المؤمنين، وبنات نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأهل بدر مع كونهم على مراتب، ثم الأفضل بعدهم مثل أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عمر وسائر أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص آية سورة الفتح؛ ثم عموم المهاجرين والأنصار؛ كخالد بن الوليد والعباس وعبد الله بن عمرو، وهذه الْحَلْبَةِ، ثم سائر من صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجاهد معه، أو حج معه، أو سمع منه، رضي الله عنهم أجمعين وعن جميع صواحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المهاجرات والمدنيات وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية وسائر الصحابيات.

فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا نعرج عليه، ولا كرامة، فأكثره باطل وكذب وافتراء، فدأب الروافض رواية الأباطيل، أو رد ما في الصحاح والمسانيد، ومتى إفاقة من به سكران؟! ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض، وتحاربوا، وجرت أمور لا يمكن شرحها، فلا فائدة في بثها.

ووقع في كتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة، والعاقل خصم نفسه، و(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، ولحوم العلماء مسمومة، وما نقل من ذلك لتبين غلط العالم، وكثرة وهمه، أو نقص حفظه؛ فليس من هذا النمط، بل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن، والحسن من الضعيف.

وإمامنا: فبحمد الله ثبت في الحديث، حافظ لما وعى، عديم الغلط، موصوف بالإتقان، متين الديانة، فمن نال منه بجهل وهوى ممن عُلم أنه منافس له؛ فقد ظلم نفسه، ومقتته العلماء، ولاح لكل حافظ تحامله، وجر الناس برجله، ومن أثنى عليه، واعترف بإمامته وإتقانه، وهم أهل العقد والحل قديما وحديثا؛ فقد أصابوا، وأجملوا، وهدوا، ووفقوا.

وأما أئمتنا اليوم وحكامنا، فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى، فقد يقال: أحسنوا ووفقوا، وطاعتهم في ذلك مفترضة لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر.

وبكل حال: فالجهال والضلال قد تكلموا في خيار الصحابة. وفي الحديث الثابت: (لا أَحَدَ أَصْبَر على أذًى يَسْمَعُهُ من اللهِ؛ إِنَّهُمْ لَيَدَّعُونَ لَه وَلَدًا، وإنه لَيَرْزُقُهُم ويُعَافِيهم).

وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الإمام -رحمه الله-، فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض إلى الإمام، ولله الحمد.

ولا ريب أن الإمام لما سكن مصر، وخالف أقرانه من المالكية، ووَهَّى بعض فروعهم بدلائل السنة، وخالف شيخه في مسائلَ؛ تألموا منه، ونالوا منه، وجرت بينهم وحشة، غفر الله للكل، وقد اعترف الإمام سحنون، وقال: لم يكن في الشافعي بدعة. فصدق والله، فرحم الله الشافعي، وأين مثل الشافعي -والله!- في صدقه، وشرفه، ونبله، وسعة علمه، وفرط ذكائه، ونصره للحق، وكثرة مناقبه -رحمه الله تعالى-.

قال الحافظ أبو بكر الخطيب في مسألة الاحتجاج بالإمام الشافعي، فيما قرأت على أبي الفضل ابن عساكر، عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد، أخبرنا الخطيب قال: سألني بعض إخواننا بيان علة ترك البخاري الرواية عن الشافعي في "الجامع"، وذكر أن بعض من يذهب إلى رأي أبي حنيفة ضعف أحاديث الشافعي، واعترض بإعراض البخاري عن روايته، ولولا ما أخذ الله على العلماء فيما يعلمونه ليبيننه للناس؛ لكان أولى الأشياء الإعراض عن اعتراض الجهال، وتركهم يعمهون، وذكر لي من يشار إليه خلو كتاب مسلم وغيره من حديث الشافعي، فأجبته بما فتح الله لي، ومثل الشافعي من حُسِدَ، وإلى ستر معالمه قُصِدَ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ويظهر من كل حق مستوره، وكيف لا يغبط من حاز الكمال، بما جمع الله له من الخلال اللواتي لا ينكرها إلا ظاهر الجهل، أو ذاهب العقل.. ثم أخذ الخطيب يعدد علوم الإمام ومناقبه، وتعظيم الأئمة له، وقال:

أبَى اللهُ إلاَّ رفْعَه وعُلُوَّهُ***ولَيْسَ لِمَنْ يُعْلِيهِ ذُو العَرْشِ وَاضِعُ

إلى أن قال: والبخاريّ هذّب ما في "جامعه"، غير أنه عَدَلَ عن كثير من الأصول؛ إيثارا للإيجاز.

قال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي "الجامع" إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول. فترْك البخاري الاحتجاج بالشافعي، إنما هو لا لمعنى يوجب ضعفه، لكن غني عنه بما هو أعلى منه؛ إذ أقدم شيوخ الشافعي مالك، والدراوردي، وداود العطار، وابن عيينة. والبخاري لم يدرك الشافعي، بل لقي من هو أسن منه، كعبيد الله بن موسى، وأبي عاصم ممن رووا عن التابعين، وحدثه عن شيوخ الشافعي عدة، فلم يَرَ أن يروي عن رجل، عن الشافعي، عن مالك.

فإن قيل: فقد روى عن المسندي، عن معاوية بن عمرو، عن الفزاري، عن مالك، فلا شك أن البخاري سمع هذا الخبر من أصحاب مالك، وهو في "الموطأ" فهذا ينقض عليك؟!

قلنا: إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال، إلا لمعنى ما يجده في العالي، فأما أن يورد النازل، وهو عنده عال، لا لمعنى يختص به، ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف فيه؛ فهذا غير موجود في الكتاب. وحديث الفزاري فيه بيان الخبر، وهو معدوم في غيره، وجوده الفزاري بتصريح السماع.

ثم سرد الخطيب ذلك من طرق عدة، قال: والبخاري يتبع الألفاظ بالخبر في بعض الأحاديث ويراعيها. وإنا اعتبرنا روايات الشافعي التي ضمنها كتبه، فلم نجد فيها حديثا واحدا على شرط البخاري أغرب به، ولا تفرد بمعنى فيه يشبه ما بيناه، ومثل ذلك القول في ترك مسلم إياه؛ لإدراكه ما أدرك البخاري من ذلك، وأما أبو داود؛ فأخرج في "سننه" للشافعي غير حديث، وأخرج له الترمذي، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم.

ثم سرد الخطيب فصلا في ثناء مشايخه وأقرانه عليه، ثم سرد أشياء في غمز بعض الأئمة، فأساء ما شاء -أعني غامزه- وبلغنا عن الإمام الشافعي ألفاظ قد لا تثبت، ولكنها حكم، فمنها: ما أفلح من طلب العلم إلا بالقلة.

وعنه قال: ما كذبت قط، ولا حلفت بالله، ولا تركت غسل الجمعة وما شبعت منذ ست عشرة سنة، إلا شبعة طرحتها من ساعتي.

وعنه قال: من لم تعزه التقوى، فلا عز له.

وعنه: ما فزعت من الفقر قط. طلب فضول الدنيا عقوبة عاقب بها الله أهل التوحيد.

وقيل له: ما لك تكثر من إمساك العصا، ولست بضعيف؟ قال: لأذكر أني مسافر.

وقال: من لزم الشهوات؛ لزمته عبودية أبناء الدنيا.

وقال: الخير في خمسة: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله.

وعنه: أنفع الذخائر التقوى، وأضرها العدوان.

وعنه: اجتناب المعاصي، وترك ما لا يعنيك، يُنَوِّرُ القلب. عليك بالخَلْوَة، وقلة الأكل، إياك ومخالطة السفهاء ومن لا ينصفك، إذا تكلمت فيما لا يعنيك ملكتك الكلمة، ولم تملكها.

وعنه: لو أوصى رجل بشيء لأعقل الناس، صرف إلى الزهاد.

وعنه: سياسة الناس أشد من سياسة الدواب.

وعنه: العاقل من عقله عقله عن كل مذموم.

وعنه: للمروءة أركان أربعة: حسن الخلق، والسخاء، والتواضع، والنسك.

وعنه: لا يكمل الرجل إلا بأربع: بالديانة، والأمانة، والصيانة، والرزانة.

وعنه: ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته.

وعنه: علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقا.

وعنه: من نَمَّ لك؛ نَمَّ عليك.

وعنه قال: التواضع من أخلاق الكرام، والتكبر من شيم اللئام، التواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة.

وقال: أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلا من لا يرى فضله.

وقال: ما ضُحِكَ من خطأ رجل؛ إلا ثبت صوابه في قلبه.

لا نلام والله على حب هذا الإمام، لأنه من رجال الكمال في زمانه -رحمه الله- وإن كنا نحب غيره أكثر.









\7






الأكاديمية الإسلامية




[/cell][/table1]
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-03-2012, 03:25 PM
الصورة الرمزية الزهراء
الزهراء غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: الدنيا الفانية
المشاركات: 4,297
افتراضي رد: سيرة الإمام الشافعي [متجدد]

[table1="width:100%;background-image:url('http://www.solaim.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/48.gif');ba
ckground-color:white;border:3px groove deeppink;"][cell="filter:;"]



الفوائد المرجوة من سيرة ومنهج الإمام الشافعي



إن لعلم السيرة والتراجم دورًا كبيرًا فِي حياة المسلمين عامة، والملتزمين خاصة، ومن يقرأ القران الكريم يلاحظ فيه الكثير من قصص التراجم عن الأنبياء والرسل والصالحين؛ وذلك لأنّه من خلال معرفة تراجم الأنبياء والرسل والأئمة يمكن أن نجنِي بعض الفوائد التي منها:

- كانت قصص الأنبياء والرسل -عليهم السلام- تأتي لتشحذ همم الصحابة -رضوان الله عليهم- وتأتي مسلية ومقوية لفؤاد رسولنا الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فكان يقول عندما ينال منه المنافقون ويتكلمون عنه بسوء: (رَحِمَ اللّهُ موسى، قد أُوذِيَ بأكثرَ من هذا فصبرَ) رواه البخاري، فوجد -صلى الله عليه وسلم- في قَصص سيدنا موسى -عليه السلام- المذكورة فِي القرآن الكريم مواساة لما يتعرض له من اتهامات وهمز ولمز.

- يبين الله -عزّ وجلّ- لنبيه وأمته أن ما يتعرضون له من مشقة في سبيل الدعوة ونشر الدين قد تعرض لها الصالحون من الأمم السابقة، فلا ييأس الصحابة، ويتذكرون أن طريق التوحيد أصعب الطرق وأخطرها، هذا الطريق الذي قتل فيه يحيَى، وسجن فيه يوسف، وفيه صاح من ألَمِه أيوب، فتتهيأ نفوس الصحابة، وتستعد لنـزول البلاء.

- تراجم الشخصيات المؤمنة وأئمة الهدى تعطي قوة للمسلم الملتزم الذي يسير في طريق الالتزام الشرعي، فالمسلم بطبيعته يبحث عن قدوة يقتدي بها.

صحيح أن قدوتنا هي الرسول الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومن ثمّ آل بيته وأصحابه الكرام، ولكن أحيانًا يعتري المسلم خواطر وهواجس شيطانية خاطئة، فعندما يتذكر تضحيات الرسول الكريم -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد يقول في نفسه: إنه لنبي معصوم! أمّا أنا فلا قدرة لِي على الفعل مثلما فعل، وكذلك الأمر عندما يتذكر المسلم الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- قد يقول في نفسه: لقد كان معهم الرسول الكريم، أمّا أنا فلست مثل الصحابة! لذلك فنحن بحاجة لتسليط الضوء على سيرة ومنهج رجال مؤمنين ليسوا أنبياء ولا صحابة، بل هم علماء أتقياء فضلاء قدموا للإسلام الكثير الكثير، فهنا المسلم السوي صاحب القوة والالتزام قد تعتريه الغبطة لأولئك العلماء، فيحبهم ويتأسى بأفعالهم .. والله ولي التوفيق.

- إن دراسة سيرة ومنهج الإمام الشافعي ضرورية جدًا للمسلم؛ حتى يتعرف على هذا الإمام الذي قد يكون هو أحدَ مقلديه، فمن الجهل أن يقلد إمام لا يعرف عنه شيئًا.

- ويستفيد طالب العلم من دراسة سيرة والمنهج العلمي للشافعي في معرفة أصول فقه المذهب الشافعي، وأقوال العلماء القدماء المعاصرين للشافعي، ويتعرف على مجدد القرن الثاني الهجري، فتقوى عزيمة ذلك المسلم وتُشحذ همته.

- إن دراسة سير الأئمة الصالحين تعطي للمسلم ثقة قوية بأمته، وخصوصًا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر فيها الأمة الإسلامية، فيدرك المسلم أن الأمة الإسلامية أمة حيّة لن تموت، أمة ترفد البشرية على مر العصور والتاريخ برجال يحملون هذا الدين حق حمله.

عندما نقرأ سيرة الإمام الشافعي، ونتعرف على عطائه للإسلام فإننا نستحضر قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ [الأحزاب : 23]، وقوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ﴾ [النور36- 37].

ونثق ونقتنع قناعة تامة بأنّ هذا الدين محفوظ بحفظ القرآن، حفظًا من التبديل والتحريف وحفظًا بوجود رجال على مر الزمان وفي كل مكان يجددون لهذه الأمة دينها وهذا تصديقًا لقوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر : 9].

والآن إخوتي وأحبابِي وقرة عيني، دعونا نبدأ مشوارنا العلمي ورحلتنا الفكرية مع مجدد القرن الثاني الهجري، وأتمنى لي ولكم الفائدة في متابعة هذا المجهود المتواضع.




\7






الأكاديمية الإسلامية




[/cell][/table1]
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون