تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > منتدى قبيلة ســـليم > منتدى أعــــلام قبيلة سُليم
منتدى أعــــلام قبيلة سُليم أمراء وزعماء وعلماء وفرسان وقادة وولاة من بني سليم

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2009, 11:57 AM
بن جايل الصادري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 344
افتراضي الأمير ( ابن أبي حصينة ) أبو الفتح السلمي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الأمير أبو الفتح السلمي
( ابن أبي حصينة )



وهذه سلسلة نسبه : أبو الفتح الحسن بن عبدالله بن أحمد بن عبدالجبار بن أبي حصينة السلمي المعري , يتصل نسبه ببني سليم , ولد أبو الفتح ابن أبي حصينة قبل سنة 390 هـ . ويرجح أن مكان ولادته في المعرة . ولم يوقف على حقيقة السنة التي ولد فيها , فقد اظطربت أقوال المؤرخين في ذالك . وقال ابن عساكر أقدم من كتب عنه : ان ولادته كانت قبل 390 هـ نفسها .

وتلقى ابن أبي حصينة العلم عن شيوخ يرجح أنهم من شيوخ المعرة , وأنهم من الطبقة التي تتلمذ عليها أترابه , من أبي العلاء المعري ( 363- 449 هـ ) وطبقته . ويبدو أنه دخل المسجد الجامع الأموي , وجلس في حلقاته العلمية والأدبية . ثم اتصل بآل مرداس , أمراء حلب , بعد انقراض الدولة الحمدانية من سنة ( 406 - 415 هـ) . وكان أول أمير مرداسي اتصل به هو الشاب ثمال بن صالح , وقد نظم فيه قصائد مديحية جيده وعمره في نحو ثمانية وعشرين عاما . وكان ممدوحه الأمير ثمال كريما ومقصودا , يعيش عيشة الأمراء من أهل البادية . وفي تلك الفترة استولى صالح بن مرداس ( والد ثمال ) على حلب وما اليها حتى طرابلس , وذالك بسنة 417 هـ . وفي سنة 420 هـ قتل صالح وتملك بعده ابناه : معز الدولة ثمال , وشبل الدولة نصر .
ثم تفرد شبل الدولة , نصر بالأمر سنة 421 هـ , فخرج ثمال مغاضبا له , وعازما على قتال أخيه . وتوسط أمراء الأطراف من العرب بينهما بأن تكون حلب لنصر , وبالس والرحبة لثمال . أما أبو الفتح فقد ظل على ولائه للمرداسيين الكلابيين , يمدحهم وينال من جوائزهم السنية حتى أقعدته الشيخوخة عن متابعة ذالك .
وفي حياة أبي الفتح ظهرت في تاريخ الشام ( بادرة الانعام ) على كبار الشعراء بألقاب الامارة ... وهي الألقاب التي كان المتنبي وأضرابه من كبار شعراء جيله يسيل لعابهم طمعا في احرازها , ولكنهم حرموا منها , لأن أوان تقرير الدولة لها لم يحن بعد , لا لأنهم لم يكونوا أهلا لها , فاستحقاق المتنبي لها ومن في مستواه من شعراء زمانه أمر لاريب فيه . وقد استشرف أبو الفتح لنيل لقب الامارة الشعرية المرموقة , حيث أنه رأى نفسه أهلا لها .. وكان من حسن حظه أن أوفده الأمير تاج الدولة ابن مرداس , الى المستنصر العبيدي , فمدح المستنصر بقصيدة عصماء , مطلعها :


ظهر الهدى وتجمل الاسلام = وابن الرسول خليفة وامام
مستنصر بالله ليس يفوته = طلب ولا يعتاص عنه مرام


ثم مدحه بقصيدة أخرى عام 450 هـ .. فوعده بأعطائه الامارة وفي عام 451 هـ أنجز له وعده ( وقد تسلم أبو الفتح سجل( الامارة الشعرية ) من يدي المستنصر في ربيع الآخر بتلك السنة ) وكان الذي سعى في تأميره , وكتب له سجل الامارة هو أبا علي صدقة بن اسماعيل ابن فهد الكاتب .
فكافأه أبو الفتح على صنيعه بأن مدحه بقصيده غراء كان مستهلها :


قد كان صبري عيل في طلب العلا = حتى استندت الى ابن اسماعيلا
فظفرت بالخطر الجليل ولم يزل = يحوي الجليل من استعان جليلا
لولا الوزير ( أبو علي ) لم أجد = أبدا الى الشرف العلي سبيلا
ان كان ريب الده قبح مامضى = عندي , فقد صار القبيح جميلا
وأجل ماجعل الرجال , صلاتهم = للراغـــــبين العـــــز والتبجيلا
***
اليوم أدركت الذي أن طالب = والأمس كان طلابه تعليلا



وكان ةتسلم الأمير أبي الفتح لسجل الامارة , هذه في ربيع الآر سنة 451 هـ .
هذا وقد انهالت عليه الجوائز المالية السخية على ( أبي حصينة ) شاعر المرداسيين , فأثرى وعمر وبنى .


وكان قد مدح الأمير محمود بن نصر بن صالح بن مرداس عندما تملك جلب سنة 452 هـ .. فأيد منحه لقب امارة الشعر التي مدحه بها منها قوله :


أبا سلامة عش واسلم حليف علا =وسؤدد بشعاع النجم مقرون
أشفي عداكم وأهو أن أدين لكم =وللعدى دينهم فيكم ولي ديني



وقد ثبتت امارة محمود أخيرا لحلب , فما كان منه الا أن خلع طاعة العبيديين , وخطب للعباسيين , كما صنع زميله في أفريقيا الشمالية المعز بن باديس في القرن ذاته . وظل محمود المرداسي حاكما لحلب حتى مات . وقد تابع صاحبنا أبو الفتح ابن أبي حصينة مديحه له أسوة بمن سبقع من الأمراء المرداسيين .


ومما يسترعي الانتباه بعض قصائد ابن أبي حصينه أنه سلك فيها أسلوب أبي الطيب المتنبي .. فقد مدح الأمير ثمالا معز الدولة بن صالح بن مرداس بدالية بليغة وأنفذها اليه من دمشق بمناسبة فتحه لقلعة حلب في شهر ربيع الأول سنة 434 هـ . قال :


لسيفك بعد الله قد وجب الحمد =فياليت جفني ماحييت له غمد

ومضى الى أن يقول :

غيوث اذا جادوا , ليوث اذا عدوا =كثير اذا عادوا, قليل اذاعدوا
يشكون في ظهر العو أسنة = اذا خرجت من صدره خرج الحقد



ثم يقول واصفا فتح قلعة الثغر :



وعدتم لذاك الثغر سدا من العدى = وأي سديد مادرى أنكم سد
وما رد كيد الروم خلق سواكم =ينيل اذا لم يبقى من دونهم رد
أتوا يثقلون الأرض منت فوق شزب =اذا أسرعت في الخط أثقلها السرد
يواريهم نسج الحديد عليهم = فما فيهم من منه جارحة تبدو
فلولاكم لم ينههم عن حريمنا = وعن حرمة الاسلام جمع ولا حشد
ولكنكم قبلتوهم ذوابلا =من الخط لدا مشرعوها هم اللد
وخضتم عجاجا يرمد الجو نقعه =ولكنه تحيى به الأعين الرمد
فما انجاب ذاك النقع حتى طرحتهم =فرائس تقتات الوحوش بها بعد
وصارت حياضا للمياه جماجم = مفلقة فاستجمع الزاد والورد
فلا تطمع الآمال فيما ملكتم = فما تتخلى عن فرائسها الأسد



ومن روائعه أيضا قوله يمدح ثمال المرداسي :


كذا لاتزال رفيع الرتب =كثير العدو كثير الغـــلب
وقد وهب الله هذا النعيم = وما يرجع الله فيما وهب


الى أن يقول :



اذا سلم الله روح الأمير = فأهون شيء ذهاب الذهب
ومن كسب الحمد في الخافقين =فليس يبالي على ماكسب
فخذ ما صفا من لذيذ الحياة = ودع لسواك الأذى والنصب



وهذه أبياتا من احدى قصائه .. التي قال عنها ابن الوردي : انه في ( سنة 426 هـ وصلت الروم الى حلب , فقاتلهم صاحبها شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس , وتبعهم الى عزاز , فقتل وغنم . وكان اسم ملك الروم أرمانوس , فقال أبو الفتح الحسن بن عبدالله بن أبي حصينة المعري ( السلمي) من قصيدة طويلة أنشده اياها بظاهر قنسرين . وأورد ابن الوردي الأبيات التي اخترنا منها مما يلي :



الى نصر وأي فتى كنصر = اذا حلت بمغناه الركــــــــــاب
أمنتهك الصليب غداة ظلت =حطاما فيهم السمر الصلاب
جنودك لايحيط بهن وصف = وجودك لايحصــــــله حساب
وذكرك كله ذكر جميل =وفعلك كله فعــــــــل عجـــــــاب
و ( أرمانوس ) كان أشد بأسا =وحل به على يدك العذاب
أتاك يجر بحرا من حديد = له في كـــــــــل ناحية عبـــــاب
اذا سارت كتائبه في بأرض = تزلزلت الأبـــــــاطح والهضاب
فعاد وقد سلبت الملك عنه = كما سلبت عن الميت الثياب
فما أدناه من خير مجيء =ولا أقصــــــــــــــاه من شر اياب
فلا تسمع بطنطنة الأعادي = فانهم اذا طنـــــــوا ذبــــاب
ولا ترفع لمن عاداك رأسا = فان الليث تنبحـــه الكــــــلاب



وكما أن لأبن أبي حصينة مدائح فله مراث , نشير هنا الى احداه وهي التي قالها في سنة 443 هـ حينما توفي زعيم الدولة أبو كامل بركة ابن المقلد ابن المسيب العقيلي -- شريك أخيه قرواش في ملك الموصل بتكريت .
قال ابن أبي حصينة من قصيدة طويلة :


من عظيم البلاء موت العظيم =ليتني مت قبل موت الزعيم
ياجفوني سحي دما أو فحمي = صحن خدي بعبرة كالحميم


وحينما توفي , في سنة 444 هـ قرواش معتمد الدولة أبو منيع ابن المقلد العقيلي صاحب الموصل نسجونا بقلعة الجراحية رثاه الأمير أبو الفتح السلمي بقصيدة باكية منها قوله :


أمثل قرواش بذوق الردى = يا صاح ما أوقح وجه الحمام



وله مراث أخرى مدونه في ديوانه المطبوع . ومن أهمها رثاؤه لصديقه الحميم أبي العلاء المعري الذي أملى لديوانه شرحا قال في مقدمته عنه : ( كان مولاي الأمير الجليل أبو الفتح الحسن بن عبدالله ابن أبي حصينة سألني أن أسمع شعره , فقرىء علي ما أنشأه من أنواع القريض , فوجدت لفظه غير مريض , ومعانيه صحاحا مخترعة , وأغراضه بعيدة مبتدعة . وهو , وان كان متأخرا في الزمان , فكأنه من فرط عهد النعمان , ومن سنع كلامه علم أنه لم يغير شهادة , ولاخرم في ابداع الكلامسيادة ) .
وشهادة كهذه من امام في الشعر واللغة والعلوم كأبي العلاء المعري , لا شك أنها الى القمة نستوى الشاعر المشهود له برفعة المكانة الشعرية .
يقول الأمير أبو الفتح السلمي في رثاء صديقه أبي العلاء المعري :



العلم بعد أبي العلاء مضيع =والأرض خالية الجوانب بلقع
أودى وقد ملأ البلاد غرائبا = تسري كما تسري النجوم الطلع
ماكنت أعلم - وهو يودع في الثرى = أن الثرى فيه الكوكب تودع


ثم يقول فيه أيضا :


تنصرم الدنيا ويأتي بعده = أمم وأنت بمثله لا تسمع

ثم يقول :

قصدتك طلاب العلم ولا أرى = للعلم باب بعد بابك يقرع



هذا وللأمير أبي الفتح جولات في ميادين الحكمة .
***
قال :



أشد من فاقة الزمان =مقام حر على هوان
فاسترزق الله واستعنه = فانه خير مستعان
وان نبا منزل بحر = فمن مكان الى مكان


وقال :


اذا المرء لم يرض ماأمكنه =ولم يأت من أمره أحسنه
فدعه فقد ساء تدبيره =سيضحك يومـــا ويبكي سنه

***
وفاته :


وقد طبع الشرح الذي أملاه أبو العلاء المعري على ديوان ابن أبي حصينة السلمي في دمشق , وتولى تحقيقه محمد أسعد أطلس , وقد وصفه محققه وصفا قيما , قال :ان أبي حصينة سار فيه على الطريقة التي سار عليها في ( معجز أحمد ) و ( اللامع العزيزي ) و ( عبث الوليد ) .
وكان أبو العلاء المعري قد بدأ املاءه بشرح القصيدة التي أولها :


هل بعد شيبك من عذر لمعتذر = فازجر عن الغي قلبا غير منزجر


واختتمه بشرحه للقصيدة التي أولها :


كم تكثران العذل والتفنيدا = أفتحسبا المستهام رشيدا ؟


توفي الأمير أبو الفتح الحسن بن عبدالله المشهور بابن أبي حصينة السلمي المعري سنة 456 ه ـ أو 457 هـ . وربما كانت وفاته في ( سروج ) .


المصدر كتاب ( بنو سليم ) لعبد القدوس الأنصاري



بن جايل السلمي
__________________
انا وان أحسابنا كرمت
لسنا على الأحساب نتكلّ
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعلّ فوق مافعلّ

التعديل الأخير تم بواسطة بن جايل الصادري ; 10-02-2009 الساعة 12:03 PM
  #2  
قديم 10-02-2009, 02:43 PM
الصورة الرمزية عبدالمحسن الحجيري
عبدالمحسن الحجيري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: {ْجـــــدهـ ْْْْْْ}
المشاركات: 5,273
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى عبدالمحسن الحجيري
افتراضي رد: الأمير ( ابن أبي حصينة ) أبو الفتح السلمي

يابن جايل
بيض الله وجهك ثم بيض الله وجهك
على هذا العطا المستمر
شكرا لكــ
__________________
  #3  
قديم 10-02-2009, 08:09 PM
بن جايل الصادري غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 344
افتراضي رد: الأمير ( ابن أبي حصينة ) أبو الفتح السلمي

وجهك أبيض ثم وجهك أبيض

أخوي عبدالمحسن



تحياتي لك





بن جايل الصادري
__________________
انا وان أحسابنا كرمت
لسنا على الأحساب نتكلّ
نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعلّ فوق مافعلّ
  #4  
قديم 10-04-2009, 03:49 PM
الصورة الرمزية عبدالعزيز الوريكاني
عبدالعزيز الوريكاني غير متواجد حالياً
بن عضيب
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
الدولة: جزيرة العرب
المشاركات: 882
افتراضي رد: الأمير ( ابن أبي حصينة ) أبو الفتح السلمي

\7
__________________
\7
\7

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز الوريكاني ; 10-04-2009 الساعة 03:54 PM
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون