تسجيل دخول

العودة   منتدى سليم > المنتديات الأدبيـــــــة > منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح
منتدى عـــذب الكـــلام ومرفأ البوح ( شعر فصيح - قصة - خاطرة - شعر التفعيله - القراءات الادبية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2012, 01:18 AM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي قصيدة ابن زريق البغدادي

الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي


كانت له ابنة عمّ يحبّها حبّاً صادقاً ,ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش,فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلباً لسعة الرّزق,وذلك بمدح أمرائها


ولكن ابنة عمّه تشبّثت به ,ودعته إلى البقاء حبّاً لها,وخوفاً عليه من الأخطار.
ولكنّه لم ينصت إليها ,ونفّذ ما عزم عليه .


وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس , ومدحه بقصيدة بليغة ,فأعطاه عطاءً قليلا.
وبعد أن عاد إلى الخان الذي سكن به ,تذكّر ما اقترفه في حقّ ابنة عمّه من فراقها وتذكّر ما تحمّله من مشاق ومتاعب مع الفقر وقلّة ذات اليد.


فاعتلّ لذلك وأصابه الهمّ والغمّ ثمّ لفظ أنفاسه ومات.


وافتقده الأمير فأرسل في طلبه فوجدوه ميتاً وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه القصيدة:




لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ

قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ


جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ

مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ


فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً

مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ


قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ

فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ


يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ

مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ


ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ

رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ


كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ

مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ


إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً

وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ


تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه

للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ


وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ

رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ


قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ

لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ


لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى

مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ


وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت

بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ


وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه

إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ


اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً

بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ


وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي

صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ


وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً

وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ


لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ

عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ


إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ

بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ


رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ

وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ


وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا

شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ


اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ

كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ


كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ

الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ


أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ

لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ


إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها

بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ


بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ

بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ


لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا

لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ


ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي

بِهِ وَلا أَنّض بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ


حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ

عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ



فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ

وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ


مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ

كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ


وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا

جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ


لَأَصبِرَنَّ لِمَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي

بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ


عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً

فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ


عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا

جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ


وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ

فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-22-2012, 03:47 PM
الصورة الرمزية وفيه
وفيه غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: =
المشاركات: 3,810
افتراضي رد: قصيدة ابن زريق البغدادي

انتقاء فاخر .. وفاء . . ما أعظمة ....
بجد محزنه .. يالله .. رقيقه تلك ..
القصيدة ومبكية .. فعلا
. دمت وداما عطائك .. أختي..
بخير
__________________


\7



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-23-2012, 02:13 PM
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: قصيدة ابن زريق البغدادي

بوركـــــــــــــت وفيـــــــه

حضوركِ يسعدني

أسعدك الرحمن في الدارين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-23-2012, 02:35 PM
أصيل العتيبي غير متواجد حالياً
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: في المنطقة الغربية - مكه
المشاركات: 27
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أصيل العتيبي
افتراضي رد: قصيدة ابن زريق البغدادي

لقد أصبتني في مقتل

لماذا تفتح وتوغر صدوراً قد آن لها ان تنسى حبيبها

ياللي غدر الزماااان

أحرقت جاشي ووجداني وبيحت مايختلج ويجوش في صدري من حاسه الشوق

لقد ذكرتني بقصيده سبق وإن كتبتها في مثل هذا الشان

والله إنك ايقضت المشاعر وكسوتها ثوب يتم وخمار عزاء

تسلم مع ألمي

فذلك أمل قد احترق وأمتلى ألم

تحياتي وتقبل مروري وتعليقي

ودمتم بود
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
كل الآراء المنشورة ( مواضيع ومشاركات ) تمثل رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن رأي القائمين على الموقع


دعم وتطوير استضافة تعاون